قالت:ألو...
حينها فقط أصبح للصوت معنى جميلا..
ذاك أنّ أذني أخبرتني أنها منذ ولدتْ ، لم يأتها ضيف ظريف مثل هذا الصوت..
وأنّ قلبها لم ينعمْ قط بمثل هذه النشوة التي يُحّلق الآن في فضائها..
وأنني منذ ولدتُ لم أمنح لها جمالا يُشبه هذا..
....
....
تعجّبتُ كثيرا..
لمْ أعرف أبدا أنّ أذني حساسة لهذه الدرجة..
ولمْ أكن أدرك قبلا أنّ صوتا أنثويا رقيقا سيفعل بي و بأذني هذا الفعل..
بل لمْ أشعر بمشاعر أذني إلاّ بعدما سمعتُ صوتكِ يا صديقتي الغالية..
....
....
أنتِ حقا استطعتِ أن تـُغِيري على فارس تعلّم كيف يتعامل مع النساء..
بل استطعتِ أنْ تتغلبي على هذا الفارس المغرور..
أو بالأحرى تمكّنتِ من قلبه لدرجة أنه وضع كل طباعه المستذئبة جانبا احتراما لكِ..
أنتِ حقا انعطافة جميلة في تاريخ النساء..
ذاك أنّكِ اجتمعتْ فيكِ كل صفات عظيمات التاريخ..
أثناء حديثي معكِ أحسست بفطنة بلقيس..
وبروح الشاعرة سافو..
بل بنقاء مريم العذراء..
وبجمال مذيعة نشرة الثامنة..
....
....
لا أبالغ لو قلتُ:
أثناء حديثنا، تلاشت الحدود..
واقتربت المسافات..
وانتقلت حمّى المحبة إلى كل الأمصار..
حتى إني رأيت فيما يرى "الشاعر" أمريكا تعتذر للعراق..
بل العراق يلثم الكويت ..
بل كانت قدم إيطاليا تركل اسرائيل..
بل كانت الجزائر تستحمّ في نهر النيل..
تعجبت..
حتى رأيتكِ من شرفة بيتي على بعد خمسة أمتار..
قلت: كيف يمكن أن تأتي من تلك البلاد البعيدة ، في لحظات وتصبحين جارتي؟
أخبرتُ أمي بالأمر فضحكت...
قالت : ربما هي حقا جارتك..
أو بالدارج الجزائري قالت أمي :"بالاكْ هي غي جارتْنا ألّي تَسْكنْ حْدانا"..
الحقيقة أنا لم أكذّب أمي ، لكنني صدّقتُ نفسي..
....
....
الآن يا صديقتي..
أهبُكِ وسامَ "المرأة المقرّبة للحدود"
لأني بحديثي معك غادرتُ منزلي،وحلّقت هناك..عندكم..
أصبحت منكم..
بكيت لحزنكم..
وفرحتُ لفرحكم..
وأوشكت ألاّ أعود لبلادي..
لكنّ ذكريات طاهرة أو نصف طاهرة ،"غلّستْ عليّ" حلمي و أرجعتني..
لكني سأعود..
لأكمل تصفية ذاتي في حضرتكِ ..
سأعود لأثبت في كل مرّة أنني شاعر من نوع خاص..
شاعر نقيّ طاهر ، لا يُخادع ولا يضرّ..
يوم 56 من شهرالبوح2721 شعريّ