|
أضنى مسيري, و أورى لوعة الألم |
وأوقد النار في الأحشاء كالحمم |
ريم أغار جراح الصب من ألم |
وأنذر الجسم بالأضرار والسقم |
كأنه من جمال الخلق والشيم |
(نور من الشمس في دَاجٍ من الظُّلَمِ |
سبحان من خلق الإنسان إن له |
خلقا على سائر الأنسام فضله |
ثم اصطفى منهم ريما فجمله |
بالحسن جلله،بالنور كلله |
حتى رماني بضوء منه ؛أرسله |
(لمَّا تغَشَّتْنِيَ الأنوار قلت له |
أبكي الفراق إذا بانت,وإن وصلت |
أبكي الوصال الذي يفنى وما وعدت |
يصافح القلب منها كلما طلعت |
نور به حلة الإحسان قد نسجت |
أقول لما أرى شمس الهوى أفلت |
(رفقا بصَبٍّ براه الحب واتقدت |
هذي عيون المها بالقلب فاتكة |
كأنها من جلال الوصف كاملة |
فكيف أسلو، ولي في الناس قاتلة |
تسبي الفؤاد، عليها العين هامية |
تلكم دموعي على خدَّيَّ قائلة |
(كانت هواه من الأقوام فاتنةُ |
حب يجرعني الأوصاب و العنت |
لكنه عنت يحلو لكل فتى |
فهل تراني لغير الحب ملتفتا |
أم هل تراني من الأقدار منفلتا |
و المسك أصورة يضوع حيث أتى |
(تسبي بطلعتها قلب المحب، متى |
الله قدر أن أهواك ثم قضى |
ولست أرفض حكم الله إذ فرض |
قد صاغها الله نورا في الدجى. ومضى |
في طرفها حور كالبرق إذ ومض |
فصرت قسرا لسهمَي لحظها غرضا |
(فما الظلام إذا ما أشرقت عرضا |
دقَّت، وجلت؛ فلا تشكو من الخلل |
واسم الجلال لها ضرب من الحُلل |
كريمة ؛ نبتت في معشر نبل |
يثنى عليهم بخير القول والعمل |
فهي التي في الندى كانت ولم تزل |
(قد صاغها الله نورا جل عن مثَلٍ |
ما روضة في الربى تزهو مرابعُها |
بالزنبق الورد، لا تفنى منافعها |
صفو جداولها، شتى منافعها |
يوما بأحسن منها، أو تنازعها |
عين الجمال –تعالى الله صانعها- |
(أعلى عن الشبه، لا نجم يضارعها |
وا حر قلباه ! بعد الزهد والورع |
أصبو إلى أفتك الأهواء والبدع |
أسقى الغرام وصالا غير منقطهع |
وكنت أقنع من ذا العشق بالجرع |
لكنما ظبيتي تدعو إلى الولع |
(فيها الجمالُ أصيل، غير مبتدعٍ |
حوراء قد زانها بشر وجودها |
كأن بارئها بالسحر زودها |
تغضي حياء إذا ما الصب أنشدها |
ولا تمد إلى خيط الردى يدها |
فالحسن أهلكني، والذكر خلدها |
(أضفت لزينتها دينا فقلدها |
بنورها انتقمت من ظلمة الغسق |
كالشمس إذ وقفت بالظهر في الأفق |
ما في شريعتها داع إلى القلق |
كأنما عوذت ب"الناس" و"الفلق" |
من بعدما استمسكت بالدين من غرق |
(والدين نور، فما سحر بلا خُلُقٍ |
وما الجمال إذا الأخلاق ذاهبة؟ |
فحسبها أنها في الفضل دائبة |
عفت، فما شابها في الناس شائبة |
لأنها من معين الطهر شاربة |
كالنجم مشرقة، للخير واهبة |
(والناس في الحسن شمس نورها هبة |
يا ويح نفسي بها الأنفاس تختنق |
من الغرام ,ودمع العين مستبق |
وعندها للجمال النور يأتلق |
ذاك الذي من سناه أشرق الأفق |
بحر بكل خصال الخير يندفق |
فإن يك الخق سحرا زانه خلق |
صلى عليه إله الكون ما اعتليا |
على المنابر حيث الذكر قد تُليا |
صلاة خير بها تحلو الحياة ليا |
ويبرأ القلب من سقم به ابتليا |
فيا رسول الهدى تفديك مهجتيا |
يا أكرم الخالق، يا شمس البرية يا |