( بلسم )
( في مولد الإسلام ) .. قصيدة في طهارة روحِهِ , وكرم قلبه , وعظمة رجولته - صلى الله عليه وسلم -
للشعر أنْ يهوى وأنْ يترنَّما
ويهيمَ في حُبِّ الكرام وَيَغْرَما
في مولد الإسلام ينقلب الهوى
شِعْرًا فتختلطُ المعانيْ بالدِّما
وُلِدَ الحبيبُ هُدىً لنا ومحبَّةً
وشفاعةً للعالمينَ وبَلْسَما
من كل أسقام الحياةِ .. مُهَلِّلًا
ومُكَبِّرًا ومُسَبِّحًا ومُعظِّما
طاها .. ومن طاها ؟! هو النور الذي
لمّا بدا بدأَ السلامُ وسلَّما
وأتى .. تُلاطِفهُ الحياةُ وتحتفي
بِقُدومهِ دُنيا الكرامِ تَكَرُّما
طِفلًا يتيمًا تحفلُ الدنيا بهِ
فهو الذي ملكَ الجمالَ وتَيَّما
اقْرأْ .. وأردفَ مرَّتينِ ورعشةً
أخْرى .. وحلَّقَ مثلَ طيفٍ في السَّما
من رعشةٍ باسم الإلهِ وكِلْمةٍ
قد كانَ تِلْميذًا فصارَ مُعَلِّما
وحمامةُ الإسلام باضتْ بيضَها
والزَّهرُ في شَجَرِ الهدايةِ بَرْعَما
من كان يدري أنَّ غارَ مُحَمَّدٍ
سيصيرُ يومًا للمعاليْ سُلَّما
وأتى يتيمًا يفتحُ الدنيا بلا
خَوْفٍ ؛ ليرفعَ في البلاد المُسْلِما
بدْرًا رآهُ الناسُ يفترِشُ الثرى
وهو السُّموُّ وقدْ هدى ولقدْ سما
ورمى الظلامَ بِسَهْمِ نورٍ مُحْرِقٍ
فكَأَنَّهُ سهمٌ وربُّك من رمى
أمُحَمَّدٌ , يا من بذرْتَ محبَّةً
وسقيتها من غيثِ صبركَ إذْ همى
يا من رأيت الظالمين تنعَّموا
بِجِنانِ أمَّتهمْ فكُنتَ جَهَنَّما
وبطشْتَ بطشَةَ عاقلٍ ذي حِكْمةٍ
فقتلتَ صخرًا يابِسًا وتركتَ ما
طِفلًا يتيمًا كُنتَ .. صرتَ لنا أبًا
وأتيتَ أمِّيَّاً , فصرت لنا فما
وهَجَرْتَ مكَّةَ , فالطلولُ كئيبةٌ
وكأنَّ في أرجاءِ مكَّةَ مأتما
وقصدتَ يثربَ فاستعدَّ هواؤها
وكأنَّما همَّت تُلاقيك الحمى
فَلَأنتَ مثلُ الماءِ من بعد الظَّما
ولَأنتَ مثل النورِ من بعد العمى
وهَدمْتَ أوثان العِدى فرفعتهم
يا خيرَ من رفعَ البناءَ وهدَّما
فّلَأنتَ أبلغُ إذْ حطمتَ مشيَّدًا
وّلّأنتَ أقْومُ إذْ بنيتَ مُحطَّما
لا تعشقُ العلياءُ إلاَّ كُفْأها
ولَأنتَ أكفأُ مَن علا وتَقَدَّما
صلّى عليك الله ما قال امرؤٌ
: صلّوا , وما صلُّوا , وما سكتوا , وما ..