للشعراء فقط
جلس "الفراهيدي" على كرسيّهِ
في مجلس الأمنِ العروضي
فأتت "مفاعلتن" لتشكوَ عنده "مستفعلن"
قالت له: "يا سيدي
"متفاعلن" ولدي
أرضعتُه وتدي
وحنانَ فاصلتي
وحفرتُ في صخر القصائد سيدي بحراً له
أسميتُه بالكاملِ
لكنما في خلسةٍ منّي أتى مستفعلن
واستوطنتْ قواتُه أمواجَ بحرِ الكاملِ
- هل من دليلٍ يا مفاعلتن على ما قلتِه؟!
قالت له: "يا سيدي... "شوقي" ببحر الكامل ارتاحت مراكبُه
ليمدحَ بالقصيد الأزهرا
لكنّ مطلعَ مدحهِ
رسمتْ خطا مستفعلن كلَ التفاعيلِ التي وقفتْ به
قطّع معي حتى ترى
قم في فم الدْ دنيا وحيْ ى الأزهرا
مستفعلن مستفعلن مستفعلن
وانثر على سمع الزما نِ الجوهرا
مستفعلن مستفعلن مستفعلن
هذا ادعائي والدليلُ
ومنيتي أن يصبحَ الولدُ الأسيُر محررا
نادى الفراهيدي: "أيا مستفعلن
ما قولكم في دفع ما هي تدعي "
فأجابه: "يا سيدي
هذا الفتى متفاعلٌ
جدًّا معي
"أضمرت" شرّي بين طيات النغمْ
"أسكنت ثانِيَهُ" فلم يغضب لفعلي.. وابتسمْ
ووجدتُ منكم من تدخل كي يؤيدَ ما فعلتُ
مسمّياً فعلى به "إضمارا"
أنا لستُ أنكر فعلتي
غيرتُ "فاصلةَ" الكتابةِ و"الوتدْ"
ودخلتُ "بالأسبابِ" في أصل البناءْ
"سببٌ خفيفٌ" بعده "سببٌ خفيفٌ" قبل إدخال "الوتدْ"
ونزلتُ بحر الكامل المذكورَ أخفي بسمتي بقناعُ مَكْرْ
أسميتُه "مُتْفَاعِلُن"
أوبعد نصف القرن تشكوني مفاعلتن لأترك موطني؟! "
حار الفراهيدي... وبعد مفاوضاتٍ
قال: "يبقى الحال حتى دعوةٍ أخرى"
لذا...
... ثارتْ "مفاعلتن"
وقامتْ بعد ثورتها انتفاضهْ
أبو كريم