لــمْ يَـبْـقَ إِلا أَسَــى يَـعْـوِي وَأَشْـبَـاحُ
فَكَيفَ عُدْتَ وَأَغْلَى النَّـاسِ قَـدْ رَاحُـوا
وَكَيـفَ يَـا عِيـدُ تُهْـدِي ثَـوْبَ مُبْتَـهِـجٍ
وَأَنْــتَ مِــنْ كَـفَـنِ الأَيَّـــامِ تَـمْـتَـاحُ؟
استهلال بلاغيّ بارع يطابق مقتضى الحال حليته إنزال المعنوي منزلة الحسيّ!
جبر الله مصابك في أغلى الناس ، وجعل أعيادك القادمة أفراحًا ومسرات.
لَـمْ يَنْـجُ مِـنْ غَدْرِهِـمْ شَـامٌ وَلا يَـمَـنٌ
وَلَيـسَ فِـي مِـصْـرَ لِلفِـرْعَـونِ أَلْــوَاحُ
أَغْرُوا المَطَامِعَ فِي الأَوْرَاقِ فَاخْتَلَطَتْ
وَلا يُــقَــرِّرُ إَلَّا الـشَّـعْــبُ وَالــسَّــاحُ
ولأن الشاعر الكبير وصاحب النفس الأبية يتجاوز همه إلى هم الأمة كان المشهد حاضرًا
بتفاصيله عن أمة تئنّ تحت نار البطش والطغيان وتصدير من لا يستحق التصدير !
أَنَـا المُجَـرَّمُ يَـا عِيـدِي عَلَـى رَشَـدِي
وَكُــلُّ مَــا شِئْـتُـهُ صَـفْـحٌ وَإِصْـــلاحُ
أَمُنْـصِـفِـيَّ وَعَـيــنُ الـعَــدْلِ زَائِـغَــةٌ
وَمُصْرِخِـيَّ وَمَـوْجُ الجَـهْـلِ يَجْـتَـاحُ؟
يكفيك شرفًا ثباتك على الحقّ وتجرّع مرارته فمهما بدا الحق للناس ضعيفًا فلابد في النهاية أن يتنصر.
إِنَّ الحَـيَـاةَ غَـــدَتْ لِـلـحُـرِّ مُـوجِـعَـةً
حَـتَّـى تَـوَلَّـتْ عَــنِ الأَجْـسَـادِ أَرْوَاحُ
**
أَوْصَدْت يَا عِيدُ دُونَ البِشْرِ بَابَ غَدِي
فَـهَـلْ لَـدَيـكَ لِـهَــذَا الـبَــابِ مِـفْـتَـاحُ؟
صدقت والله ! وهكذا هم الغرباء فطوبى لهم؛ وخاتمة مشرعة الأبواب على الأمل برغم الجراح
والمآسي فلله درك أيها الشاعر الكبير ولا فض فوك ، ودمت عزيزًا .
محبتي وتقديري.