أيكفي الدمع ..
مدي كفكِ أساقطُ عليه دمعي ، واغسلي بها وجهي من غبارِ الشوقِ الطويل ، شقي عباءةَ الحزنِ عن قلبي ، ألقي عليه قميصَ الصبر ..
أيكفي الدمعُ لغسلِ الحزنِ عن روحي ، ومسحِ الأرقِ عن ليلي ، ومن عيني صورتك ؟!
أيكفي الدمع !!؟؟
إن كان يكفي ؛ فخذي منه زيادةً ، وخذي ماءَ العين ، واتركي لي لحظاتٍ قليلة ، أعيشكِ فيها قبل الرحيل ..
لا ..
لا تساوميني على ما تبقى مني ، ولا تعدِّي علي أنفاسَكِ التي أستنشقُها ، ولا كم مرة رفَّ فيها جفني وهو يضمُكِ إلى بؤبؤِ العين ، لا تساومي على نظراتي التي تحدقُ متشبثةً بك لتحتفظَ بآخرِ مرأى إياك يكون ..
ولا تحصي نبضاتِ قلبي التي تتلاشى كلما ابتعدتْ خطوتُكِ ..
رمقٌ أخيرٌ امنحيه لي بنظرةٍ استجديتها من عينيكِ ، تكونُ عزائي وسلواي بعدكِ ، وترياقَ حزني إذا ما اشتدَّ وجدي وصارَ السبيلُ إليكِ محالًا وضيعتني دروبُ الحياةِ ..
أنا الشقيُ بحبكِ ، حين خذلتكِ ، وأعلنتُ أني في العشقِ سيدٌ ، وأنكِ نزوةٌ من نزواتي ، وأنك لوثةٌ من لوثاتِ جنوني ، وكنتُ السبيَّ لقلبِكِ والأسيرَ لعشقكِ ، والصريعَ للحظكِ ..
فلا تزدريني ، ولا تسخري من رجائي ، وأنا القتيلُ في هواكِ وكنتُ أظنُ أني قتلتكِ ، وأنا المهانُ أمام كبريائِكِ وكل ظني أني امتلكتكِ ..
أيا مَنْ ملكتِ مني الفؤادَ بالله رفقًا بقلبٍ أعياهُ صدُكِ ، ألا يكفي دمعي ليغسلَ جُرحَكِ ، أسكبُه ندمًا في باطنِ كفِكِ ؟؟