سلوة على لذع القلب ولاذعه
عقبها منقبضاً يذوي
وخدوده يلطمها
عمّرت بلوعة الحنين أذكيها بنحيبي
فزلت عن الوصل
واعزي بنشيدي
يكاد نميل يديها ينبض في الجسم قلباً
وتقول بسحر لمسها
القمر يقدّسها
ما ابعد الودّ للذي باع الحبّ خلسةً
كالّذي يقشّر الروح عن جسمها
وانّ لشفائي من ماء عينيها المسك
يجيش في بدني سحراً من مقتدر
وما ذلك عني غلظة فخلوا سبيلي
فما حياة المرء في الدنيا إلا بوراٍ
2-
ليس من الشّر أن تأتيك شتيمة جاهلٍ
فلا أنا حرجٌ عليه فالذي فعل الجهل
ولا تجزعي يا نفس من الموت
لحقك أن تجزعي من دار الشّقاء
أغشوني كمصباح أنوارٍ مغشوُ بالدّماء
وجففوا عيني على صخرةٍ صمّاءٍ
اوليس الغروب جنازةَ النّهار
اوليس الشّروق قيامةَ الأنوار
3- ليتني نهرا يضرب أذان الحصى بصخبٍ
يضرب الأرض مهرولاً بلا ضجرٍ
في همس الصباح يولد الأطفال أوتاراً
ترمي أنغاماّ
يفجّر الظّلام أنواراً
وتقبع في رياض الضّوء
ساحرة الخيال
تغزو الكون برنات الجمال
وتسحر الهلال
4-
لماذا أتيت سأسافر إلى السكون
سأكون غرفة الفراغ وابحث عنها
كائنة في روحي خطاً كعين الأفق
ترسم قلبي غريقاً في لهيب عينيها
فلا عيشي عيش أحياءٍ
ولا موتي موت أمواتٍ
ولا دمي دماء
ولا تنفسي من الهواء
5-
هل من طريق إلى أيام الصبا
أرجو منه شفاعةً
وقيثارة المطر
لا تسألنّ الزمان على لياليه
اسأل نفسّك عن عاديها
واليوم تكشف الأيام سواد جلودها
وتحاسب كل نفسٍ على لحودها
في أعلى التّل يرقد القلب ويبتل
يصرخ غزلاً
فتصيبه زلةُ فينشل
ليس يرضى الجمال جرح الزّمان
فكم يعيث فيه فساداً ويختال
وبدا لي الزّمان كائناً لا يموت
وقوده لا ينفذ
وبطشه لا يتعطل
ويدفق الدّم في أحشائي ناراً
تكوي قلبي
وتكسبه نوراً وأنواراً
كم المرء يموت في الحياة ولا يدري
يموت جنيناً
ووليداً ورضيعاً وطفلاً
وشاباً ورجلاً وعجوزًا وهرماً
سل أيها الوجه الصبوح كم احبك
حبا ما زال يسقى من ماء الرب
يا ويلي إلى أين الدّهر دائر
حاكني تراباً وجعل لحياتي ستائراً
فلا تسأليني عن يوم مضى واندفن
سليني عن حظِّ هذا الجنين أين يرتجى
دعها بيضاءً
لا تقبلها بالقلم
اليوم تموت الكلمات
ويكتب أجلاً