|
يا هجرة الممدوح ذي الأنوارِِ |
هيجت في سوح الصفا أشعاري |
فشدوت شدو المادحين لـ(أحمد) |
خير الخلائق منة الغفارِ |
وسطرت حبي بالوداد قصيدة |
فيها انبهرت بـ(إذا هما في الغارِ) |
فكتاب ربي قد أشاد بما جرى |
فيها من الآيات والأخبارِ |
لتكون عبرة ذكرها بعظاتها |
للناس بالأقطار والأمصارِ |
ويدوم فيض عطائها بضيائها |
بقلوب قوم بالهدى أخيارِ |
بالحب للمحمود نالوا المشتهى |
من طيب آلاء ومن أسرارِ |
والإتباع لـ(أحمد) نور الهدى |
في صدق مسعى ثلة الأبرارِ |
فالهجرة الفيحاء فاح أريجها |
بجميل روض باهر الأزهارِ |
رغم المصاعب قد أناخت ركبها |
بطريق طه من لدن كفارِ |
شنوا عليه بكل درب حربهم |
بحراب غدر أحدقت بالدارِ |
فغدو كخُشْب بالخلاء تجمدت |
فيهم جميعا حاسةُ الإبصارِ |
ومضى الحبيب لغاره وصديقه |
يخشى عليه مكائد الفجارِ |
ما ظنك اثنين الإله المرتجى |
ثالثهما ؟! برعاية الجبارِ |
كانا بحفظ للحفيظ بقدرة |
ومشيئة من ربنا القهارِ |
بجنود نصر للحبيب توافدوا |
في باب غار غائر الأحجارِ |
عش الحمامة بالوداعة بيضها |
يعمي بصائر عصبة الأشرارِ |
وخيوط بيت العنكبوت تشابكت |
بمهارة من ناسج الأوتارِ |
فارتد جيش المجرمين بخيبة |
في ذلة ومهانة وصَغَارِ |
ومضى الحبيب لطيبة في عزة |
وصديقه الصديق باستبشارِ |
تحميه من قيظ الهجير سحابة |
مخصوصة في ظلها المدرارِ |
حتى تبدى بالنفير (سراقةٌ) |
في مكره بتلهف الختَّارِ |
أرداه طه في الرمال فأمسكت |
هذا الأثيم بقبضة الإعسارِ |
وثوى أسيرا بالمهالك سائلا |
طه فكاكا من أليم دمارِ |
أعطى ابن (جعشم) بالأمان سلامة |
خيرُ الخلائق سيدُ الأطهارِ |
ومضى لطيبة في طريق وعورة |
ما بين جدب سابغ بمسارِ |
حتى تراءت (أمُّ معبد) وحدها |
في خيمة والشاةُ بالإضمارِ |
تشكو الهزال بجوعها وقبوعها |
بشديد مسغبة كما الإعصارِ |
فمرى عليها المصطفى فتدفقت |
ألبانها بمنابع الإدرارِ |
شربوا جميعا من مواهب ربنا |
لحبيبه ونبيه المختارِ |
ورووا لـ(عاتكة) الفصاحة وصفها |
بدرَ البدور وأقمرَ الأقمارِ |
ومضى (محمد) للمدينة شامخا |
يلقى نشيد الحب للأنصارِ |
حب تتابع بالأريج جذوره |
بالقلب فاض بأطهر الأنهارِ |
تجري بحب للحبيب المصطفى |
بيقين خفاق مع الأذكارِ |
فيها الصلاة على المشفع في الورى |
في دأب ذكر دائم التذكارِ |
يا هجرة المحمود طه أشرقت |
فينا المحبة كالضحى بنهارِ |
بالعز عزت أمة الهادي بها |
صدق التماس شريعة الستارِ |
هيا نعود إلى شريعة ربنا |
يا أمة خيرية المقدارِ |
فامنن بذلك يا إلهي هب لنا |
قربا لـ(أحمد) في أعز جوارِ |
صلى الإله على النبي وآله |
ما حن طير الأيك للأوكارِ ! |