تحت القصف
عليك بالاختباء بسرعة فهناك غارة جوية
الى أين تريد مني ان اذهب ؟
الى اقرب مكان امن بسرعة أرجوك !
صفارات الإنذار تدوي بصوت شديد
لم يتأثر او يصيبه الهلع والخوف بل
بقي يسير بخطوات متكاسلة يحلق ببصره في السماء
والبعض من حوله يتدافعون ويتسابقون نحو الاحتماء والاختباء
يرسل بعضهم صوتا إليه
أنجو بنفسك هيا
ولكنه لم يعطي اهتماما او يبالي
يفكر الى أين اذهب
لقد دمر بيتي وقثلت أسرتي لم يتبقى الا انا
تحولت صفارات الإنذار الى نغمة الأمان
فعاد الناس الى الخروج
أكمل سيره وبعدها توقف
وادلف الى مقهى العرب
الذي كان بعض من مرتدوه يسمرون أبصارهم
الى شاشة التلفزيون ويرسلون الشتائم وللعنات والسب
على العدو الى متى يدوم هذا الحال
عندما يقرر العدو وقف العدوان
الا يوجد من يردعه ويوقف القتل والدمار
انه العالم المتحضر الذي يدافع عن حقوق الإنسان
دعوا عنكم إرسال التوسل والاستجداء
فقد كانوا في زمن يسرحون فوق أرضكم ولم يخرجهم سوى المقاومة والمواجهة
فماذا تنظرون
أرجوكم كفى
توقفت نشرة الأخبار وجاء صخب الموسيقى العالية لتعلن عن دعاية تجارية
تعالى الى الغرب الأمريكي متع نفسك برياضة الرديو و الcowboy
أنكم جيل الاستسلام
خرج من المقهى وهو يردد قول نزار قباني
لا تنتظر من عرب اليوم سوى الكلام
لا تنتظر منهم سوى رسائل الغرام
فليس في الوراء غير الجهل والظلام
وليس في الوراء غير الطين والسخام