لا تبك
كفكفي هاذي الآلئ
واسمعيني صغيرتي
فأنا هاهنا وهناك...
وفي كل مكان تحلّق روحي، ياطفلتي
وها أنذا عائد،
وملء النسمات أشعاري
وأناشيد الحب معزوفةٌ
تناجي قلبك الجميل – حبيبتي!-
وها انذا بعد طول أسفاري ...
قادم إليك –حبيبتي-
عائد إلى رحيب فضائك،
لأقول كل صباح لقلبك الجميل :
"صباح الخير " يا حُرَّتي
لا ! لاتبك ياطفلتي
لم تسكت أيادي الموت جِرْسَ الأشعار في نغمتي
فما زال صوتي يتردّد في كل الأجواءِ،
يلعن ظُلمَ الناس للناس ويتلو؛
نشيد السلام والعدل-حبيبتي!-
ومازال الشعر يسيل في نزف الجراح كبلسمٍ
مُشيدا بحبِّ الله والوطنْ...
والموت لم يكم زغاريد نفسي
ولا كتمتْ نبرةَ التهليل في صدري طيّاتُ الكَفنْ!
بل تخلّصْتُ اليوم من ذاك الجسدْ.
جسدي الذي كان مسجوناً وكانوا...
يطالبونه بتأشيرةٍ لعبور ما بين الوطن والوطنْ!
لاتبكِ حبيبتي؛ ودَعيهمْ،
يدفنون ذاك التابوت، فسوف تذوب عيدانهُ تحت الثرى...
وسأبقى أهديك كلّ يوم زهرةً في غرفة [البالتوك]
وأطبع بيت شعر موزون
تهزُّ ألفاظهُ فيك الحماسَ لقهر الـمحنْ
وحماسا لحفظ حدود الله
وحبِّ الخير وحبِّ الخلقِ الحسنْ
وحماسا لقتل اليأس الخانق في الدربِ
وعند الجيرانِ وفي كل حيٍّ غزاهُ العفنْ.
وحماسا لِرَدْمِ غور الخنا الـموبوءِ الأسِنْ
ستنفُخُ في عقلك روحي..
كلّ يومٍ شباباً جديداً يجدّد وجهَ الزّمنْ
فكوني على الساحِ دوحةِ فكْرٍ
تُوَشَّـى كلّ فجرٍ بأنقى درر الطّلِّ،
يلمحُ السِّرُّ فيها من رداءِ العلنْ
رد مع اقتباس
