( عيناكِ ) 11-11-1434هـ

عيناكِ تنفعِلانِ في كسلِ
فتصيدُ هذا القلبَ في عجلِ

عيناكِ صاعِقتا مُغازلَةٍ
بِهِما أرى طمعيْ مع وجليْ

عيناكِ تختصِمانِ فِيَّ كما
تتخاصمُ امرأتانِ في رجلِ

.. تتهامسانِ : أَمَا لَهُ عملٌ ؟؟
وأنا أُزاوِلُ فيهما عمليْ

زيتونتانِ تُريدُ واحدةٌ
أن تقطفَ الأخرى ؛ لتصبحَ ليْ

شطرانِ يرتجلانِ قصدَهُما
بحراً جديداً صامتَ الجُملِ

عيناكِ , والأهدابُ مُصْلَتَةٌ
جيشانِ قد زحفا إلى أجليْ

عيناكِ فنجانانِ مِن قَدَرٍ
فبِذا أرى يأسيْ , وذا أمليْ

عيناكِ مُعجزتنانِ أتْعَبَتا
قبلي ملاييْناً من الرسلِ

لكنَّنيْ سأظلُّ محتملاً
هذا العذابَ الغيرَ مُحْتملِ

وصف رائع لأبهى ما يميّز الإنسان

حقّا يحار القلب في وصفهما فلغتهما أبلغ من أيّ لغة تعجز الأبجديّات عن وصفهما

دام سنا حرفك مبدعنا

مودّتي

دمتِ لي وله سناءً بالغاً وبليغا
لكِ الشكر من كل قلبي

.. تتهامسانِ : أَمَا لَهُ عملٌ ؟؟
وأنا أُزاوِلُ فيهما عمليْ

أعانك الله !

مخلصٌ أنت يا أخي ولذلك كان عملك فيهما
متقنًا بدليل هذه !

محبتي وتقديري.

ما أروعه تصويرا وما أجمله وصفا وما أعذبها مشاعر
نص شعري راق لي حرفا وأداء

أستأذنك بتحرش بجميل عزفك
عيناكِ صاعِقتا مُغازلَةٍ
بِهِما أرى طمعيْ مع وجليْ
وددت لو وجد شاعرنا بديلا يغنيه عن هذا الإشباع للحركة في "مع"
وفي الكلم بدائل

لكنَّنيْ سأظلُّ محتملاً
هذا العذابَ الغيرَ مُحْتملِ
لا يجوز أن تدخل أل التعريف على كلمة (غير) بحال من الأحوال، وذلك للضرورة البلاغية ولعدم الجدوى، حيث أنها "غير" من الكلمات الموغلة في الإبهام والتنكير, ولا جدوى من تعريفها، ولأنها تبقى نكرة حتى وإن اتصلت بأل التعريف، لذلك لا يجوز لغة أن نقول: (هذا العذاب الغير محتمل)، ولا يجوز بلاغة أن نقول: (هذا العذاب الغير المحتمل)، بل الصواب أن نقول: (هذا العذاب غير المحتمل).
هذا زعمي رغم إجازة بعض متأخري النحاة لتعريفها بأل بحجج منها أنها تُعرَّف بالإضافة إلى الضمائر اتفاقا ، والمعرّف بالإضافة إلى الضمير في رتبة العلم كما صححه ابن هشام ، والعلم أَعرفُ من المحلى بأل ، فإذا جاز تعريف هذه الكلمات بالأعلى فإن تعريفها بالأدنى أولى بالجواز .


دمت بخير

تحاياي

أشكرُكِ على هذه الملاحظة التي يحتاجها أكثر المتحدّثين بفن العربية الفصيحة .

تحية محبة وتقدير للشاعر عبد الحليم منصور ،
والله قرأت القصيدة الجميلة وأعجبتني بحق ، إلى أن بلغت بيتها الأخير ، فقلت لا يجوز تعريف كلمة " غير " بأي حال وتوقفت عند تنكير ما بعدها ، فعزمت على توضيح ذلك لولا أني وجدت أختي وأستاذتي الكريمة ربيحة سبقتني إلى الأجر ، فأجري على الله ،
دعك الآن من "غير" وتنكيرها وتعريفها ، لأقول لك إنك شاعر شاعر وأن مشاعرك نجوم في أفلاكها وخرزات منظومة بحسن في أسلاكها ،
تقديري بالمناسبة لأستاذتي التي أجلها وأكبرها الأخت المكرمة ربيحة الرفاعي ،
والشكر الجزيل لحرفك الجميل مع التقدير والتبجيل ،