أن تبلغ في حفر النهار قراراً لا تستمتع فيه بشيء، مهما بدا لغيرك لذيذاً، ولا تميز فيه بين السعادة والشقاء، ولا بين الجنة والسعير، ولا بين الجوع والطعام، فتلك هي اللحظة التي تبلغ فيها أقاصي اغترابك عن ذاتك المتاخم للحب. فالمرأة وحدها القادرة على جمع شظاياك الذكورية بعد انفجار أناك النووي. لكنها لا تنظم فوضى انفجارك إلا بانفجارها، وبلوغ شظاياها إلى قمة جنونك. إنها أنثى البركان تلك التي خصصت لها كل ما أؤتيته من الانتظار، وصببت على حممها المتمناة جام شوقك. لابد أن تطوي أطيافك عن بكرة فوضاها حين تتذكر بأنك الوحيد من يحب أن يواصل حريقه إلى آخر الحب. ستسرق مزيدا من اللحظات الطازجة لكي تتأكد مما إذا كان الحب جديراً بك أم أنك مصمم خصيصاً للشوق الأبدي. لكن تذكر أنها لحظات الخلد الخاطئ، فإياك أن تنزل إلى أرضي وحدك دون حواءك الجميلة..إذا تركتها في قفار السماء فلتكن واثقا من أنك لن تصل إلى حضيضي هذا..لن تصل إلى آخر شقي يلبسني في سلسلة ذريتك المفترضة..ألم أقل لك ذات جحيم نظري بألا شيء بعدي؟ إن أردت أن تعبرني (ولا حدود لقحالتي أبداً) فليس أمامك سوى أن تتسلق جدار السماء، وتطلب من إبليس أن يتفضل مشكورا بإغوائك مجدداً، و يسبب لك مزيدا من الطرد الإلهي...أحسنتَ..إنها إحدى علاماتي ألا تستمتع بشيء على الإطلاق!