أتت تحدثنــــي والدمـــــعُ في العينِ
يعلولُ شريانها من نهر سجِّــــــــينِ
تبكي فتدمي جفوني كلَّـــــما هطلت
بقولها إذ جرى صدقا ً كســــــــكين
لي قصة ٌ من قديم الدهر أســردها
عن جُرم صهيون في أرضي وفي ديني
غوثا فإنَّ يدَ الأوغادِ قد هـــــــتكت
أقصى المساجدِ مهدَ العُرْبِ والدِّينِ
الأذن مئذنة ُ الآهات ما فتئـــــــت
سمعا ً لها دون ريبٍ صاح أو مين ِ
والعذرُ منك ِفإنَّ القلبَ في صمــم ٍ
عن سمع ِ صوتِكِ يا أمِّ مسكــــين ِ
واللهِ يحزنني ما فيكِ من ألــــــــم ٍ
لكنني مقعد عن نيل علِّــــــــــين ِ
تالله ما ثَـمَّ لي مِن حيلة ٍ أبــــــــدا
سوى دعاءٍ وشعرٍ فيك ِ يغريني
ماذا أقولُ وماذا قد أغيُّـــــــــــرُهُ
بالشعر ِ والكلُّ يحيا موتَ غزِّينِ
أخاف تدعو قوافينا علـــى ورق ٍ
وتذبلُ الضادُ في أغصان ِ زيتون ِ
وغزَّة الجرح تغزونا إذا اندــملت
منّا العروبةُ لا جُرْعاتُ هِرْويـــن ِ
هل يقبلُ اللهُ أقواما بلا عمـــــــل ٍ
أو خشية ٍ من هوان ِ الخزيِّ تسبيني
إِنَّي أَرَى كلَّ يومٍ ما يُدَبِّـــــــــرهُ
أعدى الأعادي لأهلي في فلسطينِ
إنَّ الذنوبَ لها سمٌّ وسلطـــــــــنة ُ
تُؤَخِّر النصرَ من حينٍ إلى حين ِ
لبْيَك ِ لبْيَكِ يا أمِّي إذا اتحـــــدت
أرواحُنا وغدت من حُوْرُك ِ العِيْن ِ
لبْيَك لبْيَكِ إنَّ اللهَ ناصـــــــــــرُنا
واللَّيلُ يعقبُ صبحاً جالِيَ الرَّينِ
يا ربُّ نرْفَعُ مِنْ كَفِّ الرَّجَاءِ يدا
الطفْ بأحوالنا يا ربّ واكفيني
وعمَّ غزةَ والأرجاءَ قاطــــــبة ً
لا سيما قدسنا مسرى النَّبيين
يا ربُّ واجمعْ أمورَ المسلمينَ وجُدْ
بالأمنِ والخيرِ يا مولايَ واحميني