يحتجزني التلعثم بين أنا وأنا
بقلم : سمر الزريعي
... يبتسم اسمـه ، يحاورني بمرآتي الدائرية من حولي .... فيُخرج من الأسرار
غموضي ... ويسكب دواة إحساسه .... على أطر لوحتي ليحددني .... فأرسمه قصيدة ...على رمالي ... و السيادة كاملة لي .. نتمرد على ميلادنا يا أنا بعد أن تجولت بحصاري بين صفحات ذاكرتي الملقاة على أطراف عمري ، سمعت خرير الذكريات يطعم العصافير الكلمات الندية من شفاهنا، مضيت معها لأتعطر بقبلاته وألمس الشوق بيدي ، فأخذتني إلى صوتي المغمض عني ، بقيت انسج فوهة نصري لأخرج من غموضي ...
خاطبت المرآة ذات ذكرى وجردتها من زيف الغرور المكبل بعنادي بعد أن كنتُ هي وكانت أنا ..وكان الشاهد علينا
ـ يفصلني عن لقائه أيتها النرجسية بضع أنفاس وتلعثمي الممزق يحتجزني رهينة الأفكار و الانتظار المشيب بغير حدود.. أستكثر عليك قيادة حروفي حيث تريدين لا بأس سيدتي العاشقة ولبيك أبدا ، بشرط أن تعلميني التوحد بأنفاسه واحذري أن تئمي بأجنحتي المغلقة على عشقي له ..
ـ يؤسفني الليل الملتحي بسهرنا ماذا ستقولين له يا أنا ..
ـ سأخبره غداً أنك تجتاحني كالإعصار تزرعني بذوراً للحياة و سأهبك كوكبي المكتظ بجنوني و بعقلانية الأسطر المنتظمة سأقول أحبك ..أراقب تلك الأنا في المرآة وأنا على رأسها أضيع في تلاطم أمواجي أجمع بين الجنون والحب ، ليتني أنتصر على نفسي حبيبي .. قررت زيارة مدنك الغارقة في كعب أنظاري كنت أريد الذوبان بملامحك فلم تأخرت عني بأنفاسك حبيبي .
_سيقول لك " دعيني أصطحبك في جولة في أفقي سيدتي تمتد دهراً تختزل قصائدي بانتصارات وهزائم كم تؤلمني تلك الأسطر الباكية على أزهارنا تزرعني حرفاً يتيماً ، لقد أرهقتني المعارك البائسة المتمدة وأنت الكريمة معي حد الإسراف وأنتِ تجعليني طفلك " .
_شبيهي أخاف أن تبتعد عن نفسي أتمنى أن أراك الآن أجلس إليك أحدثك حديثا عمره ألف عام وأكثر من تراكم الشعراء وقرون لا عد لها من غبار الزمان وشي اسمه الإنسان
_تولد ملامح الحيرة جنينية من كهوف الصمت لما أستنجد بك ... لما تنصهر أرواحنا في حضور الآخر ....
_لأنك تسري في دمائي ولأن حضورك إلهي حبيبي أنا أرى الله في عينيك روحي في يدك حبيبي هل تدرك هذا أرغب أن تعلن عليّ ثورة عشقك ...ثورة عشقي أعلنتها عليك عندما قلت احبك أيها الغريب وألغيت عبودية النساء فتقبل إذن عشقي المجنون سأعشقك بطرقي وأنسج على شفاهك قافيتي وأخط على صفحة رضاك حروفي سيدي سأنزل بين يديك ليلا لتزرعني بتمتمة الطفولة المبهمة و سيركع بين يديك القمر لأني أحبك أنت .
_ سيقول لك " شبيهتي أريدك أن تعي جيدا أني أحبك إلى درجة باتت تقلقني إنك تحتليني منذ أن ورطني العمر بالحياة وددت لو مزقت الصمت وقلت أحبك يا طفلتي .
_ بت أعرف مفهوما جديدا للغيرة ياأنا أشعر بأنانيتي ورغباتي الطفولية وأنا أهتف لي أنا وحدي ملكي أنا آسفة لمثل هذه الرغبة بعد أن مزقت بجنون الطفولة جزري القدرية سيدي .
_ أشعر بأن تراكمات القرون هى ملاذك فلما لم يحن الوقت المناسب لقد حملت داخلي كل غبار الانتظار كيف إستطعتُ أن أحمل في أحشاء صمتي حياتي حتى التقيتك أخيرا ليس عندي ما أخفيه عنك أبدا ، عذاباتي ومسراتي بين يديك ندية تنبض .
_ أحببتك دون أن أراك ،هاجمتني قصائدك المبللة بعشقي الأزلي وأحتلتني فقررت أن يفترسك جنوني ألست أنت هو أنا إقرأني فأنا لحظة لميلاد كل قصيدة تمتد أجيال ترسم تفاصيلك هنا حتى تموت اللغات جميعا عدا لغتنا لغة الإنسان الأولى ..
_كم أتمنى أن أعيش طفولتي المهجورة في حجرك وألمس بأصابعي خارطة وطني
...مرحبا بك أيتها الأنا في ساحات جنوني زدتك جنونا ولكني أهوى أن تنفتح مساحة ضعفي أمامه وبين يديه قبلك ..
_انتظريني طفلتي عندما ينتصف الليل حيث تشتعل لحظة جنوننا الشعري ولحظة تألق معناك في ذاكرتي و سأمسح
خرافة الشرق القديم لتولد فوق شفتي وطنا وبيارات وبساتين أحبك حتى يهرم السطر أعلن عليك حبا كبته في نفسي .
أطفئ الذكرى عن المرآة المستيقظة وعن مسرحي وأغلق أبواب الأنا على شبيهي كم مذنبة أيتها الأنا لأنك لم تعتنقي الصوت وأضعتني معك .. وسأقول هزمتني يا أنا