شمسُ المحبّة للأنامِ ضياءُ
دفءٌ تراقص في الذرا وعطاءُ
القلبُ يغرف منْ لذائذِ وهْجها
صرف السّعادة والوصالُ رشاءُ
هي درّةُ الأخلاق إنْ أحْصيتها
والعدلُ مرْكب سيرها ووطاءُ
فضلٌ من الرّحمن ذاك ونعمةٌ
أن يستظلَّ بأيكها الخلطاءُ
أمّا الوفاءُ فتاجها متلألئٌ
كنه الحياة مروءةٌ ووفاءُ
سلْ إبْن عاْديّاء عنْ قسماتهِ
تنْبئْك عنْ أوصافهِ تيْماءُ
حفظَ الأمانة لمْ يسلّم أدْرعاً
والحصنُ حُوصر , والوليدُ فداءُ
ولسيرة الهادي الأمين تأملٌ
وبوَحْيِ هديٍ تُدرك الأشياءُ
يوم القليب وقد تجندل عصبة
للكفر. وازدهرت به أشلاءُ
صاح الرسول وصوته قطر الندى
ساءت وجوه الظالمين وباؤوا
لو كان (مطْعم) شافعاً لحياتكم
لعفوْت، والعفو الجميل رداءُ
واذكر سراقةَ إذ هوى متعثّراً
وقوائمُ الفرس المدلّلِ ماءُ
وعدَ الرّسولُ : إذا رجعْت مخذّلاً
أسلاب كسرى في يديك تضاء
يومَ المدائنِ قد أتتْ منْقادةً
تسعى وتسرع والورى سعداءُ
ما خابَ ظنُّ المدْلجيِّ لبرهةٍ
أنّ الوعيدَ على المدى إقصاءُ
والآن في أزماننا حَكَم الهوى
العقل ُشرّد واختفى النجباءُ
سادت (أنا) وتفيّأت آمالنا
في ظلّ (لي) وتناسل الإغراءُ
الغدرُ بيْرق منْ علتْ أطنابهُ
الزادُ نكْثٌ والسّلاحُ مِراءُ
باتت سراة القوم تجدع أنفها
لتداس تحت نعالها الزّبّاء
عيب علينا أن يقال لحافظٍ
للوعد . كالكلب الوفيّ سواءُ
هذا ابْن آدمَ منْ ثدي أمته اغْتذى
لا كالكلاب تعولها البيداءُ
شيمُ الوداعة أجدبت في عهدنا
فالنفس قفْرٌ والقلوب خواءُ
ضاعت عهود النّاس ِبين طموحهم
والطامحون إلى العلا غرباءُ
يا طامعاً في العيْش حسْبك غبْطةً
ما العُمْر إلّا غيمةٌ ولقاءُ