وصية السوء
جاء فيها ما يلي ...
عشت دهراً يابني
بين مخدوع ومُخرَف
في نوال الأمنيات..
عشتُ عمري والحياة
حاطباً للنار صرتُ، وبقم العيش عشت
كم تمنيت كثيراً..
منصباً يغدو كبيراً
قل وزيراً..
أو مديراً..
كم تزلفتُ ولكن دون جدوى!
سرتُ في نيل المراد لا كما تسعى الى الرزق العباد
كم خسرت ما ندمت آملاً فيك أكمال الطريق..
اسمع القول المصرّف:
إنَّها دربٌ كؤود، كن صبوراً وتلطف
لا تسرْ في الدرب إذا الماشون قله
لا تصدق أنَ في القلةِ للحق ثُلة
في ضجيج الكثرة تخفا كل عله
طرْ تمايل، فرتقدم ،عد تقهقر ، وتأفف
سر تصنع، وتميع وتألف، وتلفلف
فطريق الألف ميل..
عندنا
يبدأ من حيث نميل
يابني :-
إنما الناس على دين الملوك
إنْ أردت الفوز في نيل المراد
عش كما يحلو لحكام البلاد
وتحاشا أهل علم خلفهم كل معان الفضل تردف
إنَّنا نحيا بني حينما يأت التّخلّف
نُعدم الدنيا إذا لاح
في أياد العلم قرطاسٌ ومصحف.