بعد ساعات من الضجة والقيل والقال .. كان الشيخ الذي يحمل بين جوانحه سبعين سنة مضت .. كان قد تجهز على أكمل وجه لمغادرة المنزل ، ليولي وجهه شطر المصور ..
جلس أمام الكاميرا الصغيرة العجيبة ، فهي ليست كتلك الكاميرات القديمة ..
وبينما هو يضبط نفسه .. ويقطع أنفاسه .. ويحد بصره نحو الكاميرا .. ويحاول رسم ابتسامة متكلفة على وجهه .. فإذا بنبرة المصور تُعلمه بان العملية قد انتهت .. فاستغرب الرجل الشيخ ..
وبعد دقائق معدودة أعطاه المصور ظرفاً .. فظن الشيخ انه أعطاه وصلاً فيه موعد استلام الصورة ، وعادة يكون الموعد خمسة أو ستة أيام ..
استقر الشيخ في البيت ثانية ، ولم يحس بتلك الصعوبة التي كان يواجهها قبل سنوات ..
نادى إحدى بناته لتفتح له الظرف ، ولتقرأ موعد استلام الصور .. لكن الفتاة قالت : إن الظرف فيه صورك يا أبي ..
فقال الشيخ : أين الوصل إذن !؟