أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: "طقوس المرة الأولى "

  1. #1
    الصورة الرمزية باسم الخندقجي أديب
    تاريخ التسجيل : May 2009
    الدولة : Palestine
    العمر : 40
    المشاركات : 121
    المواضيع : 113
    الردود : 121
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي "طقوس المرة الأولى "

    هذه هي إحدى قصائــد ديوان الأسير الصحفي باسم الخندقجي "طقوس المرة الأولى"




    طقـوس الـمرة الأولــى

    الناعمُ الساخنُ يأخذُ

    التعّرج القادم.. نحوكِ

    ولكن... ما قبلكِ

    انثري المستتر داخلك

    على جسدي..

    فالقمُر لم يعدْ لنا

    والأفقُ لم يعدْ ينتظرْ...

    والتدفقُ القويُ للباهت

    بحاجةٍ إلى حضنكِ الدافيء

    لعدد النجوم الشرقية

    لكي تَلدي التكامل....

    حلّقي أَسفل الجبل حيث

    جَدّتنا ترسمُ سلسلة حجرية

    لعاشقها..

    حلّقي في أَجواء الحلمْ

    وحدَّقي أكثر في سهولة

    التداخل النقي لسرّنا البريء الغموض....

    سترين يا حبيبتي الأن

    جدّتنا وهي تمنحنا

    جزءاً من الكرمةِ

    بعد رحيل الكرام...

    وستتفاجئين بالسخونة اللذيذة

    التي انتابتْ حبّات العنب

    أَثناء صعودها إلى سمائكْ...

    وستقرأين لي ما تَلتَْه الجدة

    عليكِ وحدك...

    لأنني لم أُدركْ جيداً أنَّ البرد

    بدأَ ينتاب الكلمة التي أَوْدَعتُها

    بهمسةٍ في أذنِكْ المرتفعة....

    أيرتجف جناحكْ الكنعاني؟

    تعالي نمارس العودة الجزئية

    إليكِ...

    فالجدة تحولت

    إلى الدربِ المضيئة التي قَبّلَتها

    فراشات يسوع العاشق

    النائم على فراش مزمورِكْ

    الذي جاور أسطورتْين..

    عودي إلى رُشدِ الزيتونة السرمدية

    التي خبّأَتني في جوفها

    خوفاً عليَّ من المُثيرِ الغنائي القديم

    المصحوب بعواصفِ خصركْ الذي

    لا يرحمْ المندهش من ذاتِهْ..

    أيزدادُ البردُ يا حبيبتي ارتجافاً؟.

    ليْتَ الدفء كان معجزتي...

    ليْتَ الزيتونة تذرف الساخن

    الذي وعدّتُكِ به قبل انتقالي

    إلى خصرَكْ المجنون..

    أَيكفيكِ هذا المُتَوجسُ فيكِ؟

    آه أيتُها الرحيل الاتي من

    عدمِ النبيذ المفُرط في خجله مني..

    كيف لا أحُررُ الكلمة

    من حريتها الزائفة عندما

    تكونين أنتِ ورق الورد

    «للكلمات دون الدمع...

    « - العادي » غريمك..

    و « الطبيعي » هو كلّ ماتُحبين؟!

    أَليست

    الفطرة

    ألَدَّ

    أعداء

    الانسانية؟

    عودي الآن على جسدي

    على جسدي...

    عودي من حلمي

    فالانهيارُ باتَ وشيكاً

    مع اقتراب الجليد من الكلمةِ

    التي تصرخ معدناَ صلباً

    أَلَمّ بها بعد رحيلِكْ..

    عودي....

    ودَعي «القادم » باقة قُبلْ

    هي لكِ في المساحة الممتدة

    من جرحِ الياسمين

    إلى جرحٍِ الياسمين

    هي لكِ...

    حيثُ الجدة...أُمّنا القديمة

    ما زالت تتلو أغنية

    الغبار القرمزيْ الذي

    يحجب النو ر عني..

    فَلْنكن مُتَجاوريْن إذن

    في سفْر الهارب من وجعِ

    الجدلية المترامية على أطرافِ

    المتحديْن..

    لنكن ما تشائين...

    الآن.. ما قَبلكْ

    رافقيني إلى ما وراء الجدار

    الذي يفصلُ بين طفولتي وبينك...

    هناك الكثير من الصوابِ

    المهجور..

    وهناك أيضاً على ثدييْكِ

    الأمطار النائمة التي تنتظر

    الوثبة الحقيقة للاغتسال بها

    والإرتواء منها...

    قبل صاعقة الانتفاض.

    سيْنتفضُ عليَّ برفقتكِ

    إلى ما بعدك...

    حيثُ سأشاهدُ نوراً أبيض

    يحرثُ الأرضَ والسماء بأنفاسه

    بحثاً عن التراتيلِ الأسطورية..

    تُحيطه هالة نور جريئة

    تبحثُ عني أسيراً داخل النور...

    بعد أن يتلو عليَّ الخوف

    المُبتذَل:

    «عُدْ إلى المستنقعِ الأحاديْ »

    عُد إلى الانفصالِ...

    مُحرُمٌ عليك جنْي ثمار الحق

    الليليْ الوجود....

    فأنتَ ارتكبت الخطأ العفوي

    وسلكت طريق الثنائي الأحمق

    الجنون «العدم »

    عُدْ...... »

    أَيُْ نورٍ يأخذ عيني

    لمعان الذهب على قرونِه...

    أَيُّ تمرد سيُلمُّ بي الآن

    بعد تنشُقي الجزء الأكبر

    من غبارِ الخطيئة...

    «لنْ أَحرمْ ذاتي الياسمينة

    من الركوبِ عليْكِ بعد

    اتحاد الهواء في نفسٍ واحد..

    ولن أَحرمها أيضاً من السقوطِ

    المُتجَدد...

    في أَعماق نهرِ أُنثايْ.. »

    أَسقطُ مَرّة..

    لامتصاص حبّة عنب

    أَسقطُ أُخرى

    لانتشال حبيبتي الوردية..

    كيفَ

    يا أنثايَ

    تغفلين

    عن الطقوسِ الُمْرهِقة للثور الأبيض؟

    أُنظري إليه..

    لا رجفةٌ ولا انتفاضة

    الصنمُ البغيضُ الأََبيض

    اللانائم نومَ الطير

    تحوَّلَ إلى صخرةٍ بحريةٍ...

    هّدئي من روعةِ موْجكِ قليلاً

    كي يأخذ العابرون نصيبهم

    من عبادتهْ قبلَ التكسّر..

    الآن... ما بعدكْ

    هالةُ النور تُحيط بي

    باغراءٍ مُعقدٍ جميل..

    أَيادي عديدة شفيفة

    تنبثقُ من جدرانِها

    لأَخذي إلى الاحتضانِ

    -مع من؟-

    أَيكونُ الشكّ القديم

    عادَ إلى مزاولةِ مهنةِ

    التقُيؤ على بابِ الخرافة؟

    هو الناكر للجميل

    تجاهل اللهفة التي لا تقوى

    على مفارقةِ ذكاوة النار

    المتألّقة على جانبيْ الطريق....

    العليلُ ابن العليل

    عادَ مُجدداً للتنصّت على

    الدندنة الصافية المنبعثة

    من الركن الخفي لفجوتنا السوداء

    أَيّ يَد أقَبّلُ الأن

    لتكون تذكرة العبور

    إلى الذعرِ المباشرِ..

    أيّ يدٍ ستُعفيني من الجلوس على عتبةِ شكّي الجليل؟

    أَيتُها الجمالُ التشنجّي الخارق

    يدُكِ في يدي

    والقمر تحت رجليْك

    إنزعي الان الشمس عنكِ

    إستعداداً للرقصِ

    على أنغامِ جسديْنا

    لكي تَلِديني

    لِديني!!

    لِديني..__





    الأسير الصحفي باسم الخندقجي

    سجن جلبوع المركزي

    من ديوان طقوس المرة الأولى
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #2
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.72

    افتراضي

    لله در هذا الحرف المعطر بعبير دوحة غناء من جماليات الروح
    لله درك أيها الأب الكريم وانت تتابع بحنو لا يضاهى صفحات ولدك البار لوطنه وذويه

    لله در أمتي ما أشد ما تعاني وما أروع ما تثبت وتواصل

    للأسير الحرية ولكل أسرانا وللوطن الحبيب

    دمتم جميعا بألق
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  3. #3
    الصورة الرمزية بتول الدليمي قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Feb 2010
    الدولة : العراق
    المشاركات : 1,103
    المواضيع : 140
    الردود : 1103
    المعدل اليومي : 0.21

    افتراضي

    كلماتك تتالق كلمة بعد كلمة وحرف بعد حرف
    ويتصاعد اللهاث ويعدو العمق عدوا
    غصة الاسر ورمق الفراق تلوح بعيداً بظفائرها العاتمه
    لتنهك أنفاس الوصال عنوة
    وآهات مكتومه و حروف خنقتها عبرات الجراح

    اخي الفاضل باسم الخندقجي
    هطلت علينا كلماتكم كصيب غسل صحراء احزاننا وبلسم هدأ من صراخ جراحنا
    لك مني الف سلام
    محمل على جناح طير اليمام

  4. #4
    في ذمة الله
    تاريخ التسجيل : Jan 2008
    المشاركات : 2,240
    المواضيع : 61
    الردود : 2240
    المعدل اليومي : 0.38

    افتراضي

    الأستاذ باسم الخندقجي

    رائع ...وأكثر ..

    فرج الله كربتك ..وفك قيد أسرك..

    محبتي..واحترامي
    الفكـرة ُ..العالـية ُ..
    لا تحتاجُ.. لصوتٍٍ..عـال ٍ..

المواضيع المتشابهه

  1. الحقيقة المرة
    بواسطة زيد خالد علي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 10-04-2016, 12:28 AM
  2. الحقيقة المرّة
    بواسطة ربيحة علان في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 20-04-2010, 06:44 PM
  3. مجرد""""كلمة"""""ترفع فيك أو تحطمك........!
    بواسطة أحمد محمد الفوال في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 28-05-2009, 11:27 AM
  4. الفجائعية المرة في نص ( القادم لن يأتي ) الدارسان : حسين علي الهنداوي - حاتم قاسم
    بواسطة حسين الهنداوي في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 06-09-2006, 11:33 PM