امرأة من ضوء
في ذات ليل شرير جلست أناطح الذكرى .. أفرغ كل ما بجوفي من حزن وألم .. تهت ..
حقا إنك يا ليل لمتاهة كبيرة
ما إن ينفرد الشخص .. تطفأ الأنوار حتى تعلن العتمة وحشة كبيرة .. موغلة بأشواك من ذكرى
تفرز .. تغربل .. وأخيرا هاهي غربان الأسى تنهمر .. هاهي خفافيش الليل تهل ..
يا الحياة .. يا الحزن .. يا دفة الماضي ..
يا حلم فواح بعد حزن وجراح ..
يا ورقة جافة تساقطت من أعلى شجرة من بين أوراق خضراء
يا جنون صاخب بعد لامبالاة
يا حب اكتسح القلب سنين .. تحول الآن جفاء
يا بكاء خالص أضحى ضحكة ساخرة جوفاء
يا مبادئ العمر .. داستك الجماهير .. حولتك أشلاء
يا ذكرى رنانة تجرعني كل ليلة قسوة وأحزانا
أخيرا انقضى الليل .. هلت أشعة النهار مترامية تقتل آخر مسام الظلمة
وجدتها الخيوط متكورة بالزاوية مازالت آثار صفعات العتمة على ملامحها
ما إن لمحت البصيص حتى هبت واقفة .. فتحت النوافذ والشبابيك .. استنشقت الضوء بشره عجيب
ودعت الحزن المباح
مدت ذراعيها للنور .. تقمصته .. للأعماق
وخرجت للنهار بشوق
فكانت تلك امرأة من نور
تخاف الظلمة
تعشق الضوء
؛