أنا الفتى العربي
أنا السعودي : إذن فأنا الذئب لا آكل من صيدي إلا الكبد ، ولا أركن إلى الجِيَف .
أنا أمرع بطبيعة أرض وهواء ، وتراب ونقاء ، ولورد النقا سحر ما أشدّه سحر ، سل إذا شئت من تغزل بورد النقا ،،، من دخل الحمى غشيته السكينة وتحرّم عليه الظلم من أي باب يحاول أن يتجوّزه ،،، أدبني الجمل فأورثني الجَلَد والعزة والإباء ،،، ثم أفرغ الحصان شموخه وأنفته حتى لكاد أنا وكدت هو ، بل كنته وإنك لتراني نزّاعاً للسبق مترفعاً عن الهوينا ، تراه يمشي الخُيَلاء هنا ويتبختر تارة هناك ،،، أما المتبرقعات المتنقبات وما مِزْن به من تمام القَدّ ، وَيْكأنهن الظباء !! يال الظباء !! :
(ألآ أحْكم الخدّ حُمْر الورود**** وهيّمْن عقلي بحسن القدود )
لا أنصح بمغالبتهن الهوى ، لأنهن لا يصرعن ذا اللبّ فحسب ، بل أشد وأنكى .
ـــــــــــــــــــــــــ ــــ
أنا المصري : إذن فأنا رجل ثم رجل ، أُقبِل بلا تراجع ، أصبر بلا وجع ، لا أحجم بل أقدم وبلا خَنَس ، ويحك من ذا الذي عبّ من النيل ثم أخنس !!! بل من ذا الذي أطاف بصعيدها ثم ذلّ ،،، خئولة أصلها ثابت بمصر وفرعها زاحم الفضاء رفعة حتى تهاربت منه السحب ،،، أما من كَعَبْن ونَهَدْن لكأنهن الحُسن جُمِع من أطرافه !! يال الحُسن :
( لعَمْري يقُدْن المنايا بطرف وقَدّ حوى كاعبات النهود ) ( هي المِصْر كم بادرتني حنينا ولاحت كما في سماها رعود)
لا تنتظر صدع الكبد ، لأنهن سَيُخْوين منك الفؤاد .
ـــــــــــــــــــــــــ ـــ
أنا الأردني : إذن فالكرم الجلل أنفقته ، والكسير أجبرته ، والمتنافر جمعته ، والخائف أمنته ، عمان وما أدراك ما عمان ، شمخت فوق جبال حتى جازت الجوزاء ، وعبقت أزهارها وفاح أريجها ،،، أما ذوات العيون ، أما الداعجات ، فوربك إنه السحر !! يال السحر :
(وكم أدعج سدد السهم قتلا **** وهل لي بعمر لعلي أعود )
دعك من مَيْسهن ومَيْدِهن ، وإلا سجى منك الطرف .
ـــــــــــــــــــــــــ ـــ
أنا السوري : إذن فأنا من جالسني كاد ينعم بسلسال بَرُوْد عذب نمير ، هل رأيت القمر الزاهر بين السحب ؟ هل سمعت ترجيع الورقاء1 وراء الحُجُب ؟ هل طنّ لحنها بأذنك ؟ ،،، إن كنت كذلك فأعلمني ، وإن كنت تقرأ الجمال فقرطسه ، وإن كنت قد تاه عقلك فيا حسرتي عليك .
( وكم ضامر خاطم للرجال **** عَرُوْب لها جِيْد رئم صَدُود )
لا أظن التجارات تجدي نفعا ، فالتمس ضالتك لعلك تجد ريحها .
ـــــــــــــــــــــــــ ـــ
أنا العراقي : إذن فأنا الفخر العربي ، فخر البيان واللسان ، فطوبى للعراق ولليمن ، طوبى لذوي العفة والحسب اللباب والشرف القُدْمُوس .
( دعتني لعفّ ووصل قريب **** كعذراء عفت بعلم الشهود )
ـــــــــــــــــــــــــ ـــ
أنا المغربي ، أنا الخليجي ، أنا الفلسطيني : أنا ما من جحر إلا وشهد أني حملته فقذفته ، ما من حبة تراب إلا وقالت أسقيتني دمك وإنه لكالماء لِذِي الغُلّة الصادي ، ألتحف سمائها وأتّسِد حجرها ، وأبوء بمبائتها وأشفى بشفائها .
وحقيقتي : أنا ،،،،،، أنا الشِعَاب في جوفه قد هدرت وسيوله قد اعتلجت حتى فاضت فيض البُعاق2 ،،،،،،،، فسبحان من أفرغ عليّ صبراً
فما أسرع السقم حين الفراق **** ويا سوء أسري خلال القيود
حسين الطلاع
14/مايو/2007
المملكة العربية السعودية - الجبيل
1 صوت الحمامة ، والورقاء من أسماء الحمامة
2 البعاق هو السيل العارم .