أخفى وجهه بين كفيه وشرق بدمعة لم يجد منها مناصا ، كان محاصراً بكم هائل من الأسئلة ، لم تبرح ناظره بعينيها المتعطشتين للحقيقة وإن كانت مرة ، أراد أن يمزجها بحلاوة كلماته .. أكان يحبها أم أنه فقط احتضن شوقها وحرمانها ؟؟
ضبابية غريبة تلف نظراته وهو يجول بذاكرته يبحث عن آخر كلمة همست بها قبل الغياب المفاجىء.
تبدو بعيدة قريبة ملامحها تظهر وتختفي ’ تلهو بما تبقى لديه من الصبر، يضم ذاته ويحاول لو أنها تأملت ما استقر في عينيه لعلمت أنها أشجع منه حيث أبدت وأخفت ما عجز هو عن التعبير عنه إلا بابتسامات حمقاء .
كم تمنى لو استطاع أن ينتزع نفسه من عالمها .كيف أصبح حضورها شيء يرقص له الجنان ويبتسم له المحيا ؟؟..
لم تكن تدري بالمهرجان الذي كان يحدث بداخله وهي تردد اسمه بوجل ، يراقب احمرار وجنتيها ورعشة يديها وهي تحاول التماسك أمامه . كان يلهو فحسب , من أين انبعث هذا الحنين إذن إلى طيف غيبته آلاف المسافات؟؟..
يبسم ثغره لكلمة كان قد رددها على صديق عمره :
حينما تتعلق بالمكان والزمان أو تتجسد في حضور أو غياب لشخص ما فانتظر الشقاء, ليته يستطيع أن يحقق هذا التوازن النفسي الآن, حتى يتخلص من إلحاحه الطفولي في أن يطفىء حر أشواقه إليها ، يتعلل بأي شيء كي يختفي عن الأنظار يداري لوعته وحزنه وجنونه المباغت ، ظل يكرر المحاولة في اتصال كان كل مرة يفشل ليحمل إليه صوت يخبره أن عليه الإتصال لاحقا .!
أيحلم ؟؟ أم من الممكن أن يكون هذا هو الحب ؟؟ يمنيه عصفور الحب الأخضر في حلم جميل بأحرف تنبض بالحياة والسعادة ،، تنهد بارتياح وهو يستعرض تفاصيله الدقيقة لعله ذات يوم يتحقق ...