أستاذي الطيب والنقيّ محمد ابراهيم الحريري،
أتُراني أصبحتُ لأحبّتي هنـا وهنـاك، مِلْحاً أُجاجاً وَ سَوطاً يُلْهِبُ ظهرَ الروح والقلب، بدَلَ أنْ أكونَ لهمْ بلسمـاً وضماداً، زهرةَ لوتس تكفكفُ عنهمْ قسوةَ الشتاء ؟؟ منديلاً يُخاصِمُ دموعَ الوجع ؟؟
سيدي، كيفَ لي أنْ أخيطَ لكَ وللحبيبـة حوراء اعتذاراً، أطرّزُهُ بالنجماتِ وفلقِ الصبْح، اعتذاراً عمّا سبّبتُه لكما من ألمٍ وأسىً عميقيْن، دونَ أنْ أدري؟؟ كيفَ لي أنْ أقنِعَ البسمةَ بمصالحتكما من جديد؟؟ كيفَ لي أنْ أُقفِلَ بواباتِ الألـمِ والذكرى التي فتحتُها على مصراعيْها أمامكُمـا؟؟ كيفَ لي أنْ أدعو الربيعَ إلى مُروجِ روحيْكمـا، ليتفيّـأَ أغانِيـه مرةً أخرى ؟؟
أرواحُ أحبابنـا الراحليـن ستبقـى أريجاً يداعبُ أرواحنـا جميعاً، يهدهدُ دروبَنا المضرّجةَ بالزمنِ والأيام، ولن ترضى أرواحهمْ إلاّ إن ارتسمتْ على شفاهِ قلوبـِنا المكلومـة : بسمـةٌ حبلى أوْ نجمةٌ جذلـى ..
هو الصبرُ شرابُنـا وطعامُـنا وشدوُنـا وحرفُـنا حتّى يحينَ اللقـاء ..
سيدي، ممتنـة لمروركَ الذي أحضرَ معه حدائقَ الياسمين والحرف ..
رحمَ ربّي غيداء والطفلتيْـن وأمّي وموتى المسلمين ..
دمتَ لنـا ودامتْ لكَ ولحوراء وللأحبـة جميعاً فصولُ الفرح والبسمات ..
تقبّـل خالص تقديري واعتزازي وامتناني
وألف باقة من الورد والندى