أحدث المشاركات
صفحة 4 من 4 الأولىالأولى 1234
النتائج 31 إلى 33 من 33

الموضوع: عــودة القلب الضال

  1. #31
    الصورة الرمزية إسماعيل القبلاني شاعر
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : تراجيديا الأمة
    المشاركات : 1,211
    المواضيع : 168
    الردود : 1211
    المعدل اليومي : 0.23

    افتراضي

    مُنذُ أمدٍ بعيد مَا تنفسّتُ يا صغيرتي، كنتُ أعتقدُ بعطبِ رئتي و نهاية صلاحية أنفاسي



    توقفت هنا , لأجد الحرف هشام , عنصر من عناصر اللقطة في النص

    فتقبل توقفي

    https://www.facebook.com/ismaiula

  2. #32
    في ذمة الله
    تاريخ التسجيل : Jan 2008
    المشاركات : 2,240
    المواضيع : 61
    الردود : 2240
    المعدل اليومي : 0.38

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هشام عزاس مشاهدة المشاركة

    عودة القلب الضال



    قد أبدُو على غير العادة و أنا أستعينُ بكلّ القسوة التي ما عَرفتُها يوما ً بذاتي لأتخلّصَ من ثمرة حسٍ أودَعتها رقتكِ و أنوثتكِ في قلبٍ حَكَمَتْ عليهِ الأقدار منذُ زمن بعيد في ألاّ يجترَ غيرَ الذكريات ، و في أن يعيشَ مُرغمًا على وقعها كحالةٍ غيرَ قابلة للاندثار ، في قلبٍ يَشتهي أن يُطعِمَ الأحزانَ في كلّ مرةٍ قطعةً من مُضغتهِ المتآكلة كي تَرضى بهِ شريكا وحيدًا دونَ جميع البشر ، و لكي تمنحهُ عذوبةَ الألم و شهوةَ المستحيل .



    أي محاولةٍ لخيانةِ هذا العهدِ تعتبرُ انتحارا لِرؤى تَوارثتها الأيام و شَكّلَتْ من ديمومتها جدارَ صدٍ متين، و أيّ إيقاع مختلف يا حبيبتي قَد يخدَعُ الروح من حيثُ لا تحتسب فَترقصُ عاريةً غيرَ آبهة بعيون تَرصدُ حَركاتها و دورانها في مسرح الظلّ خارجَ حدودِ الضمير .



    هُنالكَ عوالم جميلة جدًا لا تُنكرها طبيعتنا البشرية ، و لا يمكنُ للذاتِ مُقارعتُها أو التغلّبَ عليها ، إذ تنسَاقُ في طواعية عجيبة لنِداءاتها الممزوجة َبسحرٍ غريب ، فتقفُ تحتَ شلالٍ منهمرٍ تَغسلُ مَلامحها من أدران غيابِ التوحد المنشود .



    في لحظةٍ فاصلة أودَعتُني فيكِ و تَركتُني أغرقُ دونَ أن أستنجدَ بأنامل أيادٍ ناعمة امتدتْ نحوي فجأةً في محاولةٍ يائسة من أن تمنعَني من لذّة الغرقِ فيكِ، و التوحدِ معكِ و بكِ على هامشِ صفحة الألمِ و الحرمان.



    مُنذُ أمدٍ بعيد مَا تنفسّتُ يا صغيرتي، كنتُ أعتقدُ بعطبِ رئتي و نهاية صلاحية أنفاسي ، و لكن بمجردِ مراقصتكِ أحسَستُ بنقاطِ دمكِ تجري في أوعيتي فَعشِقتُها دونَ مشقةٍ في أن أبحثَ لها عن تبريرٍ يمنَحُني الراحةَ و الأمان ، و بدُونِ أن أُثقلَ بجنوني على رقةِ مشاعركِ المورقةِ بالعطاء .



    أنتِ التي فَتحت طريقا إلى قلبي و استَوطنت فيهِ دونَ أن يَفتحَ الحسُ فاه أو يندّدَ بهذا الاجتياح لأراضيه ، مع أنّ كل الأعراف تسمحُ له بأن يُدافعَ و يَستميت من أجلِ حريتهِ و سلطانه ، و لكنّهُ لم يفعَل و لن يفعَل لأنكِ ما كُنتِ يوما غريبةً أو دخيلة ممقوتة ، بل أنتِ ماكثة مقيمة يا حبيبتي حتى قبلَ الظهور .



    و كيفَ لهُ أن يخسَر سُلطانه و أنتِ يا غازيةُ غاية سُلطانه، و لَكنّه كَحُمقِ كلّ الغزاة ما جالَ في خاطرهِ يومًا بأن تَحتل رؤاكِ أركانهُ أو تستبدَّ في لحظةٍ بكيانه، بل كانَ مُستمرًا في غزو القُرى و المدنِ باحثًا عنكِ ، عن طيفٍ يشبههُ و يحاورهُ كمَا لو كانَ امتدادًا له ، بكلّ تفاصيل آلامهِ و أحلامه ، بكلّ نزعاتِ نزق جنونهِ شوقه و هذيانه .




    أَتعتَقدينَ بعدَ ذلكَ أن يُغادرَ منكِ شِغافَ الروح أو يَستَسلِم لغيابكِ عن مساحات الوجود، أو يتعَطّرَّ بغيرِ مسكِ ملامحكِ التي رسخت عناقيدَ رؤى يقطفُ منها بسمات مسروقة في دجى لياليه ؟



    نَعم سَيرضخُ للغياب حُبًا فيكِ و رغبةً في وصلكِ آيةَ نقاء، سيعودُ قلبهُ الضال من الضلال و سيغتسلُ بدمعهِ ليروي زرعًا أودعهُ فيكِ ذاتَ مساء، سيحملُ ثِقلَ أمانيهِ بين كفيهِ و يمضي ممزوجًا بطيفكِ الذي ينعكسُ صورةً على ظِلال نظاراتهِ المتماثلةِ للشفاء.



    سيظلُ في زوبعة شعركِ لحنَ أمل يصففُ خصلاتِ الجنون بأناملٍ تجيدُ العتاب، و بتوارد الخواطر في الذهاب و الإياب، سيمنحكِ طاقة استمرار في الهروب و الابتعادِ عنه، فارحلي منه إليهِ فهو يعلمُ يقينًا أنّكِ آتية من رؤى المستحيل.


    11/01/2010
    الأخ الجميل الأستاذ هشام عزاس

    قرأت هذا النص من قبل ..وكنت أحاول صياغة تعقيب ينافس جمال الأنسياب وعمق المعنى

    فوجدت أن سلسبيل كلماتك ..قد أنساني ما كنت أعتزم فعله..ربما لأن مصافحة الجمال

    تترك قرصة للتأمل أكبر من فرصة محاولة الإمساك بلحظة عابرة ..

    سلمت..وسلم مدادك ..

    محبتي
    الفكـرة ُ..العالـية ُ..
    لا تحتاجُ.. لصوتٍٍ..عـال ٍ..

  3. #33
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,125
    المواضيع : 317
    الردود : 21125
    المعدل اليومي : 4.94

    افتراضي

    لا تصنع من آلام الذكرى تمثالا تقدم له الطقوس كل لحظة ليظل قلبك مجروحا
    ولا تجعل غيوم الأمس تغطي شمس اليوم..
    حروفك مطرزة بالروعة والبلاغة ـ أبحرت بينها وغصت بأمواجها فتهت
    حين يتلون الحرف بحزن القلوب وعطش الروح يرسم لوحات تبهرنا بعمقها وحسن تصويرها.
    شكرا لهذا الجمال كله.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

صفحة 4 من 4 الأولىالأولى 1234

المواضيع المتشابهه

  1. عَــوْدَةُ الـشِّـعْــر
    بواسطة بشير عبد الماجد بشير في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 31
    آخر مشاركة: 08-02-2021, 12:45 AM
  2. جنوح الفكر الضال
    بواسطة السعيد شويل في المنتدى بَرْقُ الخَاطِرِ وَبَوحُ الذَّاتِ
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 28-07-2016, 08:24 PM
  3. رحـيـلٌ بـلا عــودة
    بواسطة أحمد فؤاد هاشم في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 02-03-2012, 02:48 PM
  4. لذوي الفكر الضال
    بواسطة عبدالملك الخديدي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 01-09-2009, 11:51 PM
  5. إليكِ يا بنت الشات... رسالة من القلب إلى القلب
    بواسطة زاهية في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 07-11-2005, 06:24 AM