الاخت الدكتورة / نجلاء طمان تحية طيبة وبعد .. بدون اطالة او استرسال فى الراى اهنئك على هذا المستوى المتميز ولكن انا لى بعد الملاحيظ البسيطة :
1: فارق بسيط هو الذى يفصل بين القصة القصيرة , القصيدة النثرية التامة .(كان يجب مراعاة ذلك اثناء كتابة هذه القصيدة والتى غطت عليها خبرتك الكبيرة فى كتابة القصة القصيرة .مما جعل هناك
خلل فى((تماهى الاجناس الادبية )) وهى قضية معقدة ..وقد اكد كلامى الكثير من الاراء السابقة
فمنهم من كان يقصد بشكل او باخر ان هذه العمل يقترب الى القصة , وهناك راى ايضا للاخت / مراة النفس . تؤكد انها مشهد مسرحى جيد .. من هنا اتمسك بحرية الراى فى انه على الرغم من جماليات العمل الا انه لا يحمل الاسلوب النثرى فى الكتابة بقدر ما يحمل ((فلسفة النثر))نفسها , واقصد هنا ان الكاتبة اخذت السرد الشكلى اساس للعمل وهذا مرفوض شعريا على الرغم من انك قمت بالتركيز على عنصر من عناصر ((الكتابات النثرية )) لم يلتفت اليه احد من قبل على مستوى الكتابات النثرية فى ملتقى الواحة(اسف هذا مجرد راى ) الا وهو (((الساعة المشهدية))
اى وصف الشاعر لنفسه داخل العمل الادبى من خلال الشارع بتفصيله المختلفة ((نادى ,, مناطق شعبية.. وصف حالة التجار والطلاب اثناء النشاط اليومى... الخ ) اى رصد التحولات الحياتية
بنظرة ثاقبة (هذا ما يسمى بالساعة المشهدية ) والتى قامت الشاعرة بتشخيصه من خلال رصدها
لموقف معين داخل مقهى .
2: استخدام الجمل العادية , بشكل غير عادى قد يخدم على العمل النثرى ....بمعنى (وجود بعض الجمل العادية اى التى تخلو تماما من الاحساس الشعرى ..قد تؤثر على معظم الاشكال الشعرية بالسلب . الا قصيدة النثر فهى تخدم على الجمل العادية فنراها كما لو كانت جملة غير عادية(شعريه)
مثل ((فى المقهى جلست امامى كوبا من الشاى اقلب فيه برتابة دون ان اشربه)) هذه مثلا جملة عادية , تقريرية ... لكن نظرا لان النثر يطرح فلسفة وتجريب اكثر مما يطرح رسالة فنحن نتعامل مع الجملة على انها جملة شعرية بالفعل ..اما على سبيل التجربة (اذا وضعنا هذه الجملة مثلا فى قصيدة عمودية او تفعيلية ..انا اعتقد انها ستكون احد العناصر السلبية فى العمل , وذلك يرجع الى ان القصيدة التفعيلية والعمودية تتضمن جمل ذات لغة تصويرية اى يغلب عليها (طابع البلاغة).
فى النهاية لا املك سوى ان اشكرك على هذا النص الجميل :
اخيك : شريف سيد صلاح