في نصف كل ليله .. عندما ينام الجميع .. أمضي وحدي .. أركض في الطرقات الخالية حافية ..
أترك شعري يطير خلفي ، و أمسك حرفك بيدي الذي علقته بسلسال على صدري ...
ترعد الدنيا و تمطر بحبات باردة لتطفئ نيران الأشواق في قلبي ، تعانقني حبات المطر و تقبلني
و تدفعني لأمضي إليك ... تناديني كل الطرقات و تتسابق بإغراءاتها لأن أسلكها ... و تناديني النجوم المختبئة خلف السحب بصوت بعيد أن أراقبها فهي من ستدلني إليك ، و تحادثني الأشجار المرتصه على حافة الطرقات
أن أجلس تحتها أنتظر قدومك ، و أتيه في نداءات الطبيعة لي ، و أتيه بأي وسيلة سأصل إليك ...
أسمع دقات فؤادي ، و خفقات وجداني ، فأزيد بسرعة ركضي قبل أن تنجلي العتمة
و تنظر إلي الشمس بعيونها الساخنة .. وقبل أن يسبقني الوقت في جريانه ، و العمر في مضيه ... أناديك بصوتي المبحوح ، فيضيع مع صوت المطر ، أناجيك بقلبي المذبوح فيقع و يتدحرج مع تدحرج المياه إلى حيث لا أدري ...
أتبعه لأعيده إلي ، لأرجعه إلى مكانه فأنت مستغل جزء كبير منه .. بل كله .. وبعد ركض طويل خلفه ، ألتقطه بكل حنان ، أعيده إلى داخلي ، أضمه بيدي ،أقبله قبلاتي الدافئة ، وأقف صامته متأملة حالي .. بأني أركض خلفك و أنت في داخلي ..
4 . 11 . 2007 م