أحدث المشاركات
صفحة 18 من 21 الأولىالأولى ... 89101112131415161718192021 الأخيرةالأخيرة
النتائج 171 إلى 180 من 204

الموضوع: ديوان الشاعر رياض شلال المحمدي

  1. #171
    الصورة الرمزية رياض شلال المحمدي شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2012
    المشاركات : 6,121
    المواضيع : 239
    الردود : 6121
    المعدل اليومي : 1.38

    افتراضي

    فِكْرٌ ، أدبٌ ، أخلاقٌ


    المُهْجَةُ ضَجَّتْ ، وَالصُّحُفُ وَالحِلمُ تَوَلَّى ، وَالشَّغَفُ
    وَالماضي عذَّبَ قَافيتي وَالحَاضِرُ يَأسِرُهُ الَّلهَفُ
    وَتَفانى صَبرُ خَميلَتِنا وَالواحَةُ أرَّقَها الجَنفُ
    لا طيرَ يُسامرُ خُلَّتَها لا مَعنىً بالمَغنى يَصِفُ
    لا عينَ تُناغمُ أدمعَها ليظلَّ يمورُ بها الأسَفُ
    مَا زال نِداها مُلتمسًا أهلَ الأذواقِ وَمَنْ رَشَفوا
    بالأمسِ رَحيقَ مَودَّتِها فَتزاهتْ بالأدبِ الغرَفُ
    أم تلكَ عهودٌ يَنقضُها في يَقظةِ أحلامي التَّرَفُ
    لِينافسَ مَرآها صَدفٌ تَعتاشُ على غدهِ الصُّدَفُ
    أينَ الأحبابُ ومَن كانوا تَحدو قُدُمًا لهمُ الطُّرَفُ
    أوَ ينأى البَانُ وَسَوْسنةٌ في عاطفتي لهُما نُتَفُ؟
    أوَ يَأفلُ بدرُ مَعالمِها وَشموسُ النَّهضةِ تنكسِفُ؟
    مَنْ كانَ النُّور قضيَّتَهُ مَا كان بعجْزٍ يَعْترفُ
    لا رَيْبَ تُصادقُهُ كلمٌ بل يَصْدقُ رؤيتَهُ الهَدَفُ
    أسْتَغْربُ ممَّنْ يأتينا يُلقي بالنَّصِّ وَيَعْتَكِفُ
    تَقْفُو بالنَّفْسِ سَريرتُهُ وَعَليهِ ذووا الدُّنيا وَقفُوا
    أبناءُ الأخرى ما فَقِهُوا غيرَ الإقبالِ ، بهِ هَتَفُوا
    وَوِصالُ النُّخبةِ ذو قدَرٍ بصَفاهُ المُخلصُ يلتحفُ
    وَالقلبُ يُناشدُ سادتَهُ أو إخوتَهُ ، فهم الشَّرفُ
    لو تمضي أُضحيتي لهمُ لا ريبَ سيُسْعفُنا كتفُ!
    أوَ تنسى الَّليلَ مَشاعلُنا؟ فالرُّوحُ بها تذوي السُّدُفُ
    وَتَجَلِّي البَسْمةُ منطلقٌ للمَنْطقِ يَعْرفهُ السَّلفُ
    وَالمُطلقُ بينَ مَداركنا مَوْقوفٌ ، يُنكرُهُ الخَلَفُ
    وأكابرُنا هم قدوتُنا للمجد بهذا نعتَرفُ
    وَالفكرُ مَعَ الأدبِ التَقَيا وكذا أخلاقٌ تزدلفُ
    هذا من عِطر حضارتِنا فلماذا الواثِقُ يَنْصرفُ؟
    كَلَّا ، لن يُعْجِزَنا زَمنٌ لن ينسى نخلاتي السَّعَفُ
    لن تنسفَ آمالي حِولٌ فالآنَ شموخي يزدلفُ
    والآنَ الآنَ تعارُفُنا بصفاءِ الحكمةِ يأتلفُ
    والآنَ الآنَ ، وَيَسمعُنا مَن وَلى ديدنُهُ السَّرفُ
    عَذُبَتْ أنغامُ خَرائدِنا وَحِمى الإقدامِ لنا كَنَفُ
    وَغدًا بالنَّصر لنا مُلحٌ وَيُصافحُ مَركبَنا الجُّرُفُ
    فاسألْ عن نور مَطالعِنا وَثقافتِنا ، ومَنِ انعطفوا
    يبنونَ من الجُلَّى مُثلًا فانسابتْ بالشَّوقِ الصُّحُفُ


    ******
    2017

  2. #172
    الصورة الرمزية رياض شلال المحمدي شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2012
    المشاركات : 6,121
    المواضيع : 239
    الردود : 6121
    المعدل اليومي : 1.38

    افتراضي

    زينة الروح


    بنتَ عمري بكِ استضاءَ الشعورُ
    وازدهى القلبُ عانقته البدورُ
    هائمًا عاشقًا عيونَ المعاني
    حاملاً ما قد تستقيه العُصورُ
    من نقاءٍ على فؤادكِ أضحى
    وبهاءٍ به تباهى الضميرُ
    زينة الروح عانقي بوح فكري
    فالأماني ، وبهجتي ، والحبورُ
    جُمعت كلها حيالك تشدو
    واستطابت بما قصدت البحورُ
    فاحمليها أطايبًا ليس تفنى
    واحفظيها فللزمان عبورُ
    واذكري شاعريّتي بافتخارٍ
    فرضُ عَينٍ جمالها والسطورُ
    زينتي : العلمُ للأنام سلاحٌ
    جاهدي كي يحفّك التقديرُ
    فلنا في مداه أرقى الأمالي
    وربيعي بنوره لفخورُ
    يا رعاك اللطيف طول حياتي
    زينةً حولها تهيم البدورُ

  3. #173
    الصورة الرمزية رياض شلال المحمدي شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2012
    المشاركات : 6,121
    المواضيع : 239
    الردود : 6121
    المعدل اليومي : 1.38

    افتراضي

    نشيد الخلد



    لا تــعــجـــبـــنّ غــــــــــداة الـــشـــعــــرُ أشـــجـــانــــا وبـــــــــــــتّ أقــــــــــــــرضُ لـــــــلأيّـــــــام أشــــجـــــانـــــا
    فـــــلــــــي بـــــيــــــانٌ تـــنــــامــــى فـــــــــــي عــــذوبــــتــــه ولــــــــــي جَـــــنـــــانٌ مـــنـــيــــبٌ ظــــــــــلّ هــيــمـــانـــا
    ولـــــــــي بــــديـــــعٌ يــــصـــــون الــــســـــرّ مـــــدخـــــرًا هــــــواه لــلــشـــرق ، فـــيــــه طـــــــاب مـســعــانــا
    تـــــــردّنـــــــي شــــهـــــقـــــاتُ الـــــــبـــــــوْح مـــتــــثــــقًــــا كـــنـــفـــحِ طــــيـــــبٍ بـــــــــه أطــــفـــــأتُ نـــيـــرانــــا
    أو كـــــــأس قُـــــــربٍ بـــــــه أغـــرقــــت أوردتـــــــي دلــــفـــــتُ أرشــــــــــف مــــــــــن ريّــــــــــاه تــحــنـــانـــا
    أهـــدي الـوصــال ، عـيــونُ الـضــاد ترمـقـنـي شــفــاهــهــا حــــدّثــــت بــالــهــمــس وجــــدانـــــا
    كـــأنّـــهـــا رســــمـــــتْ فـــــــــي الأفـــــــــق خـــــاطـــــرةً تقول خذها وكن في الوصفِ " حسّانا "
    أبــــوابــــنــــا مــــشــــرعـــــاتٌ مــــــثـــــــل أهــــدبــــنـــــا أقـبــلْ - هــديــت - نـشـيــد الـخـلــد نــادانــا
    أقــبــلْ فــقـــد أثــلـــج الأعــمـــاق بـــــارقُ مَـــــن بـــالـــحـــبّ وشّـــحـــنـــا ، بــالــصـــبـــر أحـــيـــانــــا
    أقـــبــــلْ حـنــانــيــك إنّ الـــقــــوم مــــــــا عــــرفــــوا إلاكَ مــــمـــــتـــــدحًـــــا حِـــــــــسًّــــــــــا وعــــــرفـــــــانـــــــا
    أقــــــــبـــــــــلْ ولا تــــلــــتــــفـــــت إلا وأخــــيُــــلـــــتـــــي عــــــلـــــــى مــبــاهـــجـــهـــا الــــــجـــــــوزاءُ تــــهــــوانـــــا
    أقــــبــــلْ إلــيـــنـــا صــــديــــقَ الــعـــمـــر مـقـتــبــسًــا درّاً مـــــــــــن الـــلــــؤلــــؤ الــمـــضـــفـــورِ مَــــرجــــانــــا
    نُــــــثــــــارُ بــــــالـــــــروح إذ تــــحــــلـــــو مـــنـــاظـــرُهــــا فــــلــــيــــس تــــــعـــــــرف لــلــتــقــصــيـــر عُــــنــــوانـــــا
    يـــــــــــذبّ عـــــنــــــا وفـــــــــــي عــــلــــيــــاه نــــاطــــقــــة حــمــائـــمُ الــشـــعـــر تــــحــــدو عــــــــن مــســمّــانــا
    بـــنــــاتُ شـــعــــرٍ مــــــــن الأصــــبــــاح حــامـــلـــة أشــــهـــــى الـــرســـائـــل تــســتـــهـــدي بــمــرقـــانـــا
    تـــــحـــــومُ تـــيـــهــــاً فـــــمـــــا تُـــنـــســــى مــفــاتــنــهــا أصــــيــــلـــــة حــــولـــــهـــــا الـــــــقِـــــــدّاحُ أبــــكـــــانـــــا
    أذكـــــــــتْ عــواطــفــنـــا مــــــــــن دون ســـابـــقــــةٍ شــــرقــــيّــــة بــــــدّلــــــت بـــالـــحُـــسْـــن تـــيـــجـــانــــا
    رويـــتـــهـــا مـــــــــن إشــــاراتـــــي وقــــــــــد نـــــزلـــــت مــــــــن حــــيــــن أزلــفــتــهــا بــالــيُــمــنِ أوطــــانــــا
    مــن حـضــرة الـوصــل تسـتـجـدي مواهـبـهـا وإنّــــــهـــــــا أغــــــرقـــــــت بــــالــــشـــــوق مـــغـــنـــانــــا
    بـــالأمــــسِ عــطّــرهـــا حِـــبّــــي وطـــــــاف بــــهــــا حـــــول الـجــنــان ، فـــــراح الـــحـــرْفُ نــشــوانــا
    هـــــنـــــاك تــســألـــنـــي عـــــنــــــهُ فـــقــــلــــتُ لـــــهــــــا بـــــــأنّـــــــه أجـــــــمـــــــلَ الـــــفـــــاديـــــن إحـــــســـــانـــــا
    وإنّـــــــه الــطــيّـــبُ الـــجــــادي فــــــــلا عــــجــــبٌ بــــــــأنّ يــــظــــل مــــــــدى الأشــــعــــار ذكــــرانــــا
    وإنّـــــــــــــــــــه ألْــــــمــــــعـــــــيٌّ فــــــــــــــــــــي شـــــمـــــائـــــلـــــه بـــل " دائــــم الــظــلّ " مــنــه الـفـجــرُ وافــانــا
    فــــقــــبّــــلــــي إرثــــــــــــــــه الــــمِــــعــــطــــاء ذاكـــــــــــــــــرةً عــــهـــــدًا بـــــــــه حـــــــــفّ بـــالإيـــثـــار بُـــغـــدانــــا
    حـــــــوى جـــمــــالَ عـــيــــون الـــذكــــر مـفــتــخــرًا ولــــــــــــم يــــــــــــزل بــــــــــــاذلاً عــــلــــمًـــــا وإيــــمــــانـــــا
    فـــــي يـــــوم " جــامــعــة " الإيـــنـــاس حــامــلــة زهـــــــــــــــورَ راويـــــــــــــــةٍ بـــالــــمــــســــك تـــــرعـــــانـــــا
    كــــــــنّـــــــــا نــــــــــــــــــراه فـــتـــحـــيـــيـــنـــا نـــــــــواظـــــــــرُه بــــحــــســــنــــهـــــا الــــمــــتــــنــــاهـــــي أمَّ مَـــــبْـــــنـــــانــــــا
    والآن يــســتــذكـــر الـــمـــاضـــي أخـــــــــو ثـــــقـــــةٍ مــــصـــــابـــــرًا يــــرتـــــجـــــي رَوْحًــــــــــــــا وريـــــحـــــانـــــا
    يـــهـــيـــم يــلــتــمـــس الـــعـــهـــد الــتــلــيـــد وفـــــــــي شــــــعـــــــوره يـــتـــغـــنّــــى الـــــــوصـــــــف ولــــهـــــانـــــا
    يـــــــخـــــــال خـــــــاطـــــــره ومْـــــــضًـــــــا فـــيــــســــألــــه عـــــــــن الـــســـنـــا والـــهـــنـــا يـــنـــســـاب ألـــــوانـــــا
    يـــــــومًــــــــا يـــنـــاغـــمـــنـــا حـــــيـــــنًــــــا يــــنــــادمــــنــــا ويـــــنـــــثــــــر الــــــــــــــــورد مـــــأنـــــوسًــــــا وريّــــــــانـــــــــا
    أصـــــــــــداؤه كـــهــــتــــافِ الـــــرعــــــد مـــبــــحــــرة مـــــــلء الــفــضـــاء ، فـــمــــا تــحــتـــاج بــرهـــانـــا
    تـسـتـجــلــب الـــــــدرّ تــغــفـــو فـــــــي شــواطــئـــه كـالـنـجــم يــهـــوى قـبــيــل الــفــجــر شــطــآنــا
    أمــــــــــرُّ فــــــــــي دوحـــــهـــــا أعـــــنـــــي قـــلائـــدهــــا كـــــيـــــمـــــا أقـــــلّـــــدهـــــا لـــلــــغــــيــــد عـــــرفـــــانــــــا
    غـــلائـــل الـــمـــدح مــنــهــا وهـــــــي شــاخــصـــة تـــفـــنّـــنــــت فـــــــزهـــــــتْ بـــــــالـــــــرأي إتــــقـــــانـــــا
    تـــــرقـــــى ولــلــصـــفـــو آمــــــــــالٌ تُـــــســـــرُّ بـــــهــــــا تـــــرجـــــو الأكـــــابـــــر آنــــــــــاً والــــــــــورى آنــــــــــا
    وهــــــا أنــــــا عــــــن ربـــاهـــم لـــســــت مــرتــحـــلاً حـــتـــى أرى فــــــي ظِــــــلال الــخــلـــد رضـــوانــــا
    أبــــــــــدي الـــتـــواضــــع والأزمـــــــــــان تــعـــرفـــنـــي مــــا كــنــت أثـبـتــه ، بـــــل عــشـــتُ إنـســانــا
    يــــا صـاحـبــي فــاســأل الــخــلان عــــن أدبـــــي وعـــــــن نــظــيـــمٍ عـــلــــى أفـــــــق الــــدنــــا بــــانــــا
    يـــــلــــــذّ دومــــــــــــاً بـــســـيـــطـــاً فــــــــــــي مـــعـــالـــمـــه فـــحــــاز مـــــــن قـــمــــر الأحـــبــــاب شــكــرانـــا
    ربـــيــــعــــه الـــــغــــــضّ بـــــالأشــــــواق مــلـــتـــحـــدٌ لا زال يـــــغـــــرف مـــــــــــن خـــــدّيــــــه ألـــحــــانــــا
    بـــــــل إنّـــــــه الــغــيـــث تــخــضـــر الــــربــــوع بــــــــه لـــــــــــذاك أقـــــبــــــل رغــــــــــــم الــــبــــيــــن هــــتّــــانــــا
    لــــــعــــــلَ أن يــــرتــــقــــي مــــعــــنـــــاه مــبــتـــهـــجًـــا لــــــعــــــل أن يــــقــــبـــــل الــــرَّحــــمـــــن مـــســـعـــانــــا
    ثـــــــمّ الــــصــــلاة عــــلــــى الــمــخــتــار أســعـــدنـــا والآل والــصــحـــب مـــــــا أســهــبـــتُ تـبــيــانــا

  4. #174
    الصورة الرمزية رياض شلال المحمدي شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2012
    المشاركات : 6,121
    المواضيع : 239
    الردود : 6121
    المعدل اليومي : 1.38

    افتراضي

    دوحة الشوق


    جـمــالُــكَ هــزَّنـــي أدبًـــــا وشـــوقـــا
    فقلْ لي يا ابنَ عمْري ما تبقَّى ؟
    نـمــيــرُ كـلـيـهـمـا طـــــارا بــروحـــي
    فراحـتْ تسكـبُ الآمـالَ غـرْقـى
    وأروتْ بالـرّضـا نـظـراتِ فـكـري
    ونــادتْ يــا سـخـيَّ الـحـالِ رفـقــا
    فداؤك يا ابنَ عمـري كـلَّ ذوقٍ
    فـلـمْ أعـلـمْ ســوى نُعـمـاكَ ذوقــا
    ولــــــم أرَ بـــيـــن أقـــمـــار الـمـعــانــي
    وبــيــن فـــــؤادك الــوضَّـــاءِ فــرقـــا
    لأنَّـك خيـرُ مَــن يـصـفُ المـراقـي
    وهـبــتَ ضفـافَـهـا رعــــدًا وبــرقــا
    كــذاكَ منـحـتَ لـلآفــاقِ حُـلْـمًـا
    شـهـيَّ المَكـرمـاتِ نـــدىً وَوَدْقـــا
    فـمــا تـركــتْ مـتــونُ الـــودِّ حــقًّــا
    ولا أنفـتْ شـروحُ الصَّبـرِ صـدقـا
    فـــكــــنْ لـــــــي تـرجــمــانًــا ألــمــعــيًّــا
    وورْدًا مـشــرقــيًّــا ظـــــــلَّ يــــرقــــى
    وكــــنْ لـجـوانـحــي الـتَّـعـبــى يـقـيـنًــا
    وظــلاً للحـشـا مــا كــان يشـقـى
    جــمــالـــك والــرَّبــيـــع تـعـشَّــقــانــي
    فعـشـت كــأوَّلِ الأدبــاءِ عـشـقـا
    نــدامــى الــحــيّ أطـربـهــم وفــائــي
    لـــذا بـعـثـوا مـــن الألـطــافِ زقّـــا
    وأنــت حديثـهـم فــي كـــلِّ وعـــدٍ
    فـطـوبــى أيــهــا الـمــوهــوبُ أفــقـــا
    عدمـتَ البَيْـنَ فانتهضـتْ قــلاعٌ
    أثــــرتَ ثـقـافــة الإقــبــال عـمْــقــا
    أمــــــا والله ، والــسَّــبْــع الـمــثــانــي
    جـزيـتَ مـواطــنَ الإبـــداع سـبـقـا
    إذا الـشـعــراءُ بالـمـلَـكـاتِ ألــقَــوْا
    فحرفك مـن رفيـفِ الخلـدِ ألقـى
    نسيبُك من رحيقِ القلب أحلـى
    ووصفُكَ من ظلال العمْر أبقـى
    وهـا أنــذا إلـيـكَ رفـعـتُ حِـسّـي
    فـعـانـقَـنــي مــثــالُــك ثـــــــمَّ رقَّـــــــى
    فــبــاركْ رحــلــةَ الــوجـــدانِ أدركْ
    فــؤاداً مــن ضـيـاءِ الفـجـر أنـقــى

  5. #175
    الصورة الرمزية رياض شلال المحمدي شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2012
    المشاركات : 6,121
    المواضيع : 239
    الردود : 6121
    المعدل اليومي : 1.38

    افتراضي

    ظلال الرسائل / إلى الشاعرة ثناء صالح


    نَسيمُ الصَّبا هذا الذي يتكلَّمُ
    أمِ القلبُ إثرَ الصَّفو راح يُتمْتِمُ
    أمِ الخطراتُ الغرُّ عانقها السَّنا
    فأمْلتْ بما يُملي الحفيُّ المُتيَّمُ
    أمِ الوِرْدُ من عَينِ الوَفاءِ أصابنا
    فما عاد يُجدي المُحجمينَ تلثُّمُ
    أمِ الوَرْدُ مَيَّاسُ الإشارةِ كُلَّما
    تراءى لهُ أمرٌ مضى يتبسَّمُ
    تلوذ بآياتِ الجمالِ جفونُه
    طِماح رقيقٍ بالرهافةِ يحلمُ
    على صورِ الخلاّن يبدأ عهدُه
    ولو شاء تلقاء النَّجائبِ يختمُ
    رسائلُهُ تشفي العليلَ ظلالُها
    فكيف وقد حيَّا ضحاها التَّرنُّمُ
    من الخلد أولتْها طيوبُ مداركٍ
    ورائع حرفٍ بالهنا يتنسَّمُ
    ويأسِرُها من منهلِ الود واردٌ
    ويُغنى رؤاها الإلتزامُ المقدَّمُ
    فيا واحُ جودي بالخِلال ويمِّمي
    لمن باسمِها الخيرَ الكرامُ توسَّموا
    لمن جادها مسك الوصالِ نبيلةً
    لوصف نَداها فتيةُ الذَّوقِ يمَّموا
    بها أزهرتْ بيداءُ كلِّ فضيلةٍ
    وطافَ حمى آدابِها المُتعلِّمُ
    فإن حدَّث الإكرامُ عزمًا فإنَّها
    وربِّ القِرى - من وابلِ الغيثِ أكرمُ
    وإنْ حَلَبُ الشَّهباءُ ذاكرةُ الوفا
    فلا ريبَ من شوقٍ عليها تُسلِّمُ
    ثنــــاءُ تناديها الحُروفُ تجلُّها
    ففي فكرِها النَّقدُ الحَصيفُ منعَّمُ
    إذا نثرُها وافى تهادتْ روائعٌ
    وإن أشعرتْ فالحُسْنُ للقصْدِ بَلسَمُ
    يُجمِّلُ مَسعاها فضاءاتِ واحتي
    فهامتْ تناجيها مَدى العُمْرِ أنجُمُ
    فللعلمِ في لبِّ الحَرائرِ نهضةٌ
    ومعنىً لطيفٌ بالحَضَارةِ يُفهمُ
    أديبتَنا مهلاً ، خذي نفحاتنا
    شعورًا من الأعماقِ بالرَّنْدِ يُنظَمُ
    فإن قَصُرتْ قرب المقام معارفي
    ففي الصَّفحِ إفضالٌ وَعفوٌ ومغنمُ
    وَيا ربُّ حقِّقْ للفؤادِ طِلابَه
    عسى الغمُّ عن دربِ الأزاهِرِ يُهزَمُ
    وَتجمعُنا بالياسمينِ قصائدٌ
    بها يعلنُ الوجدانُ ما كانَ يكتِمُ

  6. #176
    الصورة الرمزية رياض شلال المحمدي شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2012
    المشاركات : 6,121
    المواضيع : 239
    الردود : 6121
    المعدل اليومي : 1.38

    افتراضي

    أهديتها للشاعر والناقد الوليد دويكات


    مَــالَـــتْ يُــحَـــدِّثُ بـالـجَــنــانِ نَـعـيـمُـهــا
    غَــيْـــداء لـــــم يَـــــدَعِ الــبَــيــانَ نَـديـمُــهــا
    هَـيْــفــاء تَـسْـتَـوصــي الأزاهــــــرَ رقَّــــــةً
    فــــــإذا تُــحــاكــي الـخَـافـقَـيــنِ نـجُـومُــهــا
    وَتَــكــادُ تَـسْـتَــرقُ الـمـشَـاعـرَ خِـلــسَــةً
    وَأكــادُ مـــن وَضْـــحِ الـبُــدورِ أرومُـهــا
    نَـطَـقَــتْ ، فـأغْـشـانـي الـغَـمَــامُ تـحــيَّــةً
    هــــــيَ كـالــمَــرايــا وَالــبَــريـــقُ غـريــمُــهــا
    أو نـفـحــةٌ قِــبَـــلَ الـتَّـظـاهــرِ أبــرقـــتْ
    ذكَـرَتْــكَ كـيـمـا يُسـتـطـاب نسيـمُـهـا
    لا والــــذي صــــانَ الــخـــدورَ بـديــعُــهُ
    أجــــدى بــنــورِ الأمـنـيــاتِ قـدومُــهــا
    عَذُبَـتْ علـى نِـعَـمِ الـرَّجـاءِ وَطـاوَلـتْ
    هـــذي يَـواقـيـتُ الـقَـريــضِ رسُـومُـهــا
    تَهَبُ الجَمال لكلِّ مَنْ يَهـوى النَّـدَى
    مَـلَـكـاتِــهِ ، رَقَّـــــى الـمــحــبَّ وَسـيـمُـهــا
    فَأنِخْ على العَتَباتِ سَلْ حِـدَقَ المَهـا
    أيــنَ الـعُـيـونُ الـسَّـاحـراتُ سُجُـومُـهـا
    هـــــل عــنـــدَ ركــبـــانِ الــشـــآم بــقــيَّــةٌ
    لـسـلافـةٍ فـــي الـقُــدْسِ ذابَ شَميـمُـهـا
    قــل للـمَـآذنِ كـيـفَ أضنـاهـا الـنَّـوى
    وَجَــعًــا ، وكــبَّــرَ بـالــجِــراحِ مُـقـيـمُـهـا؟
    هــل ذاكـــرَ الـزَّيـتـونَ قُـــدَّاسُ الـهَــوى
    أمْ غـــالـــبـــتْ أنـــفـــاسَـــهُ تــهــويــمُــهــا؟
    أم شَقْشَـقَـاتُ لحـونِـهِ - يـــا مهـجَـتـي
    الـحـرَّى – يُـغـازلُ بـالأنـيـنِ كليـمُـهـا؟
    بــلِّــغْ رَيـاحـيــنَ " الـوَلــيــدِ " حِـكــايــةً
    مـــا زالَ يَنـتـظـرُ الـمَـخـاضَ عقـيـمُـهـا!
    أسْـرِرْ لــهُ أنْ قــد دَنْــتْ مــن سـوحِـهِ
    أنـــدى الـبَـشَـائـر ، بَـلَّـنــا تسنـيـمُـهـا!
    حتَّـى استحَالـتْ فــي اليَقـيـنِ مَبَاهـجًـا
    والصَّـبْـرُ لــو عَـلِــمَ الأَديـــبُ رَقيـمُـهـا
    وَهـــنـــاكَ نَــبْــتَــدِرُ الأراجـــيـــزَ الـــتـــي
    بـحــمــى الأحــبَّـــةِ يَـهــتــدي تـرْنـيـمُـهــا
    وهــنـــاك نــزجـــي الـتَّـهـنـئــاتِ تَـحـفُّــنــا
    صــــورُ الأهــازيــج الـنَّـقِــيُّ صَمـيـمُـهـا
    شكـرًا أخـا الفُصْحـى مَـدى دَعَواتِنـا
    مــا أطـرَبـتْ بـاسْــمِ الإخـــاءِ علـومُـهـا
    لا ريــــــبَ تُـعـجِــزُنــا يَـــراعَـــةُ طـــيِّـــبٍ
    لــمَّــا اسـتـهــلَّ مـــــعَ الــوَفَـــاءِ كَـريـمُـهــا
    جرحي وجرحك في السَّما التقيا لِذا
    جـادا بـمـا تـوحـي الشـجـون غمومُـهـا
    وتــأرَّجَـــت بـهــمــا أقــاحـــي حــكــمــةٍ
    فـــــــإذا الـمــعــانــي زاهـــــــرٌ مـفـهـومُــهــا
    سلمـت يمينـك يـا ابـن خـيـر مدائـنـي
    مــا شعشـعـت قـيـمٌ وســـاد عظيـمـهـا

  7. #177
    الصورة الرمزية رياض شلال المحمدي شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2012
    المشاركات : 6,121
    المواضيع : 239
    الردود : 6121
    المعدل اليومي : 1.38

    افتراضي

    مواربة


    ما لي أمُرّ على الذي جافاني
    عهْدًا ، وعاش مُعاتبًا خِلاّني
    ما لي ، ولستُ من الذين يجاملونَ
    على حسابِ مروءتي ، بالجاني
    فاحملْ كسادَ بضاعةٍ من ريبةٍ
    لن تُشترى حتى مع العِبدانِ
    واسْتفْتِ قلبَك إن رأيتَ بقيّةً
    منهُ ، غدت تلهو مع الأضعانِ
    واجمعْ شتاتَك لا تكن مُتهكّمَا
    واكتبْ لنا شيئًا على الجُدرانِ
    جَدَليّةُ الفكرِ العقيمِ دليلُ مَنْ
    يهوى الشِّقاقَ ، بدونما إيقانِ
    أو راح بالأمل الطريف مسفّهًا
    ما انسابَ من ولهٍ ومن إحســـانِ
    أم كنتَ تحلم ، كالذي يذرُ الطِّلا
    يختارُ قَصْعتَه بغير دِنانِ؟
    أو يسمع النغمَ الهجين مَقامُهُ
    يهجو مزامير الهوى الهتّانِ؟
    دعْ ما أقولُ ، وسلْ مَساربَ أدمعي
    إن كنتَ تفقه ومضةَ الوجدانِ
    إن شئتَ ، أو صاحِبْ ظلالي خِلسةً
    مُسْتنْطقًا ما بثّهُ القمرانِ
    يا ألذي بالوهمِ ينتهبُ الخُطا
    يسْتبْدلُ الأردانَ بالأدرانِ!
    قِفْ لحظةً والفظْ جراحَ خطيئةٍ
    للنفسِ فيها غايةٌ ويدانِ
    داءُ الأنا ما انفكَّ ديْدنَ مفلسٍ
    عاش الحَياةَ يهُشّ بالديدانِ
    ما لي وأنتَ ، ومَن حَفَلْتَ بعُرْيهِ
    وحلفْتَ أنّك من بني الإنسانِ
    وتقول أنّك مولعٌ برفاهتي
    حتى نسيتَ مكامنَ التحنانِ
    فاذهبْ رعاك البؤسُ ، لا نلتَ المنى
    واشربْ بقايا حسْرةِ الخسرانِ
    لا لن أمرّ على نمير مَرارةٍ
    فالأمر أمري ، والزمانُ زمانــي

  8. #178
    الصورة الرمزية رياض شلال المحمدي شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2012
    المشاركات : 6,121
    المواضيع : 239
    الردود : 6121
    المعدل اليومي : 1.38

    افتراضي

    فناء وخلود


    مَنْ ذا يُعينُ جَناحيَ المكسورا؟
    مَن ذا يُعالجُ حاليَ المأسُورا؟
    مَن يسْتعيدُ سوالفَ الوَطنِ الذَّبيحِ
    مُتمَّمًا من مقلتيه النُّورا؟
    مَن يشتري عَذْبَ النَّسيبِ وينتخي
    للأكرمين ، على الثغور مُغيرا؟
    شأنُ الفناءِ بأن يبثّ مكارهًا
    أمّا الخلودُ فكم أشاد حُبورا
    وتكاد تطوي مقلتي الزمنَ العريضَ –
    فليس عَيْبًا أن أناهِض جورا
    أو أستقلَّ مَدى المكانِ مُرتّلاً
    آفاقَ أشذاءِ الهدى مبهورا
    تلك الظواهرُ بعضُ بعضِ حقائقٍ
    جابت مظاهرُها العقولَ دهورا
    عَدِمَ الغنى خلفٌ تناءوْا حيْرةً
    تَخِذوا الطيوفَ مَعابرًا وجسورا
    مَن ذا يؤمّ شواردي مُسْتَشْعرًا
    ما قد تحوك الممكنات حضورا
    ليزفّ للأعلى سرايا ومضةٍ
    تَرِدُ البهاءَ لتسْتحيل بدورا
    سِيّان من عَشِقَ الجَزالةَ صَنْعةً
    أو عاش موْهوبَ الرؤى تثويرا
    سِيّان من نَشَدَ الحَداثةَ غَفْلةً
    أو هام بالضَّرْب العقيم شخيرا
    فانهضْ بروحك ريْث تمتشق السنا
    واجْزِ العيونَ مناهلاً وبُحورا
    وَارْقَ المداركَ عارفًا مسْتوثقًا
    حتى تصاحب سيّدي الجُمْهورا
    ليت ابن جنبيَ يسْتحثّ مؤدّبًا
    خَطوَ الألى أحنَوْا لديه ظهورا
    وعساه يلحظ من جَناه مواكبًا
    ومن الحَبائب لؤلؤًا منثورا
    إنّي حَببْتُ الراءَ سِرَّ كواكبي
    ربّاه باركْ للفقير سطورا
    أثرى الأريبُ عبيرَ زهر بيانها
    رقّى بهنَّ شعائرًا وعشيرا
    سُرّ الأثير بجَرْسها مسْتبشرًا
    إذ أبصر الإرث الطريفَ مُنيرا
    كيما تلذّ لمن دعاه موائدٌ
    كيما يعين جناحه المكسورا

  9. #179
    الصورة الرمزية رياض شلال المحمدي شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2012
    المشاركات : 6,121
    المواضيع : 239
    الردود : 6121
    المعدل اليومي : 1.38

    افتراضي

    بلاد الأوراس - إلى الشاعر حبيب بن مالك


    مِرآةُ ذكرايَ شاختْ ، مُدبرٌ غزلي لكن أظنُّ مَرايا الرُّوحِ لم تَزُلِ
    الصَّمتُ فتحٌ ، نعم ، قلبي مُكَوْكِبُهُ فكيفُ يصبرُ مَن وافى حمى الأهَلِ؟
    قلباهُ فانهضْ ، فراتُ الحُبِّ يجمعنا عانِقْ طيوبَ معاني حيّهم وصِلِ
    وَسَلْ عن الكُرَما في دوحةِ الشهدا غرّدْ عن الشُّرفا ، صِفهم لنا ، وطُلِ
    هي الجزائرُ دارُ الفكرِ أعلنها لا ليس توريةً يسْتفُّها خجلي!
    من بهجةٍ خُلقتْ آياتُ رَوْعتِها محروسةٌ مُذ براها حُسنُها الأزلي
    ترجو شذاها ثقافاتٌ وأفئدةٌ كمِ ارتقى مُغرمٌ في أُنسِهــــا وَخَلِيّ
    خليجُ أبيضِها تاقُ الأصيلُ لهُ كما يتوقُ إلى مَرقى الحَبيبِ وَلي
    واعشوشبتْ كالضُّحى غاباتُ أربعِها طوبى لجوهرةٍ من نورِها حُلَلي
    راووقُ أكؤسِها من نُبْلِ عِترتها صافٍ بها الجودُ أصفاها على المِللِ
    يهوى السَّحابُ أماليها فلو فترتْ عنه المَقاديرُ أهداها ندى المُقَلِ
    لو نابني أرقٌ في ليلِ فُرقتها شَممْتُ رَيْحانَها في بارقِ الأمَلِ
    تسْتنطقُ الشعرَ والشِّعْرى ابتسامتُها فتبعثُ الشعرا من رقدةِ الكللِ
    يُسَرُّ وجدانُنُا في لحن حاضرها وللمآثر ناياتٌ من الجَذَلِ
    حتى إذا اشتجَرت أسيافُ واقعةٍ فالعزم عنها – حماها الله – لم يَحُلِ
    لا كالذي أدمن الهجرانَ مُغتربًا فما يفرّقُ بين النَّحْلِ والنِّحَلِ
    قل لي بربك بن وهران متثقًا هل ذقتَ قَطرَ الغوالي دافقَ المُثلِ
    يا سيدي فأفِقْ مرقاك كانهما كالمجد والعزّ ، والتأريخ والعملِ
    بل السَلام مع الإسلام من زمنٍ يرومُك الفرْد في علياءِ مُبتهلِ
    ناجيتُ منطقَك ال تشدو بلاغتُهُ يا أيها العاشقُ الحاني على الجُمَلِ
    إذا بفكري يهيمُ الغيثُ يَحملُه هتافُ شاعرةٍ في أشرفِ النُّزلِ
    وقفتُ في بابك ال تهمي لطائفُه إذا المدامعُ تُنسيني صدى العِللِ
    وكيف لا والعراقُ اليوم توجعُهُ طعناتُ مُلتثمٍ بالغربِ مُحتفلِ
    وكيف لا وسوى بغداد تحضنُها مواسمُ الفرحِ الجادي على السُّبُل
    مِرآةُ ذكرايَ شاختْ حالَ مُفتقرٍ تاهت لياليه بين الوَرْدِ والقُبَلِ
    ناشدتك الله طيرَ الودّ تذكرني إذا مررْتَ بني إلياس ، وامتثلِ
    وقل لهم شاعرٌ أودى الحنينُ بهِ حاكى البديعَ صبورًا حالَ مُرتجِلِ
    تذكّروه إذا عزَّ الوصالُ ، فما يدري يُعانقُ بالأوراسِ والظللِ
    وهل يُلامسُ منه الذوقُ في شغفٍ جِنانَ أهلِ الهوى مَعْ زمرةِ الحَجَلِ
    وهل لهُ أوبةٌ في حِضنِ أندلسٍ يا تلمسانَ النّدى والكَرْمِ يا شُغُلي
    وهل يَمرُّ على عنابةٍ سحرًا يتيه يلثم بالعنّابِ في عجَلِ
    متى تزاحمت الأشواقُ تلفحُهُ نيرانُ وجدٍ بجَوف الرُّوح مُعتملِ
    لِذا أهابَ بأنسامٍ مؤرّجةٍ من فجر باسمةٍ تحنو على السُّبُلِ
    أوصى الزهورَ وواديها ومن حضروا ملءَ العيون ، بوصْلٍ غامرٍ هَطِلِ
    يا أسعد الله لُقيا بين أروقةٍ تضجُّ بالصدق تِرحابًا على مَهَلِ
    إن شِئتَ بين ظلالِ النَّخلِ ترقبُها أو رحتَ ترسمُها في أيمن الأثلِ
    تقلُّبُ القلبَ ألوانًا بحائطها وبعضُ تِرياقِها قارورةُ العسلِ
    ولستُ أنسى ضفافًا طاب ناظرُها رقَّت مناظرُها للصَّفوةِ الأُولِ
    هذي " حبيب " حبيبِ الرُّوح أخيُلتي وومضُ خاطرةٍ من مُسرفٍ ثَمِلِ
    ها يا " ابن مالكَ " والذكرى التي شهقتْ لمّا ذكرتكَ ، فاسمعْ نَوحَ مكتهلِ
    كم في المودات إقبالٌ أهابَ بنا ما كان يُنكرُهُ إحجامُ مُرتحلِ
    وَسَلْ معاني النَّشاوى عن سرائرنا وَسَلْ حمامَ الحِمى عن ثورةِ الزَّجَلِ
    لا ريب ينبيك أنّا في تجلّدنا ورغم ما كان نهوى شاعرَ الغزلِ
    فكن بخير شقيقي دائمًا أبدًا عسى تزفُّ لقانا أمَّةُ الرُّسلِ

  10. #180
    الصورة الرمزية رياض شلال المحمدي شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2012
    المشاركات : 6,121
    المواضيع : 239
    الردود : 6121
    المعدل اليومي : 1.38

    افتراضي

    بين الهدى والردى

    مَا كُنْتُ مِمَّنْ يَسْتَعيذُ مِنَ الرَّدَى
    حَتَّى وَلَوْ قالوا أتى مِلْءَ المَدَى
    أمَلي ، مُنايَ ، جوارُ أهلِ مَوَدَّتي
    وَنَعيمُ خُلْدٍ عنهُ حَدَّثنا الهُدى
    فانهلْ أخا شأوي مَصادرَ كوْثرٍ
    قُمْ عانقِ الفِرْدَوْسَ واحتَضِنِ النَّدى
    وَاهجُرْ مَكارهَ رأسِ كلِّ خطيئةٍ
    حتَّى ولو عِشْتَ المُهجَّرَ مُفرَدا
    يا أنتَ : هلْ سَألوكَ يومًا بالذي
    مَسَّ الفضاءَ وبات يخترق الصَّدى ؟
    هل شاوَروكَ لِلَحظةٍ في شأن ما
    بَلَغَتْ عواصفُهُ الجَحيمَ الموقَدا ؟
    هل شاركوك همومَ أيّامِ الأسَى
    إذ كنتَ تلتَحِفُ الرَّصيفَ مُعَبَّدا !؟
    سَمِعُوا نشيجَك ؟ أرَّخُوا لغةَ البُكا ؟
    قرأوا رؤاكَ ؟ تأسّفوا ؟ سَمعِوا النِّدا ؟
    وَإذًا ، فلا تغتَمَّ ، لا تئدِ الهنا
    ما رَيْتَ وَعْدَكَ مُقمِرًا مُتَورِّدا
    في اللامُبالاة الحَياةُ بهيّةٌ
    لا الهمُّ ، لا الأدواءُ ، لا شَطَطُ العِدا
    صبرًا ، فَذا تقْديرُ رَبِّك دائمًا
    في كلِّ حالٍ مُنتهاهُ المُبتدا
    فالنّاسُ قاطبةً لو اجتَمعُوا على
    أن ينْفَعُوكَ لما استطاعُوا مَوْرِدا
    أو أنْ يضُرُّوا ، فالحَقائقُ سَيّدي
    في الكونِ واضحةٌ ، فَصُنْ لكَ موْعِدا
    مَع مَن تظنُّ بقرْبهِ يَضعُ الشَّذا
    خطراتِهِ ، ويمُدّ للكــــــــبدِ اليَدَا
    وانسَ الزَّمانَ وَمَا أحاقَ قَرينُهُ
    من زَيْفِ نُعمى ، أو حِمامٍ أزبَدا
    طُفْ بالجَمالِ مع الوصالِ ولا تدَعْ
    مَلَكاتِ قلبٍ بالرَّوائعِ أنشدا
    خُذْ من أويقاتِ التفكِّرِ فسحةً
    فلعلَّ سُعدى أخبرَتْكَ لكَ الفِدا
    روحي وَعقْلي ، والتَقَتْكَ سطورُها
    لتصوغَ في سُبُلِ التَّنافسِ مَشهدا
    ماسِيّة النَّفَحاتِ ينفي طرفُها
    وَسَنَ البيانِ ، وترتقي متَودّدا
    يَسْتَطْردُ الآمالَ قيْسُكَ تارةً
    أو من جميلٍ تسْتردُّ الأجْودا
    لا تَقلبِ الصَّفحاتِ في حَرَمِ الهَوَى
    فالظَّنُّ في بعضِ الأدلّةِ يُقتدى
    بل لا تصحِّفْ بالعيونِ تغافلاً
    كيما ترى ما المعتدي ما المعتدى
    والبسْ من الحُللِ التي ألوانُها
    تهوى مَثابات البهاءِ زَبُرْجَدا
    وإذًا تجاهلْ وطأةِ الحمم التي
    بركانُها فوقَ الجراحَ تلبّدا
    واعلمْ متى رُمتَ افتقاري أنَّني
    ما كنت ممن يستعيذ من الرَّدى

صفحة 18 من 21 الأولىالأولى ... 89101112131415161718192021 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. تخميس قصيدة الشاعر رياض شلال المحمدي
    بواسطة نداء غريب صبري في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 01-02-2019, 08:58 PM
  2. قصيدة للشاعر رياض شلال المحمدي
    بواسطة خلود محمد جمعة في المنتدى كَرَوَانُ الوَاحَةِ
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 29-04-2018, 04:18 PM
  3. ممازحة لأستاذي رياض شلال المحمدي..
    بواسطة حيدرة الحاج في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 25-10-2016, 02:28 PM
  4. إلى أستاذنا الغالي رياض شلال المحمدي ‘‘
    بواسطة محمد محمد أبو كشك في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 03-09-2016, 10:27 PM
  5. مشاركات: 17
    آخر مشاركة: 13-10-2014, 05:36 PM