أغدا ستأتي ...
إنما حتما لأن البرد يوم غد شديد
وغدا ستأتي عبر درب الشوق
تزحف من بعيد
فشتاؤك الموعود جاء
كما تجيء .. بموعد أقصاه عاصفة الجليد
سنحت لك الأيام أن تأتي
فاسنح أنت لي
أن ألغي التذكار من عمري
لكي أحيا الجديد
قد كنت تسبح في مساءاتي السعيدة
عبر مشوار أنيق
تختال أعراسا من النغمات
في ظل خيالي رشيق
لا يستطيع الضوء أن يشتفنا
في سكرة الأنوار .. في أقوى بريق
تمتد عبر دمي طقوس الشعر صيفا رائعا
كي لا أفيق
فإذا الذي أقصاك عني ذات يوم بائس
يأتي إلى اليوم من باب الشتاء القارس
وأخاف أن تأتي لكي تقضي معي اللحظات
كالظل الكئيب العابس
قد أصبحت ذكراك بعض وساوس
وأعوذ منك بكل ما اقصاك عني عند مفترق الطريق
حتى إذا ما جاء يسعفني
تدمره تفاصيل الحريق
وبرغم كل المعجزات
تجيء أنت لكي أراك
فلا أرى غير الفراغ يلفني حين ابتسمت ولم تقل شيئا
ولكني غرقت بدهشتي
وتركت عند لقاك ذاكرتي يضيعها الشرود
وبكل ما ملكت يداك
تضمني ضما إليك
بكل أشكال البرود
وأنا أحس بأن أبعد ما أكون
وأنت تجذبني إليك .. أعز شيء في الوجود
وأحس أن مسافة كبرى
فراغا هائلا
يمتد بين يدي
حين فتحت في شوق يديك
بلا حدود
وتضمني فأحس انك ضعت في ذاك الفراغ
وكلما حاولت أن أغري بك الأشجان كيما تحتويك لدي
كنت تصير أصغر
وتضمني
وأريد أن أنسى الفراغ
لكي أراك
وكلما حاولت .. كنت تضيع أكثر
أرهقت ذاكرتي لأن شتاءك الماضي يحاصرها
فلا يبقى سوى أشلاء عنوان مكسر
وتضمني
فتشدني لسواك أكثر
يا أيها الآتي من الماضي السحيق ا لقاتم
ما دمت جئت بشوقك المشبوب
تزحف في الفراغ العائم
واجتزت كل مسافة البعد الأليم
على بساط حالم
عد بعد عام
كي أحبك في الشتاء القادم
ولسوف تلقاني على نفس الشرود ا لدائم
فإذا فتحت يديك
حين تضمني ضما بنفس الالتياع
ويحتويني صدرك المجنون بالأشياء ذات الاتساع
فسأرتمي في حضنك الخالي
كبحر من ضياع
عد بعد عام
بعد أن أنسى تفاصيل الوداع
فلربما جاء الشتاء بهزة أخرى
ومن قدمي .. من يدري
فقد أهوى إلى أقصى النخاع ..
مفيد محمد سلطان