مطويات في أدراج القمر
ــــــــــــــــــــــ
مطوية أولى
لا أدري لماذا أشعر بأني أسير وأنا نائمة ؟..
أهذه أحداث نهار فريد خرج من حقيبة الصدفة ؟
أم هي مطويات محفوفة بقراءة الليل في أدارج القمر ؟
للصدف العجيبة معي موعد لا يدلف من باب التخطيط
ولجت من نافذة بلورية بأجواء روحانية تتأبط صدق نبضك فــ..جالت بي بين حقول أزهار لا منتهى لها , و بين حرائر غيوم مرمرية في حالة تسامي دائمة , لا يقطع صفوها ضوء الشمس ولا يتخللها دجى الليل .. ولبرهة غير قصيرة ظللت أقتات على عجائب المناظر , فالعين بحاجة الى الغذاء ,و غذاؤها دهشة المنظر ..وكانت الجولة حول كوكبك حروفا تمتطي صهوة السحر نبشت مخالبها في ذاكرة السفر , وكاد الشتاء يرتدي صوتك معطفا يناغي هيكل العمر
...
مطوية ثانية
أرجوك تمهل علي ..فكلماتك أدق تصويبا من رصاصات أُحكم على زنادها إصبع طائش ..صعب علي أن أبدو أمامها كورقة سقطت من الغصن و وجدتْ ما تبقى منها رهن هبوب الرياح ..
مهلا ....كلامك يعرف طريقه إلى الأعماق يتأرجح بين تويج زهرة الروح وبين ميسم قرنفلة الحلم و وطن موقعه في الخريطة خلف جدران ما بعد الخيال ..
مهلا ستوقظ سكان كوكب نام ,وأفترش خطوات جيادك المدبرة ..
لقد تقهقرت جحافل حراسي فخارت قواها و تثاقلت أجفانها بالكرى ..
و صوتك يفتح أبوابا عجزت مفاتيح الدهر عن مراوغتها ..
قلبي ..ذاك المخلوق الذي توسد من شريانه التاجي الى تجويفه العاجي هدير أمواج بحرك و بات خاتما في خنصر صوتك ..
مهلا لقد سحبت زوبعة رياحك بساط الصمت من تحت أقدامي و بت أتدحرج على بلاط دهشتي , و أفقت كأصحاب الكهف أحاول صرف عملة قديمة و
أرى الكون من آخر ثقب كان مفتوحا في حويصلتي عندما كنت اطل منه عليك , والآن اتسعت تلك الدائرة وانكسرت على راسي جرتها الحائرة وسكبت على رأسي محتوياتها الغائرة ..
مهلا للكلام كلام , رغيفه النهى وكأس مائه الضوء الآتي من نجمتنا المعلقة على ياقة قميصك
.....
مطوية ثالثة
إنها حالة أورثتنا مسؤولية إمبراطورية واسعة ليس لنا القدرة على متابعة أحوال رعاياها وليس لنا القدرة على احتواء تناقضاتها الجغرافية وتحولاتها التاريخية , و ليس لنا القدرة على متابعة الطيور الواقفة على أغصان غاباتها ..إنها مملكة تُوجنا بها ونحن أصغر منها فكلما أمتد الوقت كانت أكثر شراسة في استمراريتها وكنا أكثر إرباكا من ذي قبل في تشتتنا ومحاولة القبض على برقها بينما نحن عاجزين عن اقتناص صدى رعدها ..مازالت أمطارها تغرق واحات أرواحنا وتحيل الصحاري إلى بحيرات تخجل أمامها اليابسة ..
.......
مطوية رابعة
لا زال ذلك المدعو بالقلب يكبل عقلي بالأغلال.. ومازالا الشغف والحنين يتسلقان درجات أقصى أحاسيسي حتى طالت هامتها مرمى البصر وخرجت من حيز الرؤية ..إلى هذه اللحظة تلسعني ثمة تفاصيل كانت تنقب في شراييني عن حرقة دمائي المحترقة بين أكسجين تجرد من هواء غير هواك وبين الكريات البيضاء التي تقاوم هواجس الظنون , فتغذي تلك الظروف المعاكسة لهذا الهذيان..حاولت أن احصد الحروف قبل أن تنضج ثمارها وحاولت أن ادفن مشاعري قبل أن تطغى عليها الطحالب المتوحشة فتستبدل خمائل الأجنحة بالزعانف والقشور ..مازلت أكد في البحث عن العزلة بين خصائص المناخات الصعبة التي واجهتني وبين الدروب المفروشة أمامي الآن لأسير على سجاد نسيم يصنع من آثار خطواتي بكرات القز , والنعل في قدمي أصبح ورقة التوت وأنا اشعر باني بازدياد معيار هذا الحب سأموت ..
ليتك تختار لي موتا لا يدخل في تفاصيل الاحتضار ..
......