أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: لوحات

  1. #1
    الصورة الرمزية ابراهيم الوراق قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : May 2006
    العمر : 51
    المشاركات : 158
    المواضيع : 38
    الردود : 158
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي

    لوحات
    هذه المحاولة كتبتها حين رأيت لوحات ثلاث على منضدتي، صاحبة اللوحة، واللوحة، والموضوع.


    أستاذتي،


    أنا المشنوق في ظل لوحاتك، أعيش فترة مخاض، لأعزف عودي، وأنفخ في نايي، فلماذا تتركين مادة الفنون التشكيلية ؟؟؟ولماذا تصمتين في حيص الرغبة، وأنا أبكي ليل نهار، خوفا من ضياع الرسوم بين عيني،
    أشعر بأنني أقضي عمري بين دموع تنساب كالرذاذ، وأفكار تتناثر كالأوراق، وغرور الكبر يراودني، ونفحة الإباء تقول لي: تجهم، أنت القوي العتيد.
    أحسست بأن ومضة تخنقني، تنفلت مني، تنادي روحي، تلم بجوانحي، ترعاني بقدرها المقدور.
    أستاذتي، إنني رغم جراءتي الزائدة، وقوانيني المتحررة، فأنا لا أستطيع أن أقرأ الإشارات، ولا أن أعرف أسرار الألوان، ولا أن أستظهر المستور، فماذا تستمطرين من فكر في العقول ؟؟؟ وماذا تقذفين في لوحاتك من أرواح ؟؟؟ حبلى من المعاني، لا أنفذ إليها، إلا من خلل شفيف،
    من أين أتت هذه الدروب الملتوية في أعماق روحي ؟؟؟ ومن أين جاءت هذه النساء الحانيات بين ذكرياتي ؟؟؟ومن هي هذه الفتاة الخصوبة بالأنوثة في خيالي ؟؟؟ سأبقى مضطرب الملامح، أرمق السطور، والحروف، والخطوط، وأحن بنظراتي الحيرى إلى أن أكتشف الألغاز،
    لا أدري، ربما قد يكون المعنى مرادا عندي، فأفهمه سرا، كما بدا لي وشما على صفحات الوجود،
    سؤال تكتنزه اللوحات، تحكيه ولهى النظرات،
    رغم بكائي المستعربأماقي، رغم مشاعري المكبوتة بجوانحي، رغم أشواقي الحرى، رغم أحاسيسي الثكلى، إنني حين ألقاك، أصوب نظراتي إليك، فأراك أستاذتي لوحة من لوحاتك، وروحا من وحي وشماتك،
    ، لوحة قديمة تحنو نحو اليوم الموعود،
    إنني حين أجلس إلى جنبك، أرى الصمت في عيني، وأشعر بفيضان في عمقي،
    رسم بدا أسود، ثم تضخم فصار بياضا.
    بصمات هناك تهفو إلى الظهور، تحن إلى المثول، أبوح فيها بالسر كما ترسمين، وأقضي فيها وطري كما تحبين، دواة، قلم، فهل أبوح؟؟؟سأبوح بالسر، وأخلع العذار، وأهتك سترا بدا رقيقا، وأنشر عشقا خبا زمانا، أعواما، قضاء وتدبير، وأنا أحملك على هدبي، لأ لقاك سرمدا، برقا، زلزالا، وخزة، تئن بين يدي السؤال.
    ماذا سأفعل ؟؟؟
    أستاذتي، رسمك قد رشفته ألقا من كون الزمان، وحبلته معنى بين الحنايا والضلوع، لألقاك في هذا المسبح العنيد، لأراك عطرا، نسيما، فوحا، أريجا هب من بين الوهاد، بعد سنين مضت، والوشم منغرس، والمعنى مندفن، أراك واحة خضراء أراك بهاء يتدفق شعرا.
    فلا أدري كيف لا أنظم الشعر ؟؟؟ كيف لا أحكي رجفة الفؤاد ؟؟؟ كيف أبقى عبدا لك تضغطين علي، بوحيك، بشعرك، بجنونك، شقاء بين أضراس الزمان، لم يتركني للواعج المائلات، لم يزدردني، فيلفظني كالنوى المطروح،
    نواح يبكين أنسا فقدته الولدان.
    هذه لخبطة أشعر بها شعلة، أخشى من فقدان هسيسها، وحين أفقدها، سأرى السير مباحا في واحات الجنون،
    أنت الشعر، و أنا المشنوق، أنت الوحي، وأنا الإلهام، أنت الخطب الراجف، وأنا الفؤاد المدنف،
    سأعود إليك، لأحكي، لأسرد، لأروي، ففي جهري تشنيف، وفي همسي تخفيف، وحين يصمت البكاء، سترين لغة العيون دليلا، وحين أحرق في كمينك نظراتي، وأحفر مراسيم جمالك في قلبي، سأذبح الحقيقة على مشرحة الزمان، لأظهر للولهى رسولا، وحين ألقاك سأعاود الكلام، في فضائح البيان، لتري كيف حييت قانونا، وترا، كمانا، تعزف عليه القيان، سرب من الشوق، بلسم من العنا، تتقد شرارته كالبارود، لينزاح في الزمان والمكان.
    أستاذتي، هذا ما قرأت في لوحتك القديمة،
    فهل تودين أن أعبر عن لوحتك الجديدة ؟؟؟
    أرى فتيات مترنحات، أعشقهن كالطيف، أناديهن من سبة العار، أقدم لهن قربانا في عراك الجنون، وأمشي بينهن رويدا أحن إلى الهوان، أناديهن بأسماء كالحور في الجنان، ورود يرسلن بسمات كالعيدان، صدور تطير منهن النيران، ثكلى يخبرنني عن غور البواطن، يحتقرنني في واد الآدميين،
    ليتني ما رأيتهن، لأعيش ليلاهن كالعالمين، في رحاب أراني فيها كالوادعين،
    هيبة المقام، بين هذه القباب، أراها في جلابيب النسوان، أنا الفرع، وأنتن الأصول، أحس فيكن بوميض المقام، سكرة صوفية، وجذبة في حضرة الواصلين، خمرية انتشت بها صدور الواقفين، أراهن بين يدي كمعاول الطارقين، أرضى منهن بزخمة النظرات، في موسم العاشقين، تميمة، تنزع عني غلالة الحياء، في بركة العاذلين، عزائي، عزائي، لروحي الجاثمة بين أظافر المعاندين،
    هذه الأرض تخترقني بسمومها، بجنونها، تحفر مني جداول، بل أخاديد، تسقي من روائي حنان العابدين، لن أموت حتى تحيى تضاريس القوم الخالدين، فأكون المطر الشفاف، يحلق على جمجمتي، يلقنني الكدر، يعلمني كيف أحيى بئيسا، كيف أسير في دروب الحياة عليلا، أنهل من سكر الواجدين،
    إنني لست مخلدا، ولست مراقبا، لكنني بارقة من الطوالع، ومضة من اللواعج، حفيظة من الأسرار،
    أستاذتي
    يوقفني، يهددني، يصدني، يجعلني مخمورا من أرى في نفسي فانيا صاحيا، موجودا بين حشر الحياة، سر بدا ثم انتهى بين الآملين.
    أستاذتي، حين عرضت اللوحة الثالثة قرأت فيها ما يلي:
    صفحة بيضاء، صفحة سوداء، حمل وديع، صل أسود، قانون لبسته الطبيعة، نسبة الخير في الشر كنسبة الٌزبد في اللبن، الشر أب، والخير أم، أنجبا وليدا اسمه الإنسان، وجهان لباب مفتوح إلى صحراء الخداع.
    رأيتها في المرة الأولى راهبة فأعطفت عليها قلبي، ثم مضى الحول، فإذا بها شيقة مغرورة محرومة من فوح الفاضلين،
    لبست لباسا أبيض عند مقابر المسلمين، ثم تسنمت في نفسها، فكانت كوثرا، بل كومة من اللحم النضيد، تلبس لباس الزائفين، تحذلق نحو الأبعدين.
    غريبة الإيقاع، لاعن فضل، بل عن عجب المدعين، خبيثة لا كالنساء، حقيرة، منتنة النوايا، تبدو بمظهر الخادعين.
    سكنت صحراء الوهم سنين، فكانت غصة في طريق المغفلين، تزيت بلبوس الجبن تستر به سر الماكرين،
    يد الفتاة، تمتد إلى قبو أمها، تستلم منها تعاويذ، تتلمظ بها شفتيها، تحن إلى
    إركاع العالمين، حفظت كل وهم، عرفت كل شر، أيست من كل فضل، شريرة لا تعرف إلا المشعوذين،
    رأيتها، مد غمة في الطي، نكرة، متسترة، لا يضاجعها حلم، ولا يعيش معها وهم، كانت تحلم بالصراصير، بالديدان، بالكوابيس، فلم أدر كيف سافرت في عالم أجنبت فيه عن الطريق، فكانت سيدة الواصلين.
    خاتلت العسس، والبصاصين، حاولت وصولا إلى موائد الفاضلين،
    رحلة في ساعة الضياع، شظية متناثرة وإن حواها الزمان، فهي، الجبان، الخوار، معرة من العمى، قرار من المين، حفنة من الرماد، نفخة من شواظ، نيزك من شر، هزة من زهو، بذرة من مستنقع، كثلة من حقد، موبوءة مثلها مثل الفادحين.
    أعتقل البكاء، أوتد الصمت، أمنع الكلام، أظهر بشاشة حين أراها، وفي الروح خزي ينساب بين لفحاتي، بين كلماتي، وأنا أقبل الهزيمة، وأرضى بالخنوع، أنحني للعاصفة، أرسل رسالة، أعلن فيها هزيمتي للمنتصرين.
    أقول لهم هنيئا، لتقر أعينكم، لترتح أفئدتكم، لقد فزتم مع الفائزين، عبيدكم لم يعرف جبانا، لكنه آوى إلى ركن من الزمان، جمود يراه فخرا في يوم البطالين، وحين يجيب السائلين.
    كيف انهزمت ؟؟ وأنت القائم بلباب القضايا، تفكها، تقطعها، توصلها، ترضاها فتكون هوجا، وتغضب فتكون هشيما، نار أنت، فكيف خبت منك الثورة ؟؟؟، وكيف سكتت منك النفضة ؟؟؟، وأنت لم تر إلا معاندا مع المشاكسين.
    أقول :
    أنت تضربني بالوحل، ترميني بالرماد، وأنا أرسل كلماتي، في وداعة، في لطف، في بهو بعيد الشأو، فكيف سيتقرر القرار ؟؟؟ أنهكتني هزيمتي، وأهانت غروري، لكنني أنهكت هزيمتي بقبول رضوخي، لأنني لا أطيق إلا سلاحا واحدا أجعله ترسا أصد به الجاحدين.
    هزيمتي أن أصمت في مواقف الذل، حيث يضخ الغضب، من وريد الشر، أخزاه الإله، فأستعيد سربي، لأحلق في هذا الفضاء، فأصير في مأمن من صيد ينتظر مني الغفلات، في منأى من كل الماكرين.
    تالله هذا ما فهمت من لوحتك يا أستاذتي فهل تقبلين أن أزيح الستار ؟؟؟

  2. #2
    أديبة
    تاريخ التسجيل : Jul 2003
    المشاركات : 5,436
    المواضيع : 115
    الردود : 5436
    المعدل اليومي : 0.72

    افتراضي

    مرحباً بالأخ إبراهيم الوراق مرة أخرى

    أرى أن نصك النثري هذا أقرب إلى الخاطرة منه إلى القصة ، لكنك فيها المجيد كما عرفناك .

    تقديري .

  3. #3

  4. #4
    الصورة الرمزية ابراهيم الوراق قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : May 2006
    العمر : 51
    المشاركات : 158
    المواضيع : 38
    الردود : 158
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي

    حوراء سيدتي.
    شكرا لك على قراءاتك لنصوصي التي أراها تزهو نورا باطلاع أمثالك عليها ، لك مني ألف تحية وشكر.
    هي لوحات تتلوها لوحات أخرى ، وعما قريب ستظهر .
    مزيدا من الرعاية والتوفيق.

  5. #5
    الصورة الرمزية ابراهيم الوراق قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : May 2006
    العمر : 51
    المشاركات : 158
    المواضيع : 38
    الردود : 158
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي

    جوتيار
    سيدي
    لقد قرأت هذا النص الذي يروقني أن أكتبه للأفاضل والفضلاء مثلكم ، دمت اهلا لكل فضل .
    رجائي ان تمر على نصوصي الأخرى حتى استجمع لي رأيا منك .
    موفق مشكور.

  6. #6
    الصورة الرمزية د. سلطان الحريري أديب
    تاريخ التسجيل : Aug 2003
    الدولة : الكويت
    العمر : 58
    المشاركات : 2,954
    المواضيع : 132
    الردود : 2954
    المعدل اليومي : 0.39

    افتراضي

    أخي الحبيب إبراهيم الوراق :
    سعيد هذه المرة بقراءة هذا النص المتألق ، ولعل إشارة الأخت الفاضلة حوراء حول الجنس الذي ينتمي إليه النص في مكانها ، وإن كنت أرى أن بين بعض الفنون النثرية وشائج وصلات ، فنصك يمكن أن نقرأه على أنه خاطرة ، أو رسالة ، أو قصة ، وإن كنت إلى الاثنين السابقين أميل ، وقد بهرتني عدستك اللاقطة التي أخذتني إلى الحدث ، ولكن يبقى لي ملحوظة واحدة ، وهي أنك لم تعتمد مبدأ التركيز والتكثيف يتفوق ، كما اعتمدت مبدأ التداعي والوصف الرائع ، ففي القصة الكثير من الأمور التي يمكن حذفها ، مما لا يدفع الحدث إلى الأمام .
    كل هذا وأنا مستمتع بتلك اللوحة بتصويرك لها ..
    سأقرأ دائما لك ، فمثلك يغريني بالمتابعة .
    دم مبدعا
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  7. #7
    في ذمة الله
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    المشاركات : 3,415
    المواضيع : 107
    الردود : 3415
    المعدل اليومي : 0.50

    افتراضي

    أبدعت الصياغة والنثر في لوحاتك .
    رائع
    أخذت لبي وأسكنت حرفك فكري ، ليكون لي معين وماعون خصب .
    تحياتي وتقديري لجمال الإبداع والصياغة والفن .

المواضيع المتشابهه

  1. مرة اخرى ...( لوحات فنية واسعار مجنونة ..مجنونة ..مجنونة )
    بواسطة اميمة الشافعي في المنتدى فُنُونٌ وَتَّصَامِيمُ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 26-05-2004, 06:39 AM
  2. لوحات فنية واسعار مجنونة ...مجنونة ....مجنونة
    بواسطة اميمة الشافعي في المنتدى فُنُونٌ وَتَّصَامِيمُ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 09-05-2004, 05:40 PM
  3. لوحات خطية تتحدث عن الزواج
    بواسطة أبو حسن في المنتدى فُنُونٌ وَتَّصَامِيمُ
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 16-12-2003, 07:00 PM
  4. لوحات مصورة تبين التعابير للاحرف والارقام والاوقات
    بواسطة نسرين في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 03-08-2003, 01:41 PM
  5. لوحات تشكيلية لزمن الرحيل ...
    بواسطة الأندلسي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 28-06-2003, 02:06 PM