اليرقان - أدب طبي

اليرقان
د. ضياء الدين الجماس

ما أدهاني ما أعجبني ... لوني يتقلب في نظري

كنت زهياً مثل الورد....أصبح لوني مثل الخضر

جلدي حكَّاك يهرشني.... أعياني من طول السهر

بولي أحمر مثل الشاهي ... قان رائق ما من عكر

والروث بياض حواري... بَيْض كلسيٌّ كالحجر

عيني صفراء كليمون ... تلفازي مهزوز الصور

شيء يتقلب في بطني .... وكأني أركب في البحر

ومراقي العليا تؤلمني ... نار تقدح مثل الشرر

ولهيب يحرق أجوافي .....فأقيء بلون مُـخْـضر

وحكيمي أجرى لي "الإيكو"... ليرى مخفياً في الستر

بانت أشباح الأحجار ... بشرى بشرى هذا فخري

لا تقلق فالداء حميد ....وضح المستور من الضرر

حُلَّت عُـقَـدي فُرجت كربي ... حمداً لله على البِشْر


اليَرَقَانُ / د. ضياء الدين الجماس
Jaundice (تعليمي)



يأتي هَلـوعاً شـاكياً مِـن بِيلَـةٍ ...حـمراء، قبلاً لـم تكنْ مَشْـهـودَه

قدْ بِـلْتُ شـاياً يا طبيـبي فانظرنْ ...ماذا ترى تَشْخَـيصَـهُ المعهـودَا

أو شـاكياً من صُفْرةٍ في جلده ...أو عَـيْنِـهِ يـــَخـالُها مَرْصُــــودَه

وجِلْـدُهُ كعــُـصْفُرٍ في خُضْـرَةٍ ...مـــُخَـدَّشٌ تَـخالُـــــهُ مــَجْـلُـودا

مِـن حِكَّـةٍ خَـــزُوعَةٍ من خدشها ...تـراهُ دومـاً سـاهراً مَسْـهُـــودا

عن البراز فسألنْ ما لونه؟ ...في صُـفْرةٍ يعـني بـــــذا مكـبودا

أو انحلال في الدماء ، فاسألنْ.... عمَّا مضى بقصة مسروده

وإن بَـدَا بـلَـونِهِ حُـوَّارةً .. قَـــــــــنَاتُهُ من جوفها مَـسـدُودَه

وقد يكـونُ السَّـدُّ في مَصَـرَّها ..."أودي" ببَـحْصَةٍ مشـدودَه

وقدْ يكـون السَّــــــدُّ مِـنْ تَوَرُّمٍ...يَسُـدُها بكـــتلة كالــــدوده

وقد يكونُ الحَـمْلُ من أسبابِـهِ ...وحَكُّـهُا لِجِـلْـدِها أنْشـُــــــودَه

شِـفـاؤها بَوَضْـعِـها مُـؤكَّد ...آثــــارُهُ بـــــــها بَـدَتْ مَـحْـدودَه

في طِـبّ عشب للحَـبالى نِعْـمَــــةٌ ...إنْ لم يكن جنـــينها موؤدا

"قِـــثَّـا الحِـمَارِ" أخضرٌ أو يابسٌ ...في نَشْـقَـةٍ منـها تَرى المـحمودَا

لا تخش إن أبدى الوليد صُـفْــرَة...فليسَ يُعْـدي داؤُهـا المولـودَا

صفارها يجتاز من مشيمه ...ينقى غـــــداً ووعــــده مـوعـوداً

وإنْ بـدى انحـلالُـهُ تنـافُـراً...فالنُّـصْـحُ في تَبْـديــــلهِ تأكــــيدا

عند الولـيدِ قَـدْ يكونُ قـاتلاً ...مُـخَـرِّباً أعصـابَـهُ الوليــــده

ومُـتْلـفاً نَوى الدماغِ جُـمْلـَةً ...مُـشنِّجاً أعْضَـاءَهُ الرهـــيده

ألا تـرى أنـواعَـهُ كـثـيـرةً ...وكُـلُّها في واقِـــعٍ مَـشْـهُـودَه

فَحـاذرَنْ مُشعْـوذاً فـي طِـبـِّـهِ ...يُـضيعُ منْـكَ فرصَـةً مَنْشُـودَه

وبادِرَنْ فـي كشْفِـهِ مِـنْ بُكْرَةٍ ...كيـلا تكونَ مُنْـهَكـاً مـَجْهُودَا

بِـمَخْـبـَرٍ فَلْتَطْـلُبَنْ فُحُوصَهُ ...أهمها أضـدادَهُ المعــــهــــــوده

أشِـعـةٌ تـبدي الحَصى جليَّـةً ...ولو بَـدَتْ محاطة مَوْصُـــودَه

مـقاطعٌ وبالرنين والصدى...مَـعالِمٌ دَقـيقـةٌ فـي الجـُــــــودَه

بِـخُـزْعَـةٍ تشخيصُـهُ مؤكـدٌ ...تَـرَى الخـلايا جَهْرَةً مَرْصـودَة

عِـلاجُـهُ رَهـيـنَةٌ بِمَـا بَدَا ...وَكِّـلْ إلـهاً واحـداً مَـــعْــــــبُودا

ملاحظات :
البيلة : نتاج عملية التبول (البول)
المجلود : من ضرب بالسوط ، ومن أصابه مرض جلدي ، وكلاهما مطلوبان في المعنى .
كعصفر : مادة صفراء من نبات الكُرْكُم ، تستعمل لتلوين الأطعمة بلون أصفر طبيعي .
الخزوعة : القابلة للخزع (الخدش) وهتك البشرة وإتلافها فتظهر الأدمة وتنزف من شدة الحك ، وأكثر ما تشاهد في اليرقان الانسدادي حيث يميل اللون إلى الاخضرار من شدته .
الحُوَّارة : الطباشير الكلسية البيضاء . بها يشبه البراز الخالي من الصفراء الملونة له . في حالات اليرقان الانسدادي .
قِثَّا الحمار : نبتة ذات ثمرة لينة تشبه الفرك ، وتكون في الفترة الأولى ذات ماء إذا عصرت ، ويمكن تقطيره في الأنف ، لكن العطارين يبيعونه مجففاً فيسحق ويستعمل نشوقاً فيدر المخاط بشدة منزلاً معه المادة الصفراء فيخف عيارها في الدم .
المشعوذ : دجال الطب الشعبي بدون علم .
مقاطع: بالتصوير المقطعي الحديث .
الصدى : الإيكو ويستعمل في التصوير باستخدام صدى الصوت وهو سليم للحوامل
الخزعة : قطعة نسيجية صغيرة تؤخذ من العضو المُختزع (الكبد مثلا).
للمزيد عن الموضوع العلمي انظر الرابط:
https://www.rabitat-alwaha.net/molta...057#post872057

الله عليك يا دكتور ... كل يوم يزيد إعجابي بك وبأشعارك أكثر فأكثر ، أنت يا سيدي حباك الله قدرة غير مشهودة ، وجمعت الطب والشعر بطريقة غير معهودة ، وجعلت التشخيص شعراً ورسمت في بيتك "قثّا الحمار " والحُوّرَ والدودة .

في المتدارك أبدعت وفي الرجز رقّصت

ذكرتني وأنا ابن سهل حوران ( شمال الأردن) بقثا الحمار ، تلك النبتة التي ما زلت أذكر عندما كنت أسمعهم يقولون إستخدموا لفلانا قثا الحمار ، وهي نبتة شائعة جدا في أراضينا، وكذلك بأحجار " الحوّر" الكلسية البيضاء .

لن أطيل ....إبدااااااع

أخي عدنان حضورك مشهود

ولا أنسى فضلك وكلماتك الطيبة المردود

لا حرمني الله هذه الطلة الطيبة

جزاك الله خيراً

ملاحظة :
وردت في النص كلمة (فسألن) وصوابها ، فاسألن (عذراً لم أنتبه لها إلا بعد أن فقدت القدرة على التصويب)

د. ضياء جماس
أحسنت أخي الوصف والشرح ، كأنه سرد لحالة سريرية بأدق التفاصيل مع الأدوات التشخيصية .
متمكن من حرفك وصنعتك .

إعجابي وتقديري

الله الله

قدرة هائلة على التصوير المشهدي للمريض وتشخيصه ،، وان دلت .. فانها تدل على الامكانيات الهائلة التي يمتلكها الشاعر في روعه التصوير المشهدي والتي ابداع في وصفها بتسلسل موسيقي شعري خفيف الظل في النص الاول وكثيف اللغة والشعر في النص الثاني


محبتي
البكري

د. ضياء جماس
أحسنت أخي الوصف والشرح ، كأنه سرد لحالة سريرية بأدق التفاصيل مع الأدوات التشخيصية .
متمكن من حرفك وصنعتك .
إعجابي وتقديري

أخي الأديب الشاعر مازن اللبابيدي
طلتك ماء عذب معسل بكلمات طيبات
ما أروع النقاء والصفاء القلبي الأدبي
أشكرك من أعماق قلبي
بوركت وجزاك الله خيراً

الله الله

قدرة هائلة على التصوير المشهدي للمريض وتشخيصه ،، وان دلت .. فانها تدل على الامكانيات الهائلة التي يمتلكها الشاعر في روعه التصوير المشهدي والتي ابداع في وصفها بتسلسل موسيقي شعري خفيف الظل في النص الاول وكثيف اللغة والشعر في النص الثاني
محبتي
البكري

جزيل الشكر والامتنان على طيب كلامك ونفسك أخي محمد البكري

وهذا من لطفك وعطر قلبك

جزاك الله خيراً