وأستغرب للقلب اذ تهاوى من أعلى سنوات التمرس ليخر صريعا في وحل الذكرى
كعصفور يرنو الى الانعتاق من ضجره اليومي وعناد الزمن الأرعن.
على رصيف الملل كان يتجرع كأس الانشطار الأخير,
من رحم الذكرى أطل مثقلا أو قل مضمخا بعطر الخزامى و زهر الليمون تسلل الى المسام مستفزا كل الغرائز والخلايا....
كيف للأيام أن ترى ما أرى؟؟
لم يكن حبا بل شبه لهم...
لم يكن حبا وان كنا قاب قوسين أو أدنى من امتلاك الحقيقة واليقين
لم يكن حبا وما كان ليكون لولا أنا وأدنا الكلمة في كبدالسماء
بداية البدايات كلام كالخربشة على صفحة من ماء
أمخاض هذا أم صداع في الرأس وثورة في الدماء؟؟
غثاء وزبد نز ملء الفم والأعضاء..
تفسخا سقطت أوراق التوت
وأمست الحقيقة وحيدة عارية
لا عزاء...
لا عزاء لمن خانتهم السليقة ونضبت في عروقهم الدماء
لا عزاء لي منقادا اليك ككرة نطت من رصيف الى الرصيف الآخر...
أحبك على علاتك وأعشق تراتيل دقات القلب..
-كالساعة المدلاة بشريط من سعف نخيل العريش على حائط في قبة الدار-
أبدا الهث ركضا وراء الأيام وانبض بشغف للزمن....
لن تستثنيني كواكب البوح الآن من الدوران...
شرايين من النور تمتد جسورا بيننا
بلادي الرمز و أنت الدلالة و أنا وان كنت سأموت غدا فلن أفل قبل أن تقفز فراشات الروح بين حواري وحلقات "جامع الحسين" ماسحة الفضاء بألوان الطيف وظلال "بالشوارع".......
ماذا يمكن أن أقول قبل أن تنطفئ الشموع وتخبو الأضواء..ورجلاي تحملني قسرا الى "بلد المعز"..متلصصا كنت قد دخلت المدينة و لم تعبأ بقدومي الملائكة ولا حتى الشياطين...آه كيف تعبق الذكرى من وراء ستار في قبة المساجد فأجدني للحظة طفل رابض عند مدخل مسجد الحسين أنظرك تقبلين خبزة من شعير أسود توزعينها على الصغار متمتمة "يا سيدي الحسين خذ خبزك و ردني لبلادي".......