أيها القاضي ...سعادة المستشارين ...أخواني الحضور ...اليكم قضيتي ....
بل هي قضية الإنسانية جمعاء ...الأسمر والأحمر،الطويل والقصير ،العربي والعجمي...
قضية الملايين وربما ملايين الملايين ...
ان المتهم الماثل أمامكم باسمه الأول "الفقر"...قد ضرب الإنسانية منذ زمن بعيد...
منذ الفراعنة وقبل ذلك سكان الكهوف ..ضرب فلم يرحم الكبير وحرق أمل الصغير ...
ضرب جميع البيوت ..بيوت أفريقيا وبيوت آسيا وبيوت أوروبا ..وربما بيتك سيدي القاضي ...
سيدي القاضي حلمت الإنسانية بالمساواة فحرقها الفقر...حلمت الإنسانية بالعدل فقتلته...
لقد أثار الفقر لدينا الأنانية القصوى والكره الأعمى..
اليك سيدي القاضي ملف ضحايا المجرم :(مرفق في الاسفل )
سيدي القاضي لا املك لنفسي إلا ما قُدر لي ...فلو شاء القدر لكنت بين تلك الصور..
لا أدري أأحمد ربي على قدري... أم لعلي لم أقابل بعد قدري ....
سيدي القاضي أن المجرم أثار بيننا أمور لم نعهدها من قبل ...كالغنى المفرط ،الذي أغلق
أبواب رحمة القلوب وفتح أبواب جهل العقول ...شبعنا من قول "الفقر مش عيب " ...وأقنعنا أنفسنا بتلك العبارات ...
سيدي القاضي ...أترك القرون لتتحدث ..لتتحدث بمرارة الشعوب...وفاجعة القلوب ....
أتعلم أيها القاضي ..ما الفرق بين إنسانية اليوم وإنسانية الماضي..؟؟
في الماضي لم يُرى فوق جبينه إلا حقاً وإسرار..
واليوم ما جبينه يتجمل إلا بالعار...
لك القرار أيها القاضي