أيها الراحل أنا هنا
على هامش الحياة وقفت أرقب الركبان تمضي ، ألوح للسائرين بأكف التمنى ، سربلتني خيوط المشيب ، كم من العمر سنون أرهقت كاهلي ، يا زمانا فيك الأماني خذلتني ، ومن كؤوس الحزن جرعتني الألم ، في موكب الحياة وحيدة تركتني أشرع أبواب الألم على مضارب الحنين .....
كم ليال بالسهد سهرت على ناصية الأماني ؟؟؟ ، وعلى قارعة الذكرى أنير لك قناديلي ، ....
أيها الراحل ، أنا هنا .. أمسح الدمع بمناديل الصبر ، لازلت أنتظر الإياب ، عل مفكرة الذكريات تطرق باب الشوق في قلب أدمن الرحيل ، يوقظ الحنين الغافي على دروب الاغتراب ، ينثر رمادا من نار خبت في حنايا ضلوعه ، ليشعل الشوق لهيبا للرجوع .
فيغسل الليل عتبة الفجر بدموع تسكبها على مدارج الألم عيون وجدان ، ومن زفرات الآه تهب نسائم تعبق بعطر الشوق ، تداعب خدور النجمات الغافية ، فيلملم الليل عباءة الأفول ، ليمضي بموكب النجوم مرتحلا ، و تشرق شمس ضحوك ، تغزل بنورها ثوب الضياء .