أيـا دارَ أُنســـي, بِكَـم أشتــــري
مِنَ اليَـومِ أمسي, ألا فاخبِري
أنا ابنُ الحياةِ, وموتـي زهيـدٌ
فزيدي عَنِ المَوتِ أوْ يَسّري
أنا لي على راحَتيكِ ابتِسامٌ
أطالَ الغيابَ, فلم يُذكَـرِ
هُنا عندليـبٌ بِداري يُغَنّـي
ألا فاسمَعـــي لَحنَـهُ وانظُـري
أذاكَ ابْتِهالٌ أمِ المَوتُ نَزفًـا
على بيتِ جَدَّي, على دفتَري
على زَهرَتـي فـي ربيعٍ تَوَلَّـى
وأمسـى بغَيـمِ الـدَّمِ الوافِـــرِ
على ضِحكَةٍ لم تكُن بعدُ عامًا
إلى المَوتِ سيقَت,بلا مُنذِرِ
ولَم تَدرِ أيُّ الذُّنوبِ اِسْتَطاعَتْ
أمِ الذَّنبُ في عُمرِها العابِرِ؟
أيا دارَ أُنسي, أباقٍ مكاني؟
أراكِ اِمَتَلَئتِ بِمُستَعمِري
تُرى نحنُ يَومًا عليكِ التَقَينا؟
ذريني سـؤالي, ولا تُخبِري
أقاموا حُدودًا وعَهدًا جديدًا
ذروني شريدًا, ألا فاعذُري
وصُبَّي لهيبي على كُلِّ باغٍ
وصومي عن الهَجرِ, لا تُفطِري