قراءة في نثرية
حب في مساحات فضاء افتراضي
لأستاذنا الدكتور / سلطان الحريري
استحوذ علي العنوان احتواءً بما له من ثراء فدلفت إلى الموضوع لأجد علاقات من التسامي والتناسق العاطفي المشع من روعة النسق وقوة السبك مما جعلني أعيد القراءة مرات ومرات استمتاعًا فلهذ المنثورة من الطاقات الإمتاعية ما يجعلني أختبر قدراتي على الاستمتاع بالنص الأدبي .
فاجأني أستاذي الأديب بفكرة مقطوعته الفنية إذ يعالج من خلالها علاقة حبية في فضاء افتراضي سيبري وكأنه المناجاة في هدأة الصمت بين حبيبين فصلت بينهما المسافات والذي أضفى الروعة أكثر على هذه المنثورة هذا التجهيل للطرف الآخر فهو معلوم بالتراسل بالبريد الإلكتروني إلا أنه مجهول حقيقة .
الأديب الكبير خلصنا من حالة الشك بأن صب حبه في قالب الواقع المحاول الطفو على سطح الخيال ، فكلنا عندما يقيم علاقة كمبيوترية نتية لا يرى من الطرف الآخر غير ما يصوره خياله بناءً على المقدمات التي تقف بين الحقيقة والخيال فإذا تطورت العلاقة إلى علاقة حبية كانت العاطفة خالقة لهيأة افتراضية تتناسق والعالم الافتراضي الذي تقام فيه العلاقة .
الأديب الكبير استطاع وببساطة غير عادية أن يحلق بنا في عالم خاص بين شخصيتين افتراضيتين في عالم ملموس اتخذا من العالم الافتراضي مجالاً للبوح وعالمًا طهورًا لإقامة علاقة ودية واستخدم ريادة الفضاء لإثبات إمكان تكوين علاقات طيبة عبر الشبكة العنكبوتية في معالجة رائعة للإشكاليات الكثيرة حول مصداقية العلاقات عبر الإنترنت ، إلا أنه لم ينس أن يؤكد على حسن النوايا والصدق والطهر في كافة الأبنية للعلاقات البشرية عمومًا وللعلاقة الحبية بالخصوص .
ويجب أن أقر هنا بأنني استمتعت كثيرًا كثيرًا .
أستاذنا الأديب الكبير : سلطان الحريري
كانت هذه قراءتي لعملك الرائع فتجاوز عن قصور رأينا
تحياتي وتقديري
مأمون المغازي