نام الخليُّ والشجيّ لم ينم
ــــــــــــــــــ
آه من سورة الأيام ،،، .
تجيءُ فيجيء معها الهم في مثل الحلم المخيف يجيء معه الرعب ليكون أعتى نكاية ، وأشدّ ضنكا ،،، كمثل من شَجِي بالعظم ، لا هو ذاهب في جوفه فمريحه ، ولا هو خارج من حلقه فَمُسِرّه ، ولكأن الأيام باتت طعاما ذا غُصّة .
ولقد راعتني رؤيا ، فلا رأيتُنِي إلا عدت طفلا لا يأنس إلا بأمه ، وعاودني خوف ولست أدري كيف وجد سبيله إلي !!! فرأيت أمي نائمة فأيقظتها وأطلعتها على ما راعني .
فقالت : هلمّ إليّ بني ،،، هلم ،،، ثم أدنتني منها حتى وضَعَت خدها على خدي ،،، وحتى انْتَسَخَت صورة الرجل بصورة الطفل ، ونَكَص حتى ضمّته أمه وألْمَسَتْه صدرها الرؤوم ، فعاد يهدأ ثم عاد ينام !!! ،،،،،،،،،،،،،،، فنام .
وعندما شدخت غرة الصبح ، هرعتُ فهاتفت أمي بالهاتف وأبلغتها بما كان من أمر الرؤيا .
فقالت وقولها الحكمة البالغة : أنت كمثلي بني نعيش الوحدة ، مصروفين عن الناس ، مصروفة عنا الناس ،،، ووالله إنها صروف الأيام وسورة الليالي ، لا تُزْجي إلا الهلع ، وكأن القلب إن هو إلا عبثها المحض تشدّه وترسله .
ووالله إنها ليال تتعاقب ، ومن كل سبع واحدة حُبلى بِهَمّ وتتلوّن كما تَلَوّنَتْ في أثوابها الغول ، ولا بد أن تتمخض عنه ،،، فحسبك المليك الذي جلّ وسما في عُلاه .
قلت : أماه ،،، والله لقد أقمت بين هذه الجدر وتحت هذا السقف سنوات طوال فلا اجترأ عليّ خوف ، ولا استضعفتني وحدة ،،، غير أني خفت ! ولست أدري كيف أرانيكِ الله فأزال بكِ حِذار ما أحذر .
والله لا أقول إلا لا حول ولا قوة إلا بالله ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، .
وآهٍ من الوحدة
ــــــــــــــ
حسين الطلاع