ما لي احبسُ النظرْ ـ عن خطى هذا الحجلْ ـ بين لحظةٍ واخرى يبذر يوماً في الزمنْ ـ يقبل الأرض بأصابعه الناعمة ـ هذا سحر الخجلْ ـ
يزرعُ عينيه على الأفقْ ـ من يعلمُ الحجلَ كلامَ الغزلِْ ـ من علمهُ
القبلة َتحتَ ظلِ المطرْ ـ من علمه أن لا يخجلْ ـ أن لا يخجلْ من زهر اللوز ـ ما أجملَ يوم َأتاني ـ حجلُ الفيافي يحملُ أطباق المساء ـ فيها رعد وبرقٌ وعينٌ تدمعْ ـ على خد أمي تدمعْ ـ من علمه أنْ لا يخجلْ ـ أنْ لا يخجلْ من ْعينين ملاكْ ـ في عينيك يا حقل القمح ْـ أنا أنام في احنِّ ليلٍ ـ في حضن ملاكْ ـ في احنّ حلم فيه مئات القبل ـ من علمه أنْ لا يخجل ْـ وسائد من القطن انتم ـ صقلتكم أيادي الشّتاء وكانون الأولْ ـ ما زالَ في قلبي يتهجى ـ كلمهً بالكاد أقولها ـ فانا أحببت في طقس جامدْ ـ تجمدت فيه كل الآياتْ ـ حتى خدود التفاح صقلتها أنامل ُالثلجِ وتجمدتْ ـ لم اعدْ أتيقنُ اسما ًـ حتى حرفاً من حروفِ ـ المحبوبة ِالضائعة ـ في سرابي أنا ـ ضائعة ٌوأنا الملم أطرافها بِِحَرِّ قلبي وذاكرتي العتيدة ـ عل يزولُ غطاء الشتاء ـ ويزهر خدّها وخدّي ونسبحْ ـ فرحين بعودة طيور عينيها ـ وقبضة وردٍ أنا أعلقها على وجنتيها الزجاجية ـ أنا فقط من سيحملها على قاربٍ فوق دمائي يسير ـ انتم يا بحاراً في أعماقي خذوني عاشقاً أو غريقاً ـ أنتم يا خطوات التّأمل في حجر مرمي على أطراف الزمان ـ علموني أن أحب قبل العدم أو أغرق في ماء الحب ـ فأنا بشرٌ مثلكم لي لحمٌ ودمْ ـ ولدت في كروم الزيتونْ ـ اشرب رحيقَ الزيتونْ ـ ومن زيته اهدي لون العينين ولون الدم ـ أحب أنا طائراً حرّاً ـ حرّاً يطير في أفقي ـ يحمل في فمه ِغصن عطرٍ وصحن تينٍ وحبة لوزْ ـ وأغنيةً حارةًفيها كلمةُ احبّك يا كروم العنب ويا أسوار لفت التّاريخ ـ وعنق الحبيبة ـ صدقوني فأنا اليومَ ولدتْ ـ ولدت من الحبْ ـ على وسادة الحبْ ـ أنا الحبْ ـ أنا قطعهٌ جليديهٌ ـ أذوب من قبلة المساءْ ـ من قبلة الحسناءْ ـ من قبلة أمي ـ من قبلة المحبوبة أذوبْ ـ أذوب أنا ـ علموني أن لا اخجلْ ـ أن لا اخجل أنا ـ علموا القمر أنْ لا يغيبْ ليلاً ـ علموه السهرْ ـ حتّى أعماق الليلْ ـ قولوا له أنْ يحتضن جسدي ـ أن يكون َهو كتابي في وحدتي ـ أن يكون احنَّ حضن من بعد حضن أمي ـ علموه إن غاب هو ـ فلنا مناديل الذكرى ـ نشمُّ منها حنينَ الماضي وعظامَ الترابْ ـ فان نحن العشّاق ـ لدينا أكثر من قمرْ ـ زفراتنا نجومٌ ننتشلها من جذور الترابْ ـ لنا زفرات تحمل مجدَ التّاريخ كله ـ لنا زفرات تحمل أساور عكا وأسوارها ـ لنا زفرات تحمل هيا كلاً جبناها من نبضات الاحتضانْ ـ لنا زفرات تحمل باقةَ البقاء في حضن الملاك ْـ لنا زفرات من بلابل الصباح نعلقها عقد نورٍ قبل أنْ نموتْ ـ هذه أكاليل الحب ِفازرعوها ـ علقوا عليها حروفَكم فلا تموتوا دونها ـ وانتظروا فصل َالماء واسقوها من فصل الماء والانتظارْـ لنعلق عليها ألفَ قمرٍ من هياكل ِالتّرابِ الذّائبة ِعلى مصاطب ِالزمانْ ـ من اليوم أنا سائحٌ في غمراتك يا ثمار التّراب ـ باحثا ًفيك عن جسد جديد ـ أضمّه أنا أضمَّه بفمي ـ أضمّه بتأمُّلي ويد من ذاكرتي ـ اسرق منه مادته الخالدة ـ اسرق منه عين َأمه التي ما زالت تبكيه ـ ونزهاته على تل ٍصغيرْ ـ وهو يكلم أجملَ فتيات الدّيرْ ـ معه شمسٌ وقمرٌ وتابوت ٌمنتظرْ ـ جاوره غديرُ الحان الفتيات الصّغيرات سناً ـ بين ورقة وورقة قبلة جديدة ـ احتار هل يقبلُ حجرا ًـ أم كرزةً حمراءً على صدر الآهات موضوعهٌ ـ تحت ظل الموز والتّفاحْ ـ تحت ظل المشمش القبلة برتقالية اللونْ ـ تحت زرقة السّماءْ ـ انتشل من جسدي عروقي العائدة ـ من رحلة العناءْ ـ هناك بعيداً خلف الكلمات كنت اكلمها ـ وأعود بدمعه ـ ليست كدموعكم انتم يا بشرْ ـ أنها دموع الذكرى على جسد الزّمانْ ـ مات يتذكّر من أحبَها بين الأوراق ـ البسَها أحلا طوقٍ من رحيق الجّنةْ ـ سرق لها عمره ْـ سرق لها من فراشات النّوم خفّة اللون والحركة ـ من الربيعِ اسرقُ لها ثوباً اخضراً من ورق البرقوق ـ ومن ثمر التّين أزينه ـ ومن عند أمّي اسرق لها رغيف خبزْ ـ وقبله من قبلاتها الوردية ـ فلا تغيبوا عن هذه الآياتْ ـ كونوا صادقين في حبكم أو موتوا ـ فكلنا نسرقُ الحبَ وندعيه ـ إلى متى سننعيه ـ متى يأتي يومٌ الصّدق فيه الحبّ ابدي ـ قبلَ أنْ تحبوا تيقّنوا بإيمانكم ـ بأن َّّهذا الذي ينبض في الأحشاء قلب إنسانْ ـ فلا تذبحوا أجساداً بادعاء بالٍ ـ أو لا تحبّوا واعترفوا بأنّكم عفاريت سوداءْ ـ تخرج من شقوق النفاق ـ أنا ساترك نفاقكم واهربْ ـ سأهرب إلى بيتِ جدتي ـ أو إلى سرابٍ في أحلامي ـ علموني صغيراً أنْ اخجلْ ـ وخسرت ربيعَ أيامي ـ وجلسةً حارةً تحت ماء عدنْ ـ أو تحت شجرة خروب عجوز ـ يا باب أحلامي ـ لا تغلقي أمام قلبي تاريخك ـ يوم كنت طفلاً صادقا ًابيضا ًكملاك كنت أنا ـ هم من الغوا دروسي في الحبْ ـ وقالوا كلم طيراًٍ ـ أو اقطفْ ثمراً ـ وكلمْ طيراً يطيرُ بألحانِهِ ـ لكن لا تكلمْ جسدَ الحبْ ـ أو نجلدك بماء النارْ ـ وأي نار أحر من نار الحب ْـ علميني أنت كيف احبّك ـ منْ أين ابدأْ ـ وأين انتهي كيف ألْمُس عنقك الحريري ـ فهاتي درسك قبل أن نغيبَ في حرِّ المغيب ـ قبل أنْ أخسرَكِ كخسارة الشّباب في يوم العيدْ ـ علميني أكثر كلمة تحبينها أنت يا حمامه خضراء ْـ حتّى ارسمها في عروق جسدك الصغيرْ ـ أو أجبلها من تراب عظمك الذائب في ذكرى ماتتْ ـ أو تراب دست عليه ـ بروحك أو نغم رموشك الجيتاره ـ يا ضمّة حبِ أنت في كأس الكون كلّه ـ يا شمساً حمراء ًمخضبةً بلون الآيات ـ دعيني أنْ اعرفَ كم حرارة ضلوعك يا ورده في يد كتاب ْـ وان أرى جمالَ عروقِ شعرك ِالطويل ِالمنسدلِ نورا ًًعلى نورْ ـ سأسرق كلَ لحظه حتّى أجوب أراضيك ـ علني أعود ُبرائحتك بملمس من جبينك الأغرْ ـ أن أراك ملاكاً ينتظرني في أحلامك أنت فقط أنت ـ فعلميني أن احبك َاليومـ ـ قبل أن تشرقَ شمسٌ ـ من الغرب ـ فيموت حبنا ـ