الخريع العربي
***
شعر
صبري الصبري
***

خريع جاء بالهم الفظيعِ
وبالغم الموسد في الضلوعِ
وبالبلبال في قلب وبال
وبالٌ حَلّ في كل الربوعِ
بتخطيط غَرور القصد جاءوا
بتمزيق المدائن والنجوعِ
وتقطيع الأواصر باختلال
وإفساد الحدائق والزروعِ
وتخليط الأمور بزعم خير
وإصلاح بخسران مريعِ
وبث الخوف في نفس البرايا
لجعلهم بعاتية الخضوعِ
فأمريكا بتخريب حثيث
بأيدينا .. لها مكر الولوعِ
بترتيب قديم البحث أمضت
مخططها بتقطيع القلوعِ
لنبقى بين أمواج شداد
بإرباك بلا أدني هجوعِ
مآسينا بتأجيج خطير
بنيران لإحراق الجميعِ
بتجويع وتعطيش وبؤس
بتجفيف المنابع والضروعِ
وتسويف وإجحاف وضعف
وتقتيل بآهات الصريعِ
فبسم الخير جاء الشر يسعى
بفقر دافق البلوى وجوعِ
وبسم الثورة (العصماء) دهس
لدولتنا بتهييج الجموعِ
تحركها بلا وعي رزايا
توافينا بآلام الصدوعِ
وترمينا بقارعة المنايا
لشيخ أو شباب أو رضيعِ
ووالدة لها إبنٌ وبنتٌ
وزوجٌ دون تأمين رفيع
فإن الأمن مختلٌ بعمد
وطعن سافر فظ مريعِ
وفتك محكم فج خبيث
وقطع للجذور وللجذوعِ
وتقليم المهابة في بلاد
مضت في بتر نامية الفروعِ
فإن الأمر بالفوضى تلاشى
به التوقير في عدو سريعِ
فأضحى الكل بالعسرى رئيسا
كبيرا دون عزم المستطيعِ
صبيُّ الحي عمدتهم بلغو
وسفسطة بساقية الضريعِ
وصوت البنت يعلوهم بفقد
لآداب بإسفاف فظيعِ
تلاشت من مسيرتنا بوهم
مرير القصد منسدل النقيعِ
فبئس الغاية العرجاء تمشي
بسوءتها بعارية الرقيعِ
وأبغض بالذي يرجو خرابا
لأصقاع بهاوية الضجيعِ
نمت في روض ماضينا بحسن
جميل طيب عذب بديعِ
تحطم دوحنا الصافي بجدب
يواكب كيد أشتات القطيعِ
تنافر عزمنا قتلا وسلبا
مؤامرة لمعتوه تبيعِ
به الأوطان قد عانت وباتت
بأحزان المآسي بالدموعِ
لنا الآمال في رأب لصدع
وتطهير الدمامل والقطوعِ
وحقن للدماء فقد بلينا
ببلوى ذلك الخصم الخريعِ !
ببعثرة الثوابت باختطاف
لأجيال بخافية الطلوعِ
تنامت فيهمُ الأشواك حلت
مكان الزهر في فصل الربيعِ
جحود ساد فكرهم بمسح
لوعي بات بالخسر الذريعِ
خفوت عم وحدتنا بسقم
وكانت بالتعافي والسطوعِ
أبالإفسادِ تبغون انتهاءً
لإفساد بفاجعة الهروعِ ؟!
مخالب خصمنا الملعون فيكم
بدت فينا بمنهاج المطيعِ
صلاح الناس بالأوطان يأتي
بحفظ الأمن بالعدل المنيع !
ونقض العهد للبلدان غدر
وبهتان بتدليس شنيعِ
فمن يأمل من الأعدا رشادا
فقد أمل الحرارة في الصقيعِ
ومن رام الهداية من ضلال
كمن رام العذوبة في الرجيعِ
ومن يرجو الفلاح الحق يحيا
بشرع الله ذي الفضل السميع !
فعودوا للصواب بطهر قلب
منيب بالضراعة والخشوعِ
وصلى الله ربي كل وقت
على المختار سيدنا الشفيعِ
وآل البيت والأصحاب طرا
وأتباع الحبيب بكل ريعِ !