من دفتري القديم
للأمس دمْعتُه والخوفُ من آتِ
.......................فاليوم من وَجَعي طارتْ حماماتي
ضيقٌ وَشرذَمَةٌ ما زلتُ أحملُها
..................مُذْ أشرقتْ من مَغيب الشمس موْلاتي
ومنذُ أن جلْجَلتْ في الدّار ضحكتها
.......................وأوغَلتْ في تخوم الرّوح وَيْلاتي
طلتْ كأنَّ لها في الأرضِ سنبلة
.........................والأرضُ ذاهلةٌ من إفكِها الآتي
ما كنتُ أدْركُ أن العين خائنة
.........................وأنَّ في بدَني أوْصابي وَعِلّاتي
وأنَّ فِيَّ مِن الأضغان قنبلة
...........................وأنَّ كاتمَ صوْتي في نداءاتي
أجترُّ عمْري بآلامٍ مُكوّرَةٍ
............................ما زلتُ أنظرُ من ثقْبِ أنّاتي
والليل ينسجُ حوْلي بيتَ عنكبه
.........................والعتمُ طاغٍ ولا زيْتٌ بمشكاتي
لا زيْتَ أسرجُه بالنور يرْشدُني
...................من يملكُ الزيتًَ هل يدري بلاءاتي ؟
أرى على الأفقِ عيْن الزِّيتِ تعصبها
......................عصائبُ الليل في ثوْب المَحاقات
فهل أظلُّ أسير الليل شرْنقةً
....................يا ويْحَ عيني إذا امتدتْ غشاواتي
وهلْ أمدُّ يَدي طَوْلاً وأخرجُني
....................من ربْقة العتم في أسر المَتاهات؟
مَزّقتُ أشرعَتي والليلُ يأكلُني
.....................والنوْءُ يعصف في ذُلّ المَسارات
فالحمْقُ دائي وقد عانيتُ جُرّتهُ
.....................أعيا وأرهقَ.. ويْلي من حَماقاتي
للقدسِ مَعذرَةً والشعرُ معذرتي
......................تسوقني دونَ أن أدْري مَقالاتي