عوالم " ربما" الغامضة
الخروج "من" انطلاق نحو عوالم جديدة, والخروج " على" تمرد على ماكان , ورغبة حقيقية في اكتشاف هذه العوالم... محاولة تجريب اللغة في سرد ما هو مكتشف, ببياضه وسوادة.. بنقاء وجهه وألوان قِناعه,والخلاصة هو القبض الكللي على انسجامه وتناقضاته.
كذلك هو الحال مع الوصول "إلى" بالتنقل الاختياري في أرجائه مع حرية العودة بأمر الإرداة, والوصول " في" والثبات إلى ما تشاء الذائقة حتى اقاصي السيادة بتبادلية بين الواصل والموصول إليه.
هي تناغمية بين كائنين, تعبئة فراغات كل منهما بفائض الآخر, وفي انعدام هذه الحاجة, لا بأس بالتنافس الأخلاقي في خلق فضاءات جديدة للذات مع فتح كل أبوابها ونوافذها للآخر مجاور القلب والروح.
هل نصل لهذا ذات يوم ! ربما.. ربما, ويا ربما كوني برداً وسلاماً علينا وإلا لعنتك اللغة وتبرأت منك الأبجدية.
"الأنا" لايمكن نفيها من الذات والغاءها من الذهنية, هي هاجس معلن عند الأناني وهاجس فطري عند من يقف في الجهة الآخرى المقابلة, هل هي مرض في الكائن؟ ربما .. ربما.
أحياناً تكون كذلك وبتضخم أيضاً وذلك حين أرفض أن أذهب معك للجنة بحجة أن الأداة الموصلة هي فكرك واجتهادك العقلاني وفي المقابل أقبل أن أوصلك معي للجحيم لمجرد أن أكون صاحب الأمر والنهى.. هل هي مرض ذهني وربما فيزيائي!
يا ربما هل بامكانك التنحي والابتعاد عن قلب وهامش هذا السؤال؟
ربما استطيع ربما , هكذا قالت ربما!
هذة الدائرة لن تكتمل أبداً مهما تمددت وامتدت أطرافها انحناءً وتحدباً, هي في واقع الأمر شبه دائرة, لا أنكر أن ثمة رغبة حقيقية مني ومنكِ في إكمال غلقها ولَحمَ طرفي(منها) وطرفكِ(منها) بغراء الروح وصمغ القلب, خُلقنا لنحاول وأولمنا للمثابرة حتى أقاصي الاكتمال, هل يعني عدم اكتمال الدائرة أنّا فشلنا!وهل الحب في جوهره كائن مكتمل! قد يكون في الذهن والمتخيل قد يكون..
كأن عدم اكتماله في الواقع هو المبرر الشرعي لإستمراره, لذلك , قد نعود, بين أصابع روحكِ طرف وبين أصابع روحي طرف, والروح التبادلية تفتح صندوق الغراء كذلك القلب التبادلي يفتح صندوق صمغه.
هل اكتمال الدائرة هو موت حقيقي لهذا الحب , وهل غلق أطرافها هو قبرها المشيّد بإرادتنا!ّ وهل الوفاء لها بالغلق أم باستمرار انفتاحها وانزياح أطرافها عن غراء الروح وصمغ القلب!
آن لربما أن تخرج من قبوها المعتم وتعبئ منصتها وتطلق علينا رصاصها الغامض, نحن الهدف وأجسادنا غمد رصاصها , هل نحن كذلك!
ربما .. ربما.
بين سيرورة الحضور وصيرورة الغياب نتدحرج كحجارة نثرها الزلزال عن ذروة الجبل.
مقياس " ريختر"وحده يقرر أن كان لها مستقر في السفح أو لا, لكن مقياسنا يمتلك القرار في استقرار هذه الحجارة بين أقدام الجبل المنغرزة في الأرض, أدرك أن حجارة الحب لا يضيرها أن كانت في الذروة أو في السفح أو على الأرض, خاصة وأن الأرض هي مستقر لكل شيء, عدا أن حرية الحركة عليها تمنح الكائن انسجاماً داخلياً يجعله أكثر علواً من هذا الجبل.
القناعة بما أنتَ عليه وفيه انسجام مع الذات والجوار, وأن كان هذا المربع أقل من طموحك الإنساتي الذي لا يتعدى على خصوصية أحد, وهذه القناعة لن تفرض عليك نعاس أهل الكهف الموغل بإبادة ما كان وسيادة ما هو كائن, هي محايدة في نظرتها لثباتك وتحولك.. لجمودك وسيولتك, لن تقف ما بين مدّ بصرك وشغب بصيرتك, بين رؤيا مشهدك الجميل وبين رؤية ذهنك ليكون أجمل, بين غلق هذه الدائرة وبين تمام وثبات انفتاحها .
هل أنتَ بكامل حواسكَ الست, وهل أنتِ كاملة الوقوف أمام جهاتكِ الست؟
حاسة لكل جهة وجهة لكل يوم في الأسبوع, واليوم السابع ل "ربما"حيث لا نكون.
13-12-2009