أيُّهَا البَحْرُ ..أيُّهَا البَحْرُ ..
أعْشَقُكَ .. مَوْجُكَ مُوسِيقَى تُدَغْدغُ رُوحِي ، نَسيمُكَ .. أنْفَاسٌ تمْلأُ رئَتِي ، رائِحَتُكَ .. عِطْرٌ يُدَاعِبُ أشْوَاقِي إلَيْكَ ..
لَمْ أَعْشَقْكَ كُلَّ هَذَا الْعِشْقِ رُغْمَ بُعْدِكَ عَنّي ؟ أَلِأَنَّكَ مِثْلُهُ بعِيدُ المَنَالِ ؟!! موْجُكَ رَجِيعُ صَوْتِهِ حِينَ يَهْمِسُ ، وَنسِيمُكَ تَدَفُّقُ مَشَاعرِهِ ، ورَائِحَتُكَ أَنْفَاسُه ..
لِمَ حَنِينِي إلَيْكَ يُشْبِهُ حَنِينِي إِلَيْهِ ؟؟!!
دَعْنِي أَيُّهَا البَحْرُ أحْلُمُ بالغَرَقِ فِي مِيَاهِكَ ، أُلاَمسُ رِمَالَ قََعْرِكَ ، أبْحَثُ عَنْ ذَاتِي فِي زُرقتِكَ ، وَأُذيبُ حَنِينِي فيكَ ..
علَى رِمَالِكَ آثَارُعِشقِي خُطوَاتٌ طَبعْتُها ، مَا بَيْنَ لِقَاءٍ وَودَاعٍ ، مِنْ بَعْضِ مِلْحِكَ مِلْحُ دَمْعِي فِي لَحَظَاتِ الشَّقَاءِ ، نَوَارِسُكَ أَحْلاَمِي الّتِي أطْلقْتُهَا تُحَلّقُ فِي مَدَاكَ ..
أنْتَ .. مِرْآةُ القَمَرِ المَغْرُورِ بِجَمَالِهِ ، مَصَبُّ انْصهَارِ الشّمْسِ ، عُبَابُكَ دُرُوبُ السّفَرِ والرّحِيلِ ..
هُوَ .. مَنْ تُسَافِرُ عَبْرَكَ إلَيْهِ الرُّوحُ علَى سَارِيَةِ الهَوَى ، مُحَمَّلَةً بقِطَافِ زهرٍ مبْسمُهُ أنْجُمٌ تنْثُرُهَا فِي عتمَةِ سَمَائكَ ، عَلاَمَاتٌ يَهْتَدِي بِهَا نَبْضُ قَلْبِهِ ..
أنَا العَذْرَاءُ المُعَلّقَةُ فِي سَدِيمِ الكَوْنِ ، ترْقُبُ الثُّرَيَّا وَهجَ أَلْق ، تَسبَحُ فِي مدَارِ الفَلَكِ تتَعَقّبُ مدَّكَ وجَزْرَكَ ، تنْصبُ شبَاكَ النُّورِ علَى دَرْبِ الغِوَايَةِ تَسْتَبيحُ صيْدَكَ ، فِي قُصُورِ الحُلمِ أعْدَدْتُ لك عرْشًا ومُتَّكَأً ، وزَرَابيّ الحُبّ مدَدْتُهَا لقَدَميْكَ مَوْطئًا ..
تُرَاقِصُ طيْفَكَ علَى أنْغَامِ خَلخَالِ الصّبَا .. ( فَوْقَ مُزُونِ الوُجْدِ تُشْعِلُ الوَدقَا ..)
الاخت االفاضلة وفاء شوكت خضر
لست ادري..إن كنت قد مررت من قبل على هذا النص الرائق..
لحرفك نكهة بلون ..البحر..!
سلمت وسلم مدادك..اختاه
محبتي