مما كتبت ذات يوم منذ عهد بعيد :
لا أعرف من أنا ،،،
أنا من ذاك الزمن الغابر ،،،
أنا المشرد من هوة التاريخ ،،،
أنا كائن ،،
افتقد أدنى معاني الإنسانية ،،،
أنا لاشيء ،،،
أنا العدم ،،،
تفوح من يداي رائحة الدم ،،،
ألوث كل أرض أمر بها ،،،
أنا العبث المتلون ،،،
ابتسامة الليث المترقب ،،،
وهجير الرمضاء يكويني ،،،
كم وقفت على الأبواب ،،
وكم لفظتني الأزمنة ،،،
وكم تشردت وشقيت ،،،
أسمالي البالية لاتكاد تستر آثامي ،،،
لي عين واحدة بالكاد أرى بها ضحاياي ،،،
أنا الندوب في زمن الكرامة ،،
أنا دون ،،، الأنا ،،،
الرماد بين أحشائي ،،
والعبرة هداياي التي أرسل ،،
كنت مجرما عبر التاريخ ،،
وانتهيت نازيا دون رحمة ،،
أنا الدمعة المتحجرة التي فقدت معانيها ،،،
كنت ذات يوم ببعض ملامح ـــ
أسقطتها ،،
ألقيت بها للكلاب الجائعة في الطريق ،،،
كانت طعما لهم ،،
حتى أفتك بجمعهم ،،،
لازلت المدبر المخرب ،،
لازلت أحمل طبولي وأقرع ،،،
لازلت أتباهى وأتبختر ،،،
لاتوقف ،،
حتى عند الفناء ،،
نعم لاجديد ،،،
سأتعفن ،،،
لاخوف ،،،
لأن العفن ردائي ،،،
لاتتعجبوا ،،
أنا أنتم ،،
وأنتم أنا ،،،
أنا الضمير الذي مات ،،
ولم يجد عزاءا من عروبتنا حتى اليوم ،،،