*** أرق ***
أخيرا أسدل هدوء الليل ستاره على يومه الحافل ، مدّد جسده المنهك على سريره ، و أغمض عينيه :
-كان هذا هو الحل الأفضل ، نعم ، قبل أن تتعقد الأمور ..
-يجب أن أطوي هذه الصفحة ،و أرتب حياتي على الوضع الجديد ..
إنتبه إلى عينيه تحملق بالسقف ، فرأى من خلاله خواء روحه و كأنه مرآة تصف حاله ..
-ترى هل تسرعت ؟
-لا لا حتما لا ...
01:45
قام من سريره و اتجه صوب غرفة الجلوس ، أخذ يقلب القنوات التلفزية دون أن يكترث بما يذاع فيها ...
-هكذا أفضل ، لقد اتخذت القرار الصحيح ، لا شك .
-لا شيء يجبرني على تحمل كل هذا ؟
-كيف أوقف التفكير في هذا الآن ؟ هل سأجنّ ؟
03:10
نهض من مكانه، و دخل المطبخ :
-أين القهوة ؟ كيف سأجدها وسط كل هذه الأشياء ؟
تجول ببصره في أرجاء المطبخ، و بحركة عصبية قلقة ، غادره إلى غرفة النوم ، واستلقى من جديد آملا أن يغفو و لو لدقائق..
-ماذا لو صبرت قليلا ؟
-ربما أنا من أسرف و أغلق منافذ الحوار .
05:14
موعد الصلاة ، قام فتوضأ و صلى ، ثم إلى آخر محاولة يهرب بها من هذا الأرق البغيض.
-أغمض عينيه ،و غرق في سيل من المشاهد، كان يسترجعها من شريط الماضي :غضبه و صبرها ،
إهماله و عنايتها، رقتها ، حنانها ، طبخها ....
- رباه ، رأسي سينفجر .
06:50
-لا بد أنها وضعت مسحوق القهوة في مكان ما ، سأبحث عنه ...
ملأ عبير قهوته المكان و جلس يرتشف فنجانه و عينه على هاتفه المحمول، ثم حمله و بدأ يقلب ملف الأرقام المسجلة ..
07:45
-صباح الخير ، كيف الحال ؟؟هل أفقتكِ من النوم ؟
-سآتي بعد دوامي إليكم فكوني مستعدة للعودة معي ....ستكونين جاهزة ؟؟ أليس كذلك؟؟
سمع أنفاسها المتلاحقة تختلط بكلامه المتتابع ،كأنها تهمس في أذنه ..
-سأنتظرك .
تبسّم ضاحكا:
-يبدو أنها هي أيضا لم تنم .