يمامتي البيضاء:
كل شيء ساكـنٌ هـنا، حتى الألوان التي سقطتْ خفية من قوس قزح، حين كان يتعهّدني بزيارةٍ قصيرة، حتّى الأحلام التي اختبأتْ بغرناطة، تفتش بين جدرانها وأعمدتها وأزقّتها عن الأفراح التي كانت..هاأنذي أستظلّ بطوقك من لظى الجراح التي تتبعنـا، فطيري بي إلى أرضكِ، ولاتنظري خلفكِ، لأن الزمان المرّ قد يتبعنا أيضا!!..امضي بنا إلى مضارب قبيلتِكِ..كما اتفقنا، وسآخذ معي شكلَ الصباح كي لاأنساه، وسآخذ قليلا من الرمال المبتلّة بالأحباب، ولن أنسى الملــح..
يمامتي الرقيقة، أنتِ السّكَنُ الأبيض، أنتِ نعمةٌ من نعم الرحمـن، كتبكِ لي رفيقةَ دربٍ، وضمادَ نزفٍ، وقلباً أخضرَ يشاطرني الأحـزان، لنحاربَها معاً..لاتبرحي مكانكِ، سأذهبُ الآن لأملأَ قلمي بالورد، وأنفض عن أوراقي ماعلِقَ بها من حكايا تشبهنـا..وسأزرع بحديقة الذاكرةِ بوحَ الخزامى، وحين تقتربُ الشمسُ بحقائبها من مينـاء الغروب، سأعود إليـكِ، لأكتبَ لكِ خطاباً آخــرَ ..فانتظريني...
...........

هل أخذت معكِ يا أسما شكل ليالٍ كم تناجينا فيه معًا, هل أخذت مخملية مشاعرنا ورقائق دموعنا التي افترشناها ليلة بعد ليلة؟؟

أفتقدكِ, فأين عهدنا ؟؟

حبي لكِ وشوقي يعتبان