الكبـش

أصبحنا نكبر للعيد القادم بين زخم الأيام ، توشحنا الألم لنقاوم برد الشارع ، احتوانا مصلى المسجد ،الصفوف المستقيمة تعلو بالتكبيرات: الله أكبر .. الله أكبر ، استدعت "عمر" ينادي من جديد : " ياسارية الجبل ..الجبل " لكن سارية القائد لم يصله النداء، وتهدل الجسد النحيل ، بحبل غليظ القلب ، حتى مل "عمر " النداء ، زحفت على "سارية" الهزيمة في عصر الصامتين ، ظللنا نكبر للعيد ، الله أكبر ... الله أكبر، هبط علينا "صلاح الدين" من حصان بلا لجام ، شاركنا النداء، ارتفع الصهيل ، ارتفع العويل ، ضرب بسيفه ليصارع الهواء ، تملصت رقاب الأعداء ، حتى أصبحوا بلا رقاب تقطع للنصر ، المسجد يعج بالرؤوس ، العيد يضخ الضحكات ، يخلطها بالألم ، الحلم الحزين يزاحمنا عند أرفف الأحذية للخروج، تصافحت الأجساد بالأوجاع ، لم نعد نرى أنفسنا ، لم نعد نرى شوارعنا ، الحزن السعيد يتوغل بيننا ، يوارى قرص الشمس عنا ، لنشعر ببرد العار ، وسط غرفة صغيرة ، يتوسطها قفص الحديد ، مشنقة العقاب، يعاقبونا يا "صلاح الدين" لأننا نذبح في هذا اليوم الخراف ، فأرادوا أن يثاروا من إبراهيم ، من اسماعيل ، أرادوا للكبش الحياة ، ونحن لا نعيش ، فذبحوا عروبتنا فداءً لهم.

الكويت : 30/12/2006
الساعة :7 صباحاً