مقتطفات من دفتر محاولات صبيانية٢

مقتطفات من دفتر محاولات صبيانية٢
سهام عينيها
سددتِ بعينيكِ صوبي ... فأسدلتِ الستار
على قصة حبي ... و قلتِ للصمتِ تكلم
نسيتِ معاناة صدري حين يحتدمُ شوقكِ فيه كالنار
و حين أسهر الليالي بمفردي... أتألـم
أليس لنهاية حبي نقطة أخيرة ...يؤخذ فيها القرار
ألستُ طالبا ... في مدرسة حبكِ أتعلـم
قلبي يشكو أوجاع الهوى كما الجسد يشكو سكرات الاحتضار
أليس حبكِ ... مصدر قريحتي .. منه ألهـم
............ أليس منبـع الأشعـار
ألستُ ذا إحساس... حتى لا أفهـــم
ما يجيش بصدري من مشاعر و ما تراودني من أفكـار
أم أنكِ مقصلة المشــاعر ... فيكِ تُعدم
فأنتِ ليل أسود ... لا يعقب وراءه نهـار
إنكِ العاصفة التي لا ترحــم
سددتِ بعينيكِ صوبي .. فداهمتني الأخطار
إنكِ شيطـان لا بد أن يُرجــم
أنتِ في حياتي أسوء الأقدار.. و أسوء من نار جهنـم
سددتِ بعينيكِ صوبي ... فأسدلتِ الستار
على قصة حبي ... و قلتِ للصمتِ تكلم
٢
ودادي
ودادي ... حطمتِ بحمقكِ فؤادي
و تركتني بين أمواج العشق أصارع عنادي
هجرتني ... لما قست علي الأيام الشدادِ
و نعيتني ... و لم ألبس بعد ثوب حدادي
رياض قلبي زرعتهِ شوكا و كان من قبلكِ جنة من الأزهارِ
شربتِ من أنهاره صدقا ... و رويتني غدرا و مرارا
مغرورة أنت ِ و غروركِ لا يعرف لغة الأخيارِ
مفتونة أنتِ بسجايا الظل و قد غابت عنكِ سجية الأنوارِ
فسبحانَ من خلقكِ جميلة فتتغنى بين الرمشين أنظاري
فقلبي صرعه الهوى و عقلي سحقته مأساة أفكاري
فغوصي بحبي أو ابتعدي ... فقد محوتكِ من أشعاري
٣
علمني حبك
علمني حبك أن أكتبَ الأشعار
و قصص العشق و مصارعة الأقدار
علمني كيف أغوص في بحر الكلمات
و أستخرج منه لئالئ العبارات
عيناكِ لوحدهما لغز محير
سهرت الليالي لأجلهما أعبّر
بالكلمات... بالهمسات... بالنغمات ...
قلبتِ كياني في لحظات ..
أعجزتِ بياني فما عادت تُطيعني الكلمات
معبودة الجماهير..
يا واحدةً من المشاهير
هموم تؤرقني كالسموم
سمائي ملبدة بالغيوم
لماذا حين أراكِ يشتعل كالجمر وجداني
لماذا حين أراكِ يعجز عن النطق لساني
لما الرعشة تهز أوتار قلبي
لما الكلمات تعجز عن وصف حبي
لما كل هذا .. ما هو ذنبي
فكيف أكون ... لو كنت بقربي
٤
البائعة
تأففتِ يوما و تمردتِ على هذا الحصيـر
و قلتِ : لا يليق بكِ .. و رغبتِ في لبس الحرير
قلتِ : ما عاد يروقكِ جنوني و لا صوت الخرير
و ما عاد بإمكانكِ أن تغتسلي بهذا الغديـر
تأففتِ و جعلتِ من العدم .. معركة مصيـر
و بعتِ حبي .. و تركتني وحيدا مع دمعي الغزيـر
......
فعانقي مجوهراتكِ الآن ... لا تقربي صدري الفقير
فقد بعتِ حريتكِ معي و وقعتِ أسيرة الدنانيـر
لا تقولي أنكِ مشتاقة لركوب الحميـر
فما عاد يليق بكِ.. يا أرملة الشيخ الأمير
لا تقولي أنكِ تحتَ رحمة عذاب الضميـر
و أنَّ الحنين يجرفكِ إلى هذا الغديـر
لا تتفوهي بحماقات ... القدر ليس بشريـر
فأنتِ اخترتِ طريقكِ ... لا أريد أي تفسيـر
و أنا اخترتُ طريقي.. لن أعيد يا حلوتي التفكيـر
فدعيني الآن ... فأنا على موعد مع بنتِ الأميـر
هشــام/ ١٩٩٦

عاشق سيرتا

هي الطفولة يا هشام ، وهي أيام لن تعود .

ها نحن نكبر ، وتمضي بنا الأيام ، وننظر من حولنا فلا نجد شيئًا يسر البال .

هل تعلم لقد قرأت ذات يوم لأديب هنا في الواحة " عبد الله المحمدي " نصًا بعنوان " عندما أكبر " أظنه كذلك ولقد نظرت فيه وفي حال هذه الدنيا فإذا بنا نكبر ، ويكبر معنا ألم السنيين التي أتعبتنا .

أطلق سراح نصوصك يا هشام ، ودعنا نتذكر أننا كبرنا ، لعلنا نحلم من جديد ونقول مرة أخرى نعم سأفعل كذا وكذا ... عندما أكبر .

تقديري واحترامي

الاستاذ هشام عزاس

رغم ان النص قد مضى على زمن كتابته اكثر من عشر سنوات..

وهذا زمن طويل تنضج به الرؤية الادبية..

الا اني وجدت العفوية و التلقائية في المفردة يأسرها السعي الى القافية..!


أفكار جميلة..لابد ان تقود الى نضوج لاحق..وهو مؤكد لديك اليوم بفضل الله..


سلمك الله..

محبتي

دفتر ذكريات زاخر النصوص الجميلة ..

ممتع ما قرأته هنا ..

العزاس ..
جعلتني أحس بالندم على كتابات أحرقتها ..
فللذكريات طعم له لذة خاصة ..


دمت بألق .

ودادي ... حطمتِ بحمقكِ فؤادي


تحية لزمنكَ العفوي الجميل

يرعاك الله

عاشق سيرتا
هي الطفولة يا هشام ، وهي أيام لن تعود .
ها نحن نكبر ، وتمضي بنا الأيام ، وننظر من حولنا فلا نجد شيئًا يسر البال .
هل تعلم لقد قرأت ذات يوم لأديب هنا في الواحة " عبد الله المحمدي " نصًا بعنوان " عندما أكبر " أظنه كذلك ولقد نظرت فيه وفي حال هذه الدنيا فإذا بنا نكبر ، ويكبر معنا ألم السنيين التي أتعبتنا .
أطلق سراح نصوصك يا هشام ، ودعنا نتذكر أننا كبرنا ، لعلنا نحلم من جديد ونقول مرة أخرى نعم سأفعل كذا وكذا ... عندما أكبر .
تقديري واحترامي

أتدري أيها الرائع أننا كلما نكبر نفقد حلاوة الحياة لأن واقع اليوم أصبح مريرا و واقع الصبا فيه من البراءة ما يجعلنا نرى الوجود جميلا ... أصبحنا نفتقد إلى تلك البراءة الجميلة لذا نلوذ بذكرياتنا إلى الماضي الجميل و إلى تلك اللحظات الصبيانية فقد كانت نظرتنا حينها غير خاضعة لقانون العقل و حتمية تبرير الفعل أو خلفياته .
أسعدني مرورك أيها الكريم و نظرتك للموضوع
دمت جميلا ....
محبتي

وكأنه الحلم يشرف على أعتاب الذاكرة
يعيدنا لبساتين فقدناها في رحلة العمر المتعبة ..

الكريم هشام
جميل دوما أن نجفف ورد الذاكرة ونحتفظ به فهو يدوم طويلا طويلا لأنه يحمل حقيقة وأصالة الشعور الداخلي الحي فينا ..
لك كل الود والتحية

الاستاذ هشام عزاس
رغم ان النص قد مضى على زمن كتابته اكثر من عشر سنوات..
وهذا زمن طويل تنضج به الرؤية الادبية..
الا اني وجدت العفوية و التلقائية في المفردة يأسرها السعي الى القافية..!
أفكار جميلة..لابد ان تقود الى نضوج لاحق..وهو مؤكد لديك اليوم بفضل الله..
سلمك الله..
محبتي

سعيد بمرورك الجميل أخي ثائر و لكن هل تصدقني إذا قلت لك أنني شخصيا أفضل كتاباتي القديمة رغم كل شيء ...
دمت بخير و سعادة أيها العزيز
محبتي

إنكِ العاصفة التي لا ترحــم

\

فالحذر الحذر من إقتلاع الشجر ... وهروب البحر وتكسر الحجر على الحجر

لا تتفوهي بحماقات ... القدر ليس بشريـر
فأنتِ اخترتِ طريقكِ ... لا أريد أي تفسيـر
و أنا اخترتُ طريقي.. لن أعيد يا حلوتي التفكيـر

صدقت فالقدر ليس بشرير , فمن يختار الطريق عليه أن يتحمل عبء اختياراته , وبعد الإختيار لا مجال للتفسير , لكن بالتأكيد هناك إعادة تفكير فيما نختار .
أستاذي العزيز
مقتطفاتك بها الكثير فتجعلنا نعيد التفكير , نحاول أن نتخطى كل العقبات , كي نعود عبيد للرحمن لا للدينار أو مالك الدينار .
خالص تحياتي