من وحيك يا دمشق ارتسم لقلبي طريق من نور ، وأضحكت الأزهار الجورية ثغر أعماق الصدور ، وأثلج الفانوس المضيء صدر الحياة التي يعيشها أي مغترب ، أرسلت لي بسمات الربيع المتجددة لتحيي فؤادي الذي قنط ، منك يستوحى عطر الحياة الجميل ويؤخذ مسك الطيب من قوامك المتدلية من على كرسي التاريخ المجيد ، لقد كان اسم دمشق عنوان يفصل كتب التاريخ ، فما كان منا لك يا دمشق إلا قهقهات السعادة التي تفرح صدر سكانك من الشرفاء المخلصين .
حاميك الله يا شام العروبة ... حاميك الله يا حقيقة التاريخ .... لقد عرف الشعراء ملجأً للشعر بين طيات حاراتك القديمة ، ورأت الحياة ملجأ للخلود في ربوع البيوت القديمة ، ورأينا فيك جمال الدنيا وما فيها ، أوحيت لنا معنىً جلياً يستوطن في حضنك وهو الأصالة .