أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: ذاكرة المدن (1) ـ صديقتي الحقيقية كاتْشِيا..!!

  1. #1
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : Egypt
    العمر : 77
    المشاركات : 88
    المواضيع : 12
    الردود : 88
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي ذاكرة المدن (1) ـ صديقتي الحقيقية كاتْشِيا..!!


    * ذاكرة المدن ( 1 )

    صديقتي ( الحقيقية ) كَاتْشِيـاَ...!!

    إبراهيم سعد الدين

    عن المُدُنِ أتحدث. وحديثُ المُدنِ له مذاقٌ خاص، تماماً كما أن لكل مدينةٍ مذاقها الذي لا يُشبه مذاقَ مدينة أخرى، ليس يهمُّ إن كنت تستعذبه أو تَستشعر مرارته أو طعمه الحرِّيف في فمك، يكفيك أن تُحسه كلما طافت بك الذكرى، فيملؤك الشوقُ إلى لُقياها، وتَحِنُّ إلى دِفْءِ العِناقْ. أما أسوأ المدن ـ على الإطلاق ـ فهي تلك التي لا طَعْمَ لها في ذاكرتك.

    المدن مثل البشر، لها طبائعهم وأمزجتهم ونزواتهم أحياناً. بعض المدن تَسقط صريع هواه من أول نظرة، وبعضها الآخر يطول بك الوقت حتى تألفه ويحدث بينكما الانسجام. بعضها تستطيب عشرته وتستخف ظِلَّه والبعض الآخر تنفرُ منه وتستثقل دمه. الآن ـ وأنا أكتب هذه الكلمات ـ أحسُّ عُمْق ومغزى ذلك التعبير الدارج الذي يجري على ألسنة العامة في بلداننا: هذه الدار ريحها ثقيل، أو هذا البلد ريحه ثقيل !!.

    وللمدن أحياناً ـ مثل البشر ـ نَزَقٌ ونزوات، وبعضها الآخر عاقلُ رزين إلى الحَدِ الذي يستفزك ويغريك بالتعدي عليه !!. نعم هناك عقلٌ زائد عن الحاجة يدفعك أحياناً إلى الجنون. أعتقد أن مدينة بانكوك ـ عاصمة تايلند ـ هي خير مثال على تلك المدن النَّزِقَة أو "الرِّوِشَة" بلغة شباب اليوم. ولذلك فأنا أعشقها ـ أقصد بانكوك ـ إلى درجة الوَلَه أو الدَّرْوََشة ! على الرغم من كل شيء؛ فقرها وسوء سمعتها وعدم نظافة بعض أحيائها ونَصْبِ أهلها واحتيالهم عليك أحياناً.. و.. و.. لكن ما حيلتي والحب ـ كما يُقالُ ـ قَدَرٌ لا فِكاك منه ؟!
    تستطيع أن تقول إني " مجنون بانكوك " مثلما كان قيس بن الملوح مجنوناً بليلى. أما السبب فَعِلْمه عند الله. رُبَّما لأنها مدينة "حاضنة"، تحتويك بين ذراعيها وتضمك إلى صدرها فور هبوطك على أرض مطارها، فتشم رائحة عطرها وعرقها ـ عطر الصبايا المتبرجات وعرق الكادحين فيها. رُبَّما لأنها مدينة "متواضعة"، لا أحد هناك يُحَدِّثك عن نفسه أو يُصَدِّعُ رأسك بكذبة "الأمجاد القديمة"، لا أحد يتباهى أو يَدَّعي لنفسه ما ليس فيه، الكُلُّ يهمَسُ في أذنك مُعتَذراً: هانحن.. فقراء وخُطاةٌ، نَحصلُ على لقمتنا بِشِقِّ الأنفس، نبيع أجسادَنَا أحياناً لقاء كِسْرَةِ خُبْز وكأس جِعة، لكننا بشر، وطيبون حينما نملك قَبْضَتيْ نقود، ومؤمنون بالقَدَرْ ـ مثلما يصف شاعرنا الراحل صلاح عبد الصبور الناس في بلاده !!.

    في بَانْكوك قُدِّر لي أن ألتقي بصديقتي وبطلة قصتي القصيرة فيما بعد "مطر صيفي" والتي استهللتها بهذه العبارة: كاتْشِياَ لم تكن حٌلْماً، كانت هاجساً.. حَدْساً.. نبوءة.. رُبَّما، لكنها تجسَّدت أمام عيني امرأة من لحمٍ ودَمْ !!. كاتْشِيا كانت بالفعل امرأةً حقيقية ـ تماما مثل مدينتها ـ كُلُّ ما فيها حقيقي لا صنعة فيه ولا تكَلُّفْ، حتى أخطاؤها وخطاياها كانت عفوية وتلقائية كضحكة الطفل وضوء الشمس ورائحة المطر، ولذا انعقدت بيني وبينها أواصر صداقة عميقة دون أن أسألها أو تسألني عن تحمل أية تبعات لهذه الصداقة. كانت حاضرة البديهة سريعة الخاطر بارعة النكتة ، نقضي أنا وهي الساعات الطوال نتبارز بالكلمات والتعليقات اللاذعة ، ونضحك بأعلى أصواتنا ، ضحكاتٍ نابعة من القلب تتفجَّرُ من حولنا حيث جمهور المشاهدين الصغير الذي يتحلّق بنا؛ فتيات وفتيان في مثل سنها يعملون مثلها خَدَماً أو شبه خدم بالفندق، وزبائن بالمقهى ونزلاء مثلي بالفندق، وأحياناً ينضمُّ إلى جمْعنا عابرو سبيلٍ اجتذبهم الصخب واستخفّهم الضحك فانضموا إلينا.

    كانت تعول ـ براتبها الضئيل ـ عائلتها المكونة من سبعة أفواه: أب وأم وخمسة إخوة صغار. ومع ذلك لم تكن تكف عن الضحك.

    قلت لها وهي تودعني بصالة المطار: يوماً ما سوف أكتب قصّتكِ يا كاتشيا .
    قالت ضاحكة: وماذا تقول فيها ؟!
    قُلْتُ : لا أدري .. انتظري حتى أفرغَ من كتابتها .. !!
    قالت: قُلْتَ لي يوماً إن نهايات قصصك دائماً حزينة.. ماذا سيكون مصيري على يديك !!
    قلت ضاحكاً: الموت في أسوأ الأحوال !!
    قالت ومسحة حزن تلوحُ على وجهها: الموت ليس أسوأ المصائر على أية حال !!.

    عُدتُ إلى موطني ووفيت بوعدي فكتبت القصة، عبَثاً حاولت أن ألفِّقَ لها نهاية فَرِحَة، كانت نهايتها السّعيدة ـ دوْماً ـ أشبه بالنغمة النشاز، غير مُتَّسقة مع مُجريات الأحداث ومنطق الحَبْكة. أرسلتُ إليها بموجزٍ عن القصة لكني سردتُ عليها خاتمتها الحزينة كاملة، وعَقَّْبْتُ بدعابة أخيرة: أنت الآن يا كاتشيا في عداد الأموات !!.
    في رَدِّها على رسالتي كتبت تقول: الموت ـ كما قلت لك ـ ليس أسوأ المصائر. واخْتَتَمَتْ رسالتها بهامشٍ جعلته أشبه بملاحظةٍ عابرة: تركتُ عملي بالفندق لأنه كما تعرف لا يفي باحتياجات المعيشة.. وأعمل الآن نادلة ـ وأشياء أخرى ـ في عُلْبَةٍ من عُلَبِ اللَّيْل !!.

  2. #2
    الصورة الرمزية ليال قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Apr 2003
    المشاركات : 982
    المواضيع : 35
    الردود : 982
    المعدل اليومي : 0.13

    افتراضي

    مقالة جميلة تحمل حساً أدبياً ذا نكهة خاصة,
    لكني في الحقيقة عندي في المدن ذوق مختلف فأنا لا تعجبني بانكوك ولا أستطيع أن أتصور مالرائع الآخاذ في تلك المدينة الغارقة في الفقر والعهر ؟! هي في نظري مجرد علبة من علب الليل مندسة بين أكوام من البشر مندسين بدورهم بين اكوام من النفايات.
    ولكي لا أبتعد كثيرا عن روح هذة المقالة الجميلة فأنني أسجل هنا أعترافا لك بقدرتك الجيدة على اقتناص تلك اللحظات النادرة التي تتجلى فيها حقيقة المدينة كما هي بلا رتوش اجتماعية وعلى قدرتك ايضا استخلاص أوجه للجمال من أعماق البشاعة...اطيب تمنياتي لك بالتوفيق.

  3. #3
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : Egypt
    العمر : 77
    المشاركات : 88
    المواضيع : 12
    الردود : 88
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي ذاكرة المدن (1) ـ صديقتي الحقيقية كاتْشِيا..!!


    الأخت الكريمة.. ليال

    أسعد الله أوقاتك بكل الخير، وشُكراً على إطلالتك الجميلة على ذاكرة المدن. أما عن بانكوك ورؤيتك لها فأنا أحترمُ رأيك وانطباعاتك عنها وإن كُنتُ لا أتفقُ معها تماماً، ربما لأنّ ظاهر الأمور في المُدن يختلفُ أحياناً عن جوهرها، وربما لأن الجانب الإنسانيّ في كل أحواله وتقلباته هو النّبْع الحقيقي لمادّة الفنّ، وربّما لأن الحبّ قدرٌ لا يحتمل التبرير كما قلتُ في سياقِ النّصّ.

    سعدْتُ بزيارتك وآمل دائماً في تواصلكِ الجميل.

    ودُمتِ بألف خيرٍ وعافية.

    إبراهيم سعد الدين

  4. #4
    أديب
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    المشاركات : 9,079
    المواضيع : 101
    الردود : 9079
    المعدل اليومي : 1.38

    افتراضي

    ابراهيم..............

    وكأنه حوار الذات للذات...
    المدن تحتضن...الكثير...والكثير...هذ قد يكون في اغلب الاحيان يحمل في طياته الكثير من الشجن..ولكن هناك دائما بين طيات الشجن ايضا..لحظات تأمل ذاتية فيها تتجلى روعة الف كاتيشا اخرى...ليل المدن فضيع....ولم نزل نعيشه لحد اليوم..
    لكنه يبقى ليلا فيه الكثير من ما لانعرفه...

    تقديري واحترامي
    جوتيار

  5. #5
    الصورة الرمزية د. محمد حسن السمان شاعر وناقد
    تاريخ التسجيل : Aug 2005
    المشاركات : 4,319
    المواضيع : 59
    الردود : 4319
    المعدل اليومي : 0.63

    افتراضي

    سلام الـلـه عليكم
    الاخ الفاضل الاديب ابراهيم سعد الدين

    قرأت نصك الجميل , قبل اليوم , ومرة اخرى اعود للنص , اعود لهذه اللقطات الانسانية البديعة , اقرّ لك بمقدرتك على اقتناص الحالة , ورسمها بريشتك الخاصة , لتصنع منها لوحة ادبية نابضة , لم احفل بالمدينة , ومدى حبي لهذه المدينة , او كراهيتي لها , بل بقيت ضمن اطار لوحتك , اتابع خطواتك الادبية , اعيش معك هذه الخلجات والرؤى , والتفاعل الانساني .
    بعد قراءتي الاولى للنص , لم يكن هناك من مرّ عليه , من الادباء والاديبات ,
    ثم اليوم وفي هذا الصباح الجميل , وجدت مرور اديبين رائعين على نصك , الاخت الفاضلة الاديبة ليـــال , والاخ الفاضل الاديب الراقي جوتيار تمر , وكل منهما لامس النص باحساسه الخاص :

    واقتبس روعة ما كتبت اديبتنا الكبيرة ليــال :
    ولكي لا أبتعد كثيرا عن روح هذة المقالة الجميلة فأنني أسجل هنا أعترافا لك بقدرتك الجيدة على اقتناص تلك اللحظات النادرة التي تتجلى فيها حقيقة المدينة كما هي بلا رتوش اجتماعية وعلى قدرتك ايضا استخلاص أوجه للجمال من أعماق البشاعة...

    ثم اعود لاقتبس روعة ما كتب لك الاديب الراقي جوتيار تمر :
    وكأنه حوار الذات للذات...
    المدن تحتضن...الكثير...والكثير...هذ قد يكون في اغلب الاحيان يحمل في طياته الكثير من الشجن..ولكن هناك دائما بين طيات الشجن ايضا..لحظات تأمل ذاتية فيها تتجلى روعة الف كاتيشا اخرى...ليل المدن فضيع....ولم نزل نعيشه لحد اليوم..
    لكنه يبقى ليلا فيه الكثير من ما لانعرفه...

    شهادتان لااحلى ولااجمل من اديبين كبيرين , سعدت بما خطه قلم كل منهما , مثلما سعدت بقراءة النص .
    وفي النهاية , اسمح لي ايها الاديب , ان ابارك لك هذا الابداع .


    اخوكم
    السمان

  6. #6
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.83

    افتراضي

    أنتم رأيتم مدن تعيش فوق الارض

    وأنا أعيش في مدن تحيا ... تحت الارض

    أنتم رأيتم البشر ... يسعون في ظاهر الحياة الدنيا

    وأنا أتوسل الله ان يبقيني مع الذين حياتهم ... لامدن لها


    \

    الاخ الحبيب ابراهيم سعد الدين
    قلبي فخور بحرفك الباهر
    الإنسان : موقف

  7. #7
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : Egypt
    العمر : 77
    المشاركات : 88
    المواضيع : 12
    الردود : 88
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي ذاكرة المدن ـ صديقتي الحقيقية كاتْشيا..!!


    أخي الكريم..جوتيار تمر

    أهديك أطيب تحية وأشكر لك زيارتك الغالية لذاكرة المدن، مؤمّلاً في حضورك الدائم وتواصلك الجميل مع هذه السلسلة من الكتابات التي سوف تشملُ إطلالاتٍ عديدة على مُدن مُختلفة وعوالم جديدة وأناس لهم عبق خاص وحضور مميّز.

    مع فائق الإعزاز والتقدير.

    إبراهيم سعد الدين

  8. #8
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : Egypt
    العمر : 77
    المشاركات : 88
    المواضيع : 12
    الردود : 88
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي ذاكرة المدن ـ صديقتي الحقيقية كاتشيا..!!


    أخي الكريم.. د. محمد حسن السّمّان

    أسعد الله أيامك بكل الخير، وأشكرك جزيل الشكر لهذه الزيارة الكريمة والكلمات الطيبة والمشاعر الراقية التي أضفت على ذاكرة المدن ألقاً وبهاءً وأضاءت سماءها وعبقت أجواءها بكل ما هو طيّب وخَيّر وجميلْ.
    وإلى المُلتقى بإذن الله مع مدينة أخرى أسعدُ وأشرفُ بإطلالتك عليها.

    ودُمتَ أخاً كريماً ومُبْدعاً أصيلاً وزائراً له حضور خاص ووجود مُميّز.

    إبراهيم سعد الدين

  9. #9
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : Egypt
    العمر : 77
    المشاركات : 88
    المواضيع : 12
    الردود : 88
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي ذاكرة المدن ـ صديقتي الحقيقية كاتشيا..!!


    أخي الكريم.. خليل حلاوجي

    طِبْتَ وطابَ عراقنا الغالي وسَلِمَ وسلمَتْ أرضه وماؤه وسماؤه وشعبه العظيم. لقد كان لي شرف الإقامة على أرضكم الطيبة سنوات هي أزهى سنين العمر بما حفلت به من مشاعر المحبة العميقة والمودة الخالصة والكرم الأصيل التي جاد بها وجدان أهلنا وإخواننا أبناء العراق وغمرني بفيضها فبقيت في أعزّ موضعٍ بالقلب والذاكرة. أما مدينة الموصل ـ حيثُ مقامكم الكريم ـ فقد زرتها مراراً ولي فيها صداقات عزيزة وذكريات غالية لا تُنسى.

    سوف تنداحُ ظلمة هذا الليل الطويل ويعودُ للعراقِ وجهه المشرق الجميل مهما طال الطريق وتعقّدت المسيرة وغلت التضحيات، فشعب العراق ـ الذي صنع أعرق الحضارات وأضاف للتاريخ الإنساني أعظم الإنجازات ـ حيٌّ مُتفجّرٌ بإرادة الحياة وقادرٌ على الصمود وتجاوز المحن والخطوب ومواصلة مسيرة التحرر والتقدم والبناء.

    دُمتَ ودام العراق العظيم بألف خير.

    إبراهيم سعد الدين

المواضيع المتشابهه

  1. جوارب المدن..
    بواسطة أمياي عبد المجيد في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 11-11-2006, 06:20 PM
  2. مقتطفات من حرب المدن(معركة الفلوجة الأولى)فيديو(فيلم رائع)
    بواسطة محمد دغيدى في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 27-01-2006, 06:31 PM
  3. تحية حب لمؤتمر بلديات المدن العربية
    بواسطة أنس الحجّار في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 31-10-2005, 11:37 PM
  4. حكاية عروس المدن المقاومة (( الفلـوجـة )) مدينة الفداء وبوابات النصر (( 3-3)) الحلقة
    بواسطة صبـاح الـبـغدادي في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 10-07-2005, 08:10 PM
  5. الدخول الى المدن من باب المقاهي
    بواسطة الرافدي في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 06-12-2004, 05:20 AM