ترانيم المطر

الجو ماطرٌ هنا في لندن . وأوراق الأشجار الملونة تتطاير حيث يلاعبها الهواء ،وحبات المطر تتساقط يإيقاع جميل ، فَرُسِمتْ لوحة طبيعية عالية الجمال ، وتذكرت أحوال الأمة العربية التي ما زال الدم فيها عنوان إفتتاحية الشتاء . فجاءت هذه القصيدة .

" ترانيم المطر "

عادَ الشِّتاءُ وعادَ تْرنيمُ المطرْ
وتَمايَلتْ مع لحنهِ لمّا انهمرْ

وَتَراقَصَتْ وَتَحاضَنتْ مع بعضها
فالأرضُ غطّتها أكاليلُ الشّجرْ

ألوانُها ورْديّةٌ وبهيّةٌ
سبحانَ خالقها، يهيمُ بها النّظرْ

والغيمُ قدْ غطّى السماءَ مُهلِّلا
والعزفُ بالألحانِ قد أحيا البشرْ

وتساقطتْ حبّاتُ ماءٍ أشْبَعتْ
عطشى الأراضي وارتوى حتّى الحجرْ

أنا ثوبُ أرضٍ قدْ تبَلّلَ بالمُنى
وتعانقَتْ وتصالحتْ مَعَهُ العِبَر

أنا من بعيدٍ قد بَصُرْتُ هضابنا
والقلبُ بالأشواقِ قدْ مدَّ البصرْ

عادَ الشّتاءُ على ربوعِ بلادنا
عادَ الشتاءُ وقلبُنا قدِ انفطرْ

عادَ الشتاءُ وغيمُنا يبكي دما
والتّين والزّيتونُ صابَهُما الضّجرْ

عاد الشتاءُ وزيتُنا من حزنهِ
فرّتْ دموعٌ بالأسى لمّا حَضرْ

عاد الشّتاء، تبلّلتْ أشلاؤنا
وعلى طريقِ بلادنا زاد الخطرْ

يا مُرْبِكاً لحياتنا وسمائِنا
باللهِ فارحلْ علّهُ يأتي المطرْ

عدنان الشبول
البحر الكامل

النص معدلا
بقلم الشاعر

عادَ الشِّتاءُ وعادَ تَرْنيمُ المطرْ وتَمايَلتْ مع لحنهِ لمّا انهمرْ وَتَراقَصَتْ وَتَحاضَنتْ مع بعضها فالأرضُ غطّتها أكاليلُ الشّجرْ ألوانُها ورْديّةٌ وبهيّةٌ سبحانَ خالقها، يهيمُ بها النّظرْ والغيمُ قدْ غطّى السّماءَ مُهلِّلا والعزفُ بالألحانِ قد أحيا البشرْ وتساقطتْ حبّاتُ ماءٍ أشْبَعتْ عطشى الأراضي وارتوى حتّى الحجرْ أنا ثوبُ أرضٍ قدْ تبَلّلَ بالمُنى وتعانقَتْ وتصالحتْ مَعَهُ العِبَرْ أنا من بعيدٍ قد بَصُرْتُ هضابنا والقلبُ بالأشواقِ قدْ مدَّ البصرْ عادَ الشّتاءُ على ربوعِ بلادنا عادَ الشتاءُ وقلبُنا اليوم انفطرْ عادَ الشتاءُ وغيمُنا يبكي دما والتّين والزّيتونُ صابَهُما الضّجرْ عاد الشتاءُ وزيتُنا من حزنهِ فرّتْ دموعٌ بالأسى لمّا حَضرْ عاد الشّتاء، تبلّلتْ أشلاؤنا وعلى طريقِ بلادنا زاد الخطرْ يا مُرْبِكاً لحياتنا وسمائِنا باللهِ فارحلْ علّهُ يأتي المطرْ

عدنان الشبول

قصيدة ماطرة مُلَبّدة بالجمال كان الراءُ فيها صاخبًا أسكنَ ذوائقنا بسكونهِ الساحر ..تراقصنا مع زخات المطر اللندنية حتى تسللتَ بنا إلى بلادنا التي تحاصرها زخات الرصاص عندها شعرنا بالدفئ حتى احترقنا ..

عادَ الشّتاءُ على ربوعِ بلادنا
عادَ الشتاءُ وقلبُنا قدِ انفطرْ

تعثرت أذني في موسيقى العجز في البيت أعلاه ^_^

شكرًا لحرفك ...خالص الود وطاقات ورد

أمطارك تروي عطش الروح
فتورق احاسيسنا بهجة
وتخضر أرضك مساحات شاسعة من الياسمين
بعطر من شذى روحك الرقيقة
دمت عبقاً بلألق
جوري لروحك
مودتي واحترامي

الزميل عدنان الشبول

اعجبتني برهافة حسها وزخات امطارها وبردها الذي تسبب بكسر عجز البيت الذي اشار اليه العقدي

الكسر لايصلحه الا تشديد دال ( قد ) وهذا مستحيلٌ ولكن بالامكان القول:

عاد الشتاء وقلب ثكلانا انفطر

لك ودي واعجابي بحسك المرهف

شكرا على هذا الغيث الذي انهمر جميلا
بسحر حروفها وموسيقاها ومعانيها
لك كل الحب

قصيدة ماطرة مُلَبّدة بالجمال كان الراءُ فيها صاخبًا أسكنَ ذوائقنا بسكونهِ الساحر ..تراقصنا مع زخات المطر اللندنية حتى تسللتَ بنا إلى بلادنا التي تحاصرها زخات الرصاص عندها شعرنا بالدفئ حتى احترقنا ..

عادَ الشّتاءُ على ربوعِ بلادنا
عادَ الشتاءُ وقلبُنا قدِ انفطرْ

تعثرت أذني في موسيقى العجز في البيت أعلاه ^_^

شكرًا لحرفك ...خالص الود وطاقات ورد

الله ما أجمل تعليقك الأول لما أكتب يا أخي الشاعر المتألق حسين العقدي ، هذه القصيدة كتبتها والأوراق تلعب بفرح وقلبي من داخله مرة يلعب فرحا ومرّة تصيبه حالةٌ من النكد والأسى وكأنّه قد جنّ.
أسعدني مرورك جدا جدا

بالنسبة لملاحظتك الجميلة ، فأنت يا سيدي صيّاد ماهر وصاحب أذن حسّاسة للحرف ، أحسنت بملاحظتك ومشكور عليها.
الغريب أن كتب العروض تجيز هذا الزحاف ( الوقص ، حذف الثاني المتحرك من متفاعلن) في العروض والضرب ( كتاب عبد الله الواصل ، فهرس العروض والقافية )
وأنا صراحة لم ألحظها أبداً عندما قرأت القصيدة وجرت على أذني ( زي العسل) يبدو أنها خدعتني بجرس القصيدة الخدّاع الجميل مع ذلك الراء الساكن.

لربما تصبح أفضل بزيادة حرف الواو قبل " قد"
فيصبح البيت :

عاد الشّتاء على ربوع بلادنا
عاد الشّتاءُ وقلبنا " وقدِ " انفطرْ

أو أن العروضيين ، يغفرون إتيان الضرب مرة واحدة بزحاف الوقص الجائز وإن كان به بعض ثقل لا يكتشفه إلّا ذو مراس وشاعرٍ رائع مثل حسين العقدي .


ألف تحية لك وسلام حار من ليلة لندنية ماطرة

أمطارك تروي عطش الروح
فتورق احاسيسنا بهجة
وتخضر أرضك مساحات شاسعة من الياسمين
بعطر من شذى روحك الرقيقة
دمت عبقاً بلألق
جوري لروحك
مودتي واحترامي

لله درّك سيدتي كيف تطوعين الكلمات لترسم لك ما تشائين من تعابير رقيقة وعذبة تجعل تواضعي يذوب خجلاً أما م كلماتك .

أخاف أن أدمن على هذه الكلمات والحروف الرائعة ثمّ أحتاجها يوماً فلا أجدها !

أن رأيت سيدتي في حرفي عذوبةً فهذا من عذوبة ذوقك .

ألف تحية وسلام

قصيدة جميلة أمتعتني قراءتها على الرغم من الشجن ،

وأجواء مطرها الحزين .

دام لك الألق .

بخصوص مسألة الزحاف الذي حلّ بالفاصلة في قولك :

عادَ الشّتاءُ على ربوعِ بلادنا
عادَ الشتاءُ وقلبُنا قدِ انفطرْ

الأصل أن تفعيلة الكامل لا تزاحف ، وزحافها نادر جدا في الشعر العربي ،

و توجد شواهد استخلص منها البعض جواز الوقص في التفعيلة الأولى ،

و اعتباره أقل ثقلا، لكن أغلب تلك الشواهد تعود فيها التفعيلة لطبيعتها

بإضافة حرف في بداية البيت ، مما جعل بعض الباحثين يقولون بأن الوقص

فيها ناتج فقط عن خطأ في النقل أو في الرواية .

إن ما شعر به الأستاذ الشاعر حسين العقدي مرجعه في نظري هو

تعود الأذن و الذائقة على نسق إيقاعي معين في بحر الكامل يخلو من الزحاف .

و الله تعالى أعلم .

أقرب تعديل يحافظ على الشطر كما أراده الشاعر هو أن يقول :

عادَ الشّتاءُ على ربوعِ بلادنا
عادَ الشتاءُ وقلبُنا فيه انفطرْ

أو

عادَ الشّتاءُ على ربوعِ بلادنا

عادَ الشتاءُ وذا الفؤاد قدِ انفطرْ

يفرحني الحرف سيدي
حرفك في خفقان الكلمة نبض
إني انا ............كلي وبعضي باختصار
قد نلتقي بين السطور
وكلأصداف في البحار
لا تتوجس
تتكرر كالأيام حروفك
لكن لا شيء يشبهك
دمت ممطرا
مودتي وتقديري