(5)
الرمل برعم التكوين لكل بناء ينصبه الظل ..لكل كتلة ترواغ تحديدات الشكل .....وأساس الترتيب لعشوائية إنزياح الطلٌ
وهو المرتفع العالي ....لا يباع ولا يشترى إلا بالدم الغالي .....
والمنخفض النفيس , بساطه متموسق الرنين يستجيب لإيقاعات الدجى والضوء ....يتجاوب مع خرير الغدير اذا لابس اللحن سرابه البالي ..... يمتص زعفران الشمس ويمرخ الكون بدهنها الذهبي .......يلصق بالشجر لحاء أخضر ...ويلون صلابة الحجر بعقيق أحمر ...يزخرف أخاديد القمر بخرز أصفر ....
هو الزارع والمزروع في ثنايا الريح والمروحة البرونزية المتحركة في وريد الماء .....والعصية على الإنصباب في لحظات ذوبان الثلج ...الرمل سطوة الذاكرة المهيمنة التي تفرض مساحتها على ذهن الكائنات ...وسلطة الذكريات عن الأيام المتفانية .....الرمل مفتاح السر وقفل الجهر ...
النظر الى لمعان ذراته لذة العين الكبرى ...رصد للدقائق والثواني وهي تتسلق ذرى النهار وسفوح الليل ...الرمل مراقبة النوى وإحداث ردود أفعال اقوى من الفعل ذاته ..تأقلم , تألق , تأنق تام بينه وبين مكوناته ............معجون, مغزول بأوجاعنا حد الفرحة ....يضفر من لهيب الدموع شموعا لليالي ...تتناثر فوق تويجات الزهر كحبات اللؤلؤ حيث ينحدر شعاع الصبح وتشرئب الندى من زاوية اليقظة على نبضات الرمل ... إنه الرمل المعبق بالمسك ما نحن سوى أنوف تستنشق رائحة الرمل ...سيدي الرمل تفضل و سر على سجاد أرواحنا بأقدام تنقش شقائق النعمان على سطح يم أحدثته تدرجات الودق على مدى زمنين....